وفي ظل التقاطع الزمني الذي يفصلنا عن المونديال الذي اصبح قريباً ، بدأ المواطنون إستعداداتهم وتحضيراتهم برفع أعلام الدول المشاركة في المونديال وصور لاعبي كرة القدم المفضلين لديهم، على أسطح وشرفات المنازل والسيارات و ذلك على نفقتهم الخاصة .
يقول خليل مروة (22 عاما) الذي يعمل في مجال التصميم في مطبعة M Pixels لطباعة الصور ذات الاحجام الكبيرة في بنت جبيل أن المشجعين بدؤوا فعلياً اسعداداتهم لاستقبال المونديال حيث ينفقون على طباعة ولصق صور اللاعبين واعلام بعض الدول المشاركة في المونديال على سيارتهم. كذلك مهنة بيع أعلام هذه الدول فتراها منتشرة على الأبنية والشرفات، في المقاهي، واللافت في هذا الموسم ظهور أنواع جديدة من الأعلام الرياضية يتم تركيبها على زجاج نوافذ السيارات بسعر منخفض خصوصاً بعد أن راحت تباع جنباً إلى جنب في جميع المحال مثل محال بيع الأقراص المدمجة و الألبسة و قطع الإكسسوار والزينة و الالعاب، حتى بعض المحال الاخرى مثل الدكاكين لم يوفروا هذه الفرصة الذهبية لتحقيق الأرباح منتهزين الانفعال العاطفي لزبائنهم.
أما الحصة الأكبر من الأرباح فكانت من نصيب محال تركيب وصيانة الصحون اللاقطة وبيع كروت فك التشفير ومحطات الكابل ، حيث تشهد إقبال كثيف من المشجعين الراغبين بمتابعة المونديال أمام شاشة التلفاز في منازلهم بعيداً عن المقاهي ، كذلك الأمر بالنسبة لوكلاء وموزعين بطاقات الجزيرة الرياضية المعتمدة لفك التشفير حيث تبلغ الكلفة الإجمالية للاشتراك ببطاقة خاصة بكأس العالم صالحة لمدة 6 أشهر حوالي 170 $.
و على طبيعة الحال ان هذه النفقات لا تقتصر على شراء الاعلام والصحون اللاقطة فقط ، فان المستفيدين من عوائد المونديال الاقتصادية كثر، فأصحاب المطاعم والمقاهي في بنت جبيل بدؤوا استعدادتهم لبث المباريات مباشرة وتقديم عروض خاصة لاستضافة الحدث، ويقول احد أصحاب المقاهي قرب صف الهوا "سيكون بإمكان المشجعين مشاهدة بث مباشر لمباريات كاس العالم عبر شاشة عملاقة بعرض 7 أمتار وطول ثلاثة أمتار"
الجدير ذكره أن منتخب البرازيل و المانيا يحتل الأولوية في ولاءات البنت جبيليين ، ثم المنتخب الإيطالي الذي بات فوزه يشكل اشمئزاز لبعض المشجعين و ذلك بعد فوزه في مونديال 1982 و تلاه اندلاع الحرب و كذلك في مونديال 2006 الذي تلاه اندلاع حرب تموز ايضاً، في حين ان المنتخب الأرجنتيني لديه نسبة مشجعين لا بأس بها في المدينة و الذي يرجح مشجعيه الفوز في كأس العام في هذا الموسم نتيجة لوجود اللاعب "ميسي" وهو الأكثر شعبية في العالم حاليا، بالإضافة إلى وجود الأسطورة مارادونا كمدرب، في حين ان كل من انكلترا وفرنسا و اسبانيا والجزائر توجد لديهم بعض المشجعين القلائل.
