أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بين صمتِ القلقِ وضجيجِ التحدي مستوطنةٌ إسرائيلية .. وسهل الخيام

الخميس 15 نيسان , 2010 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 16,210 زائر

بين صمتِ القلقِ وضجيجِ التحدي مستوطنةٌ إسرائيلية .. وسهل الخيام

سهل الخيام المنبسط بمربعاته ومستطيلاته المقسمة، التي ترسم لوحة تحاكي روعة المكان والذي كان الشاهد لسنوات طوال على إرهاب العدو الصهيوني بحق مزارعيه إبان الإحتلال وبسالة أبنائه المقاومين.

سهل الخيام .. هو نفسه كان شاهداً أيضاً على مجزرة الدبابات التي أحرقها المقاومون بين حنايا ترابه فكان مقبرة الغزاة في عدوان تموز.

سهل الخيام .. ولأنه كذلك كان هدفاً لإنتقام العدو الذي أقدم على قطع عشرات أشجار"الكينا" المعمرة عند السياج الشائك مرتكباً مجزرة بحق الثروة الحرجية في المنطقة، إضافة إلى سرقة تربته خلال فترة التحرير وما قبل ترسيم الخط الأزرق، حيث لا زالت الحفر الضخمة شاهداً على السرقة التي كانت تجري في وضح النهار، وقيامه هذا العام بإغلاق عبارة المياه عند حدود السهل مع مستعمرة المطلة أثناء العواصف المطرية التي هطلت بكثافة خلال فصل الشتاء الفائت الأمر الذي أدى إلى إغراق معظم أراضيه الزراعية بالمياه.

سهل الخيام .. هو نفسه، الذي لم يبخل يوماً على مزارعيه وبقي يفيض عليهم من خيرات رزقهم، إبتلع مياه الأمطار التي تجمعت فيه على مدى أسابيع ليعيدها سنابل خضراء تطفوا على تربته السمراء، فتستحيل بساطاً يؤرق بزواره المزارعين وحتى رعاة الماشية والأبقار أعين المستوطنين حتى داخل منازلهم.

سهل الخيام .. ولأنه كذلك، يشكل اليوم حربة التحدي بإرادة مزارعيه الذين يصلون حتى آخر شبر من ترابه اللبناني، فيعملون على مقربة من السياج الذي لم يأتِ بالأمان والطمأنينة المفقودة لسكان المستوطنة المحاذية "للسهل المقاوم"، فكلما علا صوت جرار زراعي أو "طقطقت" أصوات المعاول والمناجل، فكأن رصاصة أو قذيفة تصيب المستوطنين الذين يسارعون إلى إغلاق نوافذ جحورهم وسرعان ما تخلوا طرقاتهم من المارة.

سهل الخيام ..هو نفسه يلبس حلة خضراء هذه الأيام .. فهذا حقل شتلة العدس، والحمص، والفول، وهذه جرارات زراعية تغني على أوتار أثلامه تمهيداً لإطلالة الزرع الصيفي ..

وأخيراً ..

سهل الخيام .. ولأنه كذلك، ينتصب مزهواً في هذه اللحظات بشجاعة " موسى رضا " المزارع الجنوبي الذي لم يأبه لتهديدات الجنود الصهاينة الذين حضروا بآلية هامر عسكرية طالبين منهم المغادرة تحت طائلة إطلاق النار، لكن معول " موسى " بقي يفري بزرعه، فيما خاب الجنود الصهاينة الذين إختفوا إلى داخل مستعمرة المطلة .. منهزمين .. لينتصر المزارع الجنوبي من جديد متحصناً بعنفوان .. سهل الخيام.

Script executed in 0.19219994544983