أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

انتخابات صيدا البلدية: الاعتراضات تكبر ومسار التوافق لا يسير على ما يرام

الإثنين 03 أيار , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,277 زائر

انتخابات صيدا البلدية: الاعتراضات تكبر ومسار التوافق لا يسير على ما يرام

وسيعلن عنها اليوم بعدما أجرت عصر أمس لقاءً للتعارف بين أعضائها بعيداً عن الاعلام. وفي غمرة انشغال الأخير بتغطية المرحلة الانتخابية الأولى في جبل لبنان، كرة الثلج بدأت تكبر جراء الاعتراضات التي عبّر عنها أكثر من فريق سياسي، وأبدى انزعاجه من طريقة تركيبة اللائحة الا أن أحداً منهم لم يشكك برئيس اللائحة وان فعل بالنسبة للاخيرة.
اذاً سقف المطالب بالنسبة للقوى الصيداوية هو إعادة النظر بتشكيلة اللائحة، لتعزيز التوافق وإعطاء كل ذي حق حقه، دون أن يشعر أحد الأطراف بأنه مغبون وأن طرفاً آخر حقق مكاسب سياسية على حسابه مستظلاً عباءة التوافق.
 
سعد : مشروع اللائحة يثير الهواجس والتساؤلات
وفي هذا السياق، رأى رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد أمس أن المرشح المستقل الى رئاسة بلدية صيدا المهندس محمد السعودي يلقى القبول لدى الرأي العام الصيداوي، إلا أنه أشار الى أن مشروع اللائحة للمجلس البلدي الجديد التي أصبح معظم أعضائها معروفاً لا يلقَ القبول، بل يثير الهواجس والتساؤلات، وقال سعد في تصريح له ان  تيار الحريري أغرق اللائحة بالمحازبين والأنصار بحيث باتت تفتقر إلى الحد الأدنى من التوازن السياسي، كما أن تركيبتها لا تشمل تمثيل الفئات الاجتماعية المختلفة في المدينة. ودعا سعد  إلى "إعادة النظر في المشروع المطروح للائحة بحيث يراعي التوازن السياسي من جهة أولى، وتمثيل مختلف فئات المجتمع من ناحية أخرى.
 
البزري : تشكيلة اللائحة فيها غلبة لتيار سياسي معين في المدينة
هذه الأجواء لم تك بعيدة عن أجواء حليف سعد رئيس البلدية الحالي عبد الرحمن البزري، الذي أوضح في حديث لموقع "المنار" الالكتروني " أن تشكيلة اللائحة التي قدمت اليهم من قبل السعودي فيها نوع من الغلبة لتيار سياسي معين في المدينة"، لافتاً الى أن "ذلك يؤثر على مجريات العمل البلدي دون أن يعني أننا لا نحافظ على ثقتنا برئيس اللائحة". وتمنى البزري لو أن اللائحة كانت أكثر تمثيلاً، مشيراً الى أن الاعلان عنها سيجري اليوم، وموضحاً أن هناك ملاحظات وتعليقات ستصدر بشأنها،  لكنه رأى أنه "من المبكر الحديث من الآن كيف ستتجه الأمور في خواتيمها لأنه حتى موعد الانتخاب يخلق الله ما لا تعلمون".
واذ أكد البزري أن كل القوى السياسية التي أبدت ملاحظاتها على تشكيلة اللائحة لم تخرق سقف التأييد للسيد السعودي، خلص الى رمي الكرة في ملعب رئيس اللائحة، بقوله " ان الخطوات المقبلة عند السعودي وعندما يجري الاعلان عن اللائحة سيتم تقييمها ودراسة الخطوات التي ستتخذ على ضوئها".
 
عمار : ندرس امكانية خوض الانتخابات من خلال لائحة خاصة
هذه الأصداء لم تك هي ذاتها لدى الجماعة الاسلامية حيث بدا أن التطورات الأخيرة جاءت أشد وقعاً عليها، ما دفعها  للذهاب الى حد التهديد بتشكيل لائحة مقابلة بعدما أعلنت عن سحب مرشحيها من لائحة السعودي فيما يشبه الخطوة التحذيرية والتلويح بالتصعيد لعدم رضاها عن مجريات التفاوض.
وفي هذا الاطار، كشف القيادي في الجماعة الاسلامية علي الشيخ عمار في حديث لموقع "المنار" الألكتروني أنه لم يتم التوصل الى تفاهم مع الأطراف الأخرى حول تشكيلة اللائحة، مشيرا الى أنه جرى اتخاذ موقف متميّز من قبل الجماعة عن الآخرين، وملوّحاً بالتصعيد، قائلاً " اننا ندرس امكانية خوض الانتخابات من خلال لائحة خاصة بالتعاون والتنسيق مع بعض الأطراف المحلية في صيدا".
واذ أوضح عمار " أن الجماعة شعرت بأن هناك أمراً غير طبيعياً منذ البداية"، لفت الى أنه كان هناك بينهم وبين تيار المستقبل كلاماً آخر خلال الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية، كاشفاً أنه جرى وعدهم بالتنسيق والتفاهم معهم حول اسم رئيس البلدية في حال التفاهم على لائحة مشتركة مقابل تقديمهم الدعم للائحة بهية الحريري وفؤاد السنيورة. الا ان عمار أضاف ان تيار المستقبل خطى خطوة غير منسّقة مع الجماعة وغير مدروسة حينما قام بالاعلان عن ترشيح السعودي لرئاسة البلدية، مشيراً الى أن هذا الأمر وضعهم في موقف فيه الكثير من التساؤل، ومضيفاً كنا بحاجة لحوار للوصول الى شيء مشترك وقمنا بذلك بدءاً من الرئاسة الى الأعضاء ولكننا لم نتفق معهم على بعض الامور.
وشكك عمار بما يقال عن أن رئيس اللائحة محمد السعودي بعيد عن السياسة، متسائلاً "لا أعرف إلى أي مدى يمكن ان يكون هذا الكلام صحيحاً، خصوصاً وأن القوى السياسية لها دور كبير في تشكيل اللائحة ودعمها؟".
وخلص عمار الى القول " اننا في الجماعة الاسلامية غير مضطرين أن نطلب من الآخرين حصة في اللائحة"، مضيفاً "كنا نتحاور حول طبيعة اللائحة، أعضائها، والرئيس، ونائب الرئيس، وكل هذه الأمور دفعتنا لموقف مغاير ونحن نتجه الى البحث عن تشكيل لائحة جديدة.
السعودي : نأمل الإجماع حول اللائحة "زي" الاجماع حول الرئيس.
هذه الأجواء حملناها الى المرشح التوافقي لرئاسة بلدية صيدا محمد السعودي، الذي عاد وأكد لموقعنا الالكتروني مجدداً عدم انتمائه الى أي طرف سياسي، مشدداً على أن كل الأطراف والقوى الصيداوية فوّضته باختيار اللائحة التي يريد، كاشفاً أنه قام باختيار عشرين عضواً ودعاهم أمس الى حفل تعارف فيما بينهم، تمهيداً للاعلان عن اللائحة اليوم، ومشيرا الى أنه تلقى اتصالات باركت تشكيلة اللائحة من قبل بعض القوى السياسية، فيما لم تباركها قوى أخرى كونه لم يعجبها الأمر، مضيفاً " أنا أصلاً اجتهدت أن اختار أناس يستطيعون ان ينفذوا المشاريع المطروحة للمدينة، لكن هناك اناس ينظرون اليها نظرة سياسية، واذ أشار الى وجود تنوع سياسي في صيدا، لفت الى أن من سيدخل الى المجلس البلدي سينسى انتماؤه السياسي ويعمل على تنفيذ الأعمال المطروحة".
وحرص السعودي على نفي أي طموح سياسي لديه، قائلاً " أنا عمري 71 سنة ولا أطمح لأي منصب سياسي لا في الحاضر ولا في المستقبل، وأنا أدخل الى مجلس بلدي تنموي، مضيفاً انه لولا وجود مشاريع للتنفيذ لم يك ليرضى بالترشح للمجلس البلدي، واصفاً الغرض الأساسي من ترشحيه بأنه هو تنفيذ مشاريع أكثر من أي شيء آخر سياسي أو فئوي".
وحول سحب الجماعة الاسلامية لمرشيحها من اللائحة، قال السعودي انهم قاموا بذلك حرصاً على عدم تذرع الآخرين بالقول بأن هناك محاصصة وحتى لا يكونوا حجر عثرة أمام اللائحة، موضحاً انهم خولوه بما يراه مناسباً. لكن السعودي تفاجأ بما أبلغناه به من أن الجماعة الاسلامية تدرس امكانية خوض المعركة بلائحة مقابلة، موضحاً أن آخر اتصال له معهم كان قبل يومين وأبدوا خلاله تأييدهم ودعمهم المطلق له.
وأضاف السعودي " ان الأعضاء الذين اختارهم على لائحته جميعهم تنمويين"، موضحاً "بأنه لن يرد على أي طرف سياسي ولا يطمح لأي منصب".
وحول اعتراضات النائب السابق أسامة سعد على اغراق اللائحة التي جرى تشكيلها بأسماء محسوبة على تيار المستقبل، قال السعودي ان الدكتور أسامة أبلغه بهذا الكلام قبيل خروجه الى العلن، لكنه لم يوافقه الرأي، فقال "انني لا أرى نفس النظرة التي يراها رئيس التنظيم الشعبي الناصري"، مضيفاً " سنطرح اللائحة، ونأمل الاجماع حولها "زي" الاجماع حول الرئيس.
وأشار السعودي الى أنه أرسل تشيكلة اللائحة لجميع القوى السياسية في صيدا، لافتاً الى ان الجميع بارك اللائحة لكن التنظيم الشعبي لم يبارك وأصدر بيان بهذا الشأن، لكنه أمل منه تغيير مواقفه، مشدداً على أن اللائحة لم تأت باسم أي منتسب الى جهة  سياسية او حزبية وان حوت مؤيدين لجهات معينة.
وكشف السعودي أنه عرض على النائب السابق أسامة سعد ترشيح اخته منى سعد لكنه رفض ذلك ثم عرض عليه ترشيح أحد المسؤولين في التنظيم الشعبي الناصر فلم يلقى ذلك صداً ايجابياً.
وخلص السعودي الى القول ان الاجتماعات مع جميع الأطراف استمرت لغاية أول أمس أي الى ما قبل تشكيل اللائحة، مشدداً على أنه لن يبحث مجدداً بأي تغيير فيها كونه رجل يتمتع بمصداقية ولا يعمل من وراء ظهور حلفائه، خصوصاً وأنه اتفق مع الأعضاء العشرين كلهم ودعاهم لاجتماع تعارف.
ولفت السعودي الى أن الاعلان عن تشكيل اللائحة اليوم سيتضمن الاعلان عن الخطوط العريضة لبرنامج عمل اللائحة خلال ولايته في المجلس البلدي في حال فوزه بالانتخابات.  

Script executed in 0.18885087966919