أما وأن تحالفاً بين حزب الله وحركة أمل قد تم وحل ، فإن الطريق إلى مجلسٍ بلدي متجانس ، لا تتحكم في إختيار أعضائه ضرورات المعركة الإنتخابية ، بات من وجهة نظري المتواضعة أمراً سهلاً إذا ما تم إستكمال ما تقدم بالخطوات والمعايير التالية :
ــ الإبتعاد عن المقولة الشائعة ، أن التحالف سيكون مع العائلات ايضاً ، لأن التجربة أثبتت أن التعاطي مع العائلات لا يكون إلا بهدف الترويج لبعض الأسماء من جهة ، ولإلقاء التبعة والمسؤولية عليها ( على هذه العائلات ) عند كل مناسبة فشل في تحقيق النتائج المرجوة من العمل البلدي .
نعم ، فطالما أن الكتلة الإنتخابية الكبيرة هي بالدرجة الأولى للتحالف ، وتالياً للعائلات ، فإنه أولى بهذا التحالف أن يتصدى لعملية التشكيل وتحمل كل مسؤولية في هذا المجال .
أقول ذلك ، لأنه وإن صحَ التحالف مع العائلات في القرى والبلدات الصغيرة ، إلا أنه يكون ذات نتائج سلبية في المدن الكبيرة حيث الأولوية يجب أن تكون للعمل البلدي المبني على الكفاءة والتجانس قبل أي إعتبار آخر .
ــ إن نجاح الخطوة التي أدعو إليها ، مشروط بأن تكون اللجنة المكلفة من التحالف بصوغ العملية الإنتخابية وترجمتها مجلساً بلدياً ، لجنةً متجانسة أيضاً وتختزن بين أعضائها من هم أهل لمثل هذه المهمة ( ولا مانع في هذا المجال أن يكون التحالف مع العائلات هو على مستوى اللجنة التي يقع على عاتقها بالنتيجة إنتاج المجلس البلدي الجديد ) لا أن تختزن في داخلها من هم دون هذا المستوى لا سيما على مستوى مدينة بنت جبيل ، مع ما يتضمنه واقعها من تفاصيل تجبُ مراعاتها .
ــ يجب ان يكون التحالف ، منتجاً لمجلس بلدي متجانس ، معياره الاساس الكفاءة ـ لتحقيق النتائج المرجوة منه على مستوى خدمة الناس ، التي تبقى الهم الأساس لنا جميعاً ، وبالتالي تفادي كل ما من شأنه أن ينعكس سلباً على العمل البلدي وتالياً خدمة الناس .
نعم إن تفادي المحظور المنوه عنه ، لا يكون إلا بإعتماد معايير الكفاءة على أنواعها وأشكالها وخوض الإنتخابات بأفراد لهم الخبرة في العمل الإجتماعي والإنمائي والخدماتي والإستفادة من خبرتهم لتطوير وتفعيل العمل البلدي .
ــ الإبتعاد عن سياسة التصنيف ، فَكُلنا في النتيجة ، أمام مسؤوليات وتحديات كبيرة ، متضامنين متكافلين ، شئنا جميعاً أم أبينا ، شاء أحدنُا أم لم يشىء ، وعليه يجب التخلي ومنذ اليوم الأول لدخول مسرح العمل البلدي عن كل الحساسيات والتفاصيل الصغيرة والعمل كفريق واحد كامل متكامل ينتهج خط المقاومة كعنوانٍ عام ، وخط الإنماء والتنمية كتفصيل مطلوب من العمل البلدي التصدي له .
لما تقدم ، وحيث أن كلامي أعلاه ، قد لا يكون تناول كل نواحي وجوانب العملية الإنتخابية البلدية ، إلا أنه بالنسبة لي ، يبقى كلاماً نابعاً من القلب ومن واقع التجربة ، على أمل الإستفادة من ضيق الوقت لإعتماد الأسلوب أعلاه والإبتعاد عن سياسة المناورات الإنتخابية وتضييق هامشها إلى أدنى مستوى ، لتكن الرابحة دوماً بلدتنا الكبيرة وليس عائلتنا الصغيرة .