أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

نهـر«البروقيـة» فـي الزهرانـي يفيـض بالأوسـاخ

الجمعة 02 نيسان , 2010 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,739 زائر

نهـر«البروقيـة» فـي الزهرانـي يفيـض بالأوسـاخ

«سد وردم شبه كلي لمجرى النهر من قبل منفذي أشغال ترميم الطريق الساحلي»، وقد سجل تحت رقم 1598 وجاء فيه أنه» بتاريخ 14/6/1996 عمد منفذو الطريق الساحلي إلى إقامة أعمدة بشكل غير فني وسط ما يسمى بجسر نهر البروقية، بالرغم من الاعتراضات والشروحات التي تفيد بأن مواصلة الأعمال ستؤدي إلى سد مجرى النهر عند بدء موسم الشتاء، فإن أي رد إيجابي لم يسجل».

ويلفت أصحاب المحلات والمؤسسات إلى أن الجسر الموجود حالياً قائم على عقد حجري قديم وضيق جرى توسيعه مرات عدة ، خاصة وأنه يقع عند منعطف حاد من النهر حيث تترسب الوحول والأوساخ والحجارة التي يحملها مجراه من أقاصي منطقة النبطية، مما يؤدي إلى إقفاله وفيضان المياه والوحول على الطريق الساحلي عدة مرات في كل عام، وبدلاً من أن يؤدي ترميم الطريق الساحلي إلى توسيعه أدى ذلك إلى سد ثمانين في المئة من قدرته على تصريف المياه.

وفي السياق نفسه تقدم المهندس سليمان سليمان بشكوى باسم أصحاب المحال والمؤسسات المتضررة لدى النيابة العامة في صيدا، لكنه، بحسب قوله، لم يتابعها لأنهم طلبوا منه أن يكلف خبيراً للكشف على الأضرار، فاتصل بالخبير حسن حمود الذي أبدى تجاوبه معه، لكن الأخير نصحه بتكليف محامٍ مشهور لمتابعة القضية لدى الدوائر القضائية المختصة، فاتصل بأحد المحامين الذي قبل تولي الدعوى بشرط العثور على قاضٍ «قبضاي» لينتهي من هذه القضية بخلال ثلاث سنوات على الأقل، عندها اضطر سليمان لصرف النظر عن هذه الدعوى ولجأ بعد 13 عاماً لعرضها عبر وسائل الإعلام.

يتولى سليمان منذ ذلك الحين عملية تنظيف العبارة على حسابه الخاص مع بداية موسم الأمطار، لكي لا تفيض المياه والوحول والأوساخ على المحال والمؤسسات المحيطة بها، لكنه هذا العام أصيب بوعكة صحية منعته من تنظيفها. وقد فاضت مياه العبارة هذا العام بأوساخها ووحولها على مصنع لصناعة الأعمدة الكهربائية الحديدية بحيث وصلت الوحول بداخله إلى نصف متر وطمرت تجهيزاته ومعداته، ما أدى إلى توقفه عن العمل فضلاً عن اجتياح السيول والوحول لاستديو صوتيات إضافة لمستودع يحتوي على الكثير من التجهيزات والمحتويات المختلفة، وقدر الخسائر بما لا يقل عن عشرة آلاف دولار أميركي.

تنبيهات لم تنفع

ولفت سليمان إلى أنه كان قد نبه متعهدي وزارة الأشغال عند ترميم الطريق إلى ضرورة توسعة العبارة بطريقة تسهل تسرب السيول عبرها، لكنهم لم يستجيبوا لطلبه فبنوا بداخلها أعمدة ساهمت في منع المياه والوحول والأوساخ من التسرب إلى الخارج، ما أدى إلى إقفالها وفيضان مياهها في محيط المنطقة القريبة منها.

وأوضح أن وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي اتصل به عندما قرأ عن هــــذه القضية في وسائل الإعلام ووعده بإرسال خبير للكـــشف على الأضــرار التي حلت به، فضلاً عن إرســال آلية لتنظيف العبارة، لكنه لفت إلى أن الآلية بدلاً من تنظيف العبارة من جهة الشرق بدأت بهـــا من الغرب أي بطريقة معكوسة، وكأن الوزارة جاءت لترفـــع الضـــرر على حسابي، كما أشار إلى أن خبير الوزارة لم يفــعل شيئاً سوى أن قال له: الحمـــد لله عالـــسلامة وكل شي بيتــصلح بالمـــال طالما إنت بخير وعـــافية، وكل الخســـائر والوحول لا أهمـــية لها» وكأنه يهزأ بي!.

وعرض سليمان على وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي حلاً لهذه المشكلة يقضي بإعادة بناء العبارة من دون أعمدة بداخلها، بل بالإرتكاز على جدارين بطول مترين وعرض مترين فقط، مشيرا إلى ان الأمر لا يتطلب أكثر من عمل أسبوع فقط، وإلا فإن عملية التنظيف التي تقوم بها الوزارة لن تجدي نفعاً طالما بقيت الأعمدة داخل العبارة وتمنع المياه والوحول والأوساخ من التسرب عبرها، كما لا يمكن دخول الآليات إلى عمق العبارة لتنظيفها من كافة الجوانب بسبب الأعمدة المذكورة وانخفاض علو العبارة عن الطريق العام.

وأشار أيـــوب ناصر الدين باسم أصحاب المحال والمؤسســات التجارية في المنـــطقة إلى أنهم لا يبتغون من خلال إثارتهم لهذه القضية في وسائل الإعلام التعويض عن الخسائر التي حلت بهم، بل هــدفهم إيجاد حلٍ جذري ونــــهائي لها، تداركاً للفيضانات والوحول والأوســـاخ التي تجتاح محالهم ومؤسســـاتهم وتمنعهم من مزاولة عملهم أياماً عديدة، مع ما تســــببه لهـــم من الخــسائر المادية الفادحة، مطـــالباً وزير الأشــغال العامة والمسؤولين المعنيين كــافة بــتدارك هــذا الأمر في أســرع وقت.

Script executed in 0.16467690467834