وهذه الأشغال تأتي ضمن إطار المرحلة الثانية من مشروع "الارث الثقافي" المشروع الذي يديره مجلس الإنماء والإعمار. المشروع تشترك فيه بلدية صور والمديرية العامة للآثار، والمديرية العامة للتنظيم المدني، أما التمويل، فمن "البنك الدولي" و"وكالة التنمية الفرنسية" والحكومتين الإيطالية والفرنسية ومجلس الإنماء والإعمار، بكلفة بلغت نحو مليونين وستمئة ألف دولار تقريباً.
المرحلة الاولى من المشروع انجزت بعد أكثر من أربع سنوات من العمل، وقد تضمّنت أعمال ترميم وتجميل وتأهيل للكورنيش البحري الغربي، والواجهة الغربية مع عدد من البيوت التراثية المتجاورة، التي يعود بناؤها إلى العهد العثماني، وبات من الصعب على المتجوّل في المنطقة التي أُنجزت فيها المرحلة الأولى من المشروع أن يتذكّر الخراب سابقاً فالأبنية أُلبست حلّة جديدة وألواناً باتت تُعرف بها البيوت لدى الناس أكثر من أسمائها المعتمدة. فبيت الخشن مثلاً سميّ البيت الأبيض، نسبة إلى الطلاء الأبيض الذي غطّى جدرانه، فيما "أصفر" هو بيت المملوك و"أخضر" بيت بارود. أما الكنيسة الإنجيلية فأبيضّت.
جنة الألوان المشرقة المتناغمة مع البحر وما بينهما من طرقات معبّدة وأرصفة واسعة، واشجار وحدائق الزهور هي سمة اشغال المرحلة الاولى من المشروع. اما اشغال المرحلة الثانية والتي تنفذ اليوم والممتدة من نصب الشهداء "طلــعة الاستراحة" عند سور الآثار البرية وصولا الى آخر الحسبة القديمة، المعروف بشارع سينما حمرا ومقهى"الدقة" ،فانها تثير انتقادات واسعة من قبل المواطنين واصحاب المؤسسات، حيث تساهم الأشغال القائمة منذ نحو الاربعة اشهر، والمتزامنة مع تأهيل الموقف القديم، بزيادة الازدحام المروري في المدينة فضلاً عن الحفر في الطرقات، كما تسبب حالا من الإرباك في الحركة التجارية وتنقلات المواطنين ولا سيما اصحاب المؤسسات الذين يتذمرون من وتيرة الاشغال.
اصحاب المحلات في المنطقة يأخذون على الأعمال الجارية، أنها توسع الأرصفة (12 مترا) على حساب عرض الطريق، ويقولون " أن التوجه القائم لا يخدم الحركة التجارية نتيجة عدم تأمين مواقف سيارات بديلة وكافية في هذه المنطقة الممتدة نحو السوق التجاري"، كما ينتقدون البرودة في حركة الاشغال التي شلت المنطقة.
الحسيني حذر من التلكؤ في تنفيذ مشاريع الطرق في صور
رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني تفقد مشاريع الطرق في المدينة ومنطقة الميناء وساحة الامام الصدر، حيث شدد على ضرورة "الاسراع في انجاز المشاريع كي تسهل عملية السير وتوقيف السيارات والتبضع والسياحة والتجارة في صور"، مشدداً على "أهمية تعاون المواطنين مع البلدية لانهاء مشروع الإرث الثقافي في اسرع وقت ممكن".
كما حذر رئيس بلدية صور المتعهد المسؤول عن ورشة الطريق الى محطة تكرير مياه المجاري في صور، من مغبة " التلكؤ في انجاز الطرق نظراً لانعكاسها سلبا على وصول المواطنين الى أماكن عملهم".
وأضاف الحسيني "اتفقنا على ان ينجز العمل من دوار البص حتى محطة جل البحر وافران شمسين، ومن مفترق قانا حتى المحطة في غضون فترة محددة، وقد مضت سبعة أشهر ولم يف بالبرنامج الزمني للعمل وما زالت الاشغال متوقفة في مكانها".
وأشار الحسيني الى ان "كلفة مشروع محطة التكرير الممول من البنك الاوروبي تبلغ خمسة وأربعين مليون يورو"، مؤكدا "ان هذه المحطة ستنهي مشكلة الثلوت في بحر وشاطىء صور وانبعاث الروائح الكريهة في الصيف ما سيشجع الاستثمار في صور على الصعيد السياحي".
