كثيرة هي الألعاب التي يدمن عليها الشباب ولكن كان لابد من الحديث عن هذه اللعبة بالذات لما لها من مخاطر خاصة، لا تتعلق فقط بالجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية بل تذهب لأبعد من ذلك لتكون وسيلة إعداد شباب مقامرين تحت التدريب. يقول احد اصحاب مقاهي الانترنت المنتشرة في بنت جبيل " هي لعبة كغيرها من الالعاب التي تلاقي رواجاً كبيراً كـ لعبة " الكونتر سترايك " مثلاً، ولكن نسبة الإدمان عليها قد تكون اكبر من باقي الألعاب لانها تخول لهؤلاء الفتيان ان يربحوا مبالغ وهمية لا يحلموا بالحصول عليه بحياتهم العادية بل ايضاً يؤمن لهم راحة نفسية بحسب اعتقادهم وايضاً تعتبر بالنسبة لهم دافعاً للفضول، " و يتابع حديثه عن الشائعات التي تقول ان هذه اللعبة قد تتحول من وهم الى واقع يمارسه هؤلاء الفتيان بتبادلهم الاموال الحقيقية فيعتبر ان هذا الامر ليس له اي اهمية ويستبعد ان تصل الامور الى هذا الحد وخصوصاً بين الشباب في بلدتنا الى حد ان يبدأ اللعب بالواقع وينفي ان تكون هناك مبادلة اموال حقيقية باموال وهمية ".
وحول هذا الموضوع يتحدث فضيلة الشيخ فادي رضا لموقع بنت جبيل ليبين مدى خطورة هذه اللعبة و يوضح اهمية عنصر الشباب في الاسلام فقال" كيف أن النبي الاعظم صلى عليه و آله والأئمة عليهم السلام ركزوا في دعوتهم على هذه الفئة العمرية الهامة في مجتمعاتنا الاسلامية ففي الحديث عن أبي جعفر (ع) قال : فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعدما كبر سنه كفضل المرسلين على سائر الناس. والأسلام أعتنى عناية خاصة بالشباب فقد ورد في بعض الأحاديث : ما في الدنيا أحب الى الله من شاب تائب لذا فالله تعالى يباهي بهذا الشاب التائب ملائكته فيقول تعالى : أنظروا الى عبدي , ترك شهوته من أجلي . أنطلاقا مما تقدم أخاطب الشباب أن أحذروا مما يحاك لكم من مكائد شيطانية و بالخصوص عبر الأنترنت حيث أن أنتشار لعبة القمار التي يراد منها إشغال شبابنا كي يبتعدوا عن الله تعالى وعن الأستعداد لمواجهة الأخطار المحدقة بأمتهم و مجتمعهم و إدخال عناصر الفساد المتعددة لأبعادهم عن ساحة الجهاد و العلم بشكل خاص . إن موقف الشرع المقدس العزيز على رأي كل مراجعنا العظام تحريم اللعب بكل آلات القمار فكيف إذا وجدنا أن هذه اللعبة تنتشر بين شبابنا و شاباتنا لأفساد عقولهم، والخطر قد تغلغل الى أعماق بيوتنا لينشر فيها الفساد الخلقي و الأجتماعي !! .. فعليكم يا امل المستقبل الذاهر أن لا تتهاونوا بهذه المسالة و أن تسعوا ما أستطعتم جاهدين الى منعها و التحذير من مخاطرها و تذكروا قول الله عز وجل : (يأيها الذين أمنوا إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)".
اعمار رواد هذه اللعبة تتراوح من 16 إلى 30 عاماً ويقتصر اللعب بها في الموقع الالكتروني وتستحوذ على غالبية وقت رواد المقاهي من الشباب، ومن يمارسون هذه اللعبة بشكل يومي يعتبرونها مجرد لعبة لتجميع الاموال الوهمية فقط، وتبقى لهذه اللعبة الالكترونية المحرمة في الشرع اصلاً مخاطرها كبيرة، خصوصاً على الفتية والناشئة الذين يعتبرونها لعبة عادية كغيرها من الالعاب لينفقوا وقتاً بلا أية قيمة و الاخطر من ذلك ان يزداد هؤلاء الشباب انحلالاً وانخراطاً في إضاعة الوقت والمال و هدم أنفسهم من الداخل وفي الوقت نفسه يكون "مقامر تحت التدريب" في ظل غياب تام للتوعية من الناحية الاجتماعية و الشرعية الغائبة من قاموس الاهل.