أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

رصيف التحدي الملوّن عند الحدود: تطبيق لجمالية السيادة الكاملة التي حصنتها دماء المقاومين

الثلاثاء 30 آذار , 2010 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 15,992 زائر

رصيف التحدي الملوّن عند الحدود: تطبيق لجمالية السيادة الكاملة التي حصنتها دماء المقاومين

إنه الرصيف الذي يزين منطقة بوابة فاطمة في بلدة كفركلا الحدودية والذي أثار تركيبه المشاكل والقلاقل عند الحدود وكاد يؤدي إلى مواجهة بين الجيش اللبناني وقوات الإحتلال عندما أقدمت قوة إسرائيلية قبل ثلاثة أشهر على تهديد عمال هيئة الإعمار الإيرانية المنفذة للمشروع وأجبرتهم على التوقف بحجة أن العمل يجري على بعد سنتمترات من السياج الشائك والخط الأزرق، وعمد الجيش اللبناني إلى الإستنفار مقابل القوة الإسرائيلية وحالَ تدخل قوات اليونيفيل الدولية دون حصول مواجهة، وأسفر حضور مدير فرع الجنوب في مخابرات الجيش اللبناني العقيد علي شحرور عن إستكمال العمل بالرصيف، حيث قال: "عندما يستنفرون سنستنفر ، وعندما يطلقون النار سنطلق النار".

وترافقت التهديدات الإسرائيلية يومها مع حضور قائد اليونيفل أنذاك "كلاوديوغراتسيانو" الذي مارس ضغوطاً لوقف العمل لإيجاد تسوية وطلب من فريق الجيش اللبناني الذي كان يتابع ويشرف على العمل إصدار الأمر إلى العمال لكي يتوقفوا لكن المسؤول عن الفريق العقيد إنطوان خوري أجاب غراتسيانو :"إن أوامري لا آخذها إلا من الحكومة اللبنانية وعليه فإن العمل سيتواصل" وهكذا كان.

الرصيف الملوّن بدا في حلّته اليوم وقد أنجز نصفه حتى الآن على طرفي الطريق وقد أعطى جمالية للطريق الحدودي الرئيسي الذي أهلته أيضاً هيئة الإعمار الإيرانية وبدا العمال بنشاط كامل رغم التحركات الإسرائيلية المتواصلة في الجهة المقابلة من الحدود وسط إجراءات حماية يتخذها الجيش اللبناني .

الرصيف الذي يُعمَل على إنجازه، يبلغ طوله 2000 متر يبدأ من بوابة فاطمة وينتهي عند عبارة كفركلا بالقرب من بلدة العديسة، لكن مشكلة لا زالت تعترض إستكمال الرصيف وهو وجود إعتراض إسرائيلي على الرصيف في منطقة العبارة حيث يقول الإسرائيليون إن الرصيف والطريق تقع داخل (أراضي الكيان) الأراضي المحتلة أي أنه يخترق الخط الأزرق وقد أخذت اليونيفيل بالكلام الإسرائيلي فيما تجري حالياً مفاوضات ثلاثية غير مباشرة بهذا الخصوص .

المهندس حسين زين المسؤول عن المشروع قال لـ"الانتقاد" "إننا نعمل ببطءٍ بإنتظار إنهاء المفاوضات الجارية حول النصف الآخر من الرصيف".

وأشار إلى أن الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان التي تنفذ مشروع الأتوستراد الحدودي الذي يبدأ من تل النحاس في كفركلا وينتهي في الناقورة ويبلغ طوله 80 كلم قد وفرت التمويل اللاّزم لإنشاء الرصيف بالإضافة إلى تعزيزه بإنارة تعمل على الطاقة الشمسية معلناً أن الإنارة ستمتد حتى مكان عملية الإستشهادي أبو زينب مروراً بالطريق الطويل المحاذي لمستعمرة المطلة عابراً بين كفركلا وبلدتي الخيام والوزاني.

Script executed in 0.20785808563232