أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

صيدا تستعد للمعركة: الحريري تعاند وسعد لا يتنازل

الجمعة 14 أيار , 2010 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,005 زائر

صيدا تستعد للمعركة: الحريري تعاند وسعد لا يتنازل

 العقدة لا تزال على حالها من دون حلّ، وتتمثل في استمرار وضع النائبة بهية الحريري «فيتو» على اسمي يوسف حنيني والزميل أحمد الغربي اللذين رشّحهما النائب السابق أسامة سعد من حصته الرباعية التي أتاحها له التوافق الذي سعى إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبدت عقدة الفيتو أمس غير قابلة للحل؛ لا النائبة الحريري تتسامح مع مرور الاسمين، ولا سعد مستعد لتقديم المزيد من التنازلات، لا بل إنه قال «لست من النوع الذي يقبل الابتزاز، ويتعاطى مع مرشحيه كسلعة للبيع والشراء».
وفي السياق، أعلن المهندس محمد السعودي انسحابه من المباحثات المتعلقة بلائحة المجلس البلدي في صيدا، وذلك اعتباراً من مساء الأربعاء الماضي، وبات ينتظر الفرج كما قال.
وترى مصادر صيداوية أن ترشيح نجل النائبة الحريري، أحمد، قد أضاف المزيد من الصعوبات على التوافق، عدا كونه إشارة عدائية تجاه سعد، في ظل تساؤلات عن المعنى الحقيقي لهذه الخطوة، وخصوصاً بعد العهد الذي قطعته النائبة الحريري بعدم ترشيح أحد من عائلتها. ترشيح تعاطت معه القوى المعارضة في المدينة على أنه محاولة لتكبيل عمل المهندس محمد السعودي، لأن أحمد سيكون هو الرئيس الفعلي لا الفخري للبلدية.
وعلّق السعودي على ترشّح كل من أحمد الحريري ومنى معروف سعد قائلاً «من حقّهما الترشح». وأضاف أن «سعد عرض 4 أسماء اعتبرناهم من الحزبيين، ولم أقبل بهم. طلبت أن يختار (سعد) 4 أسماء من بين 8 وسطيين أعطيتهم له». وتابع «أنا لم أقبل، والسبب أن لدي لائحة متفاهمين عليها مكوّنة من 21 عضواً، والجماعة الإسلامية رشّحت 3 أشخاص، يعني أنهم سيعودون إلى التوافق. يجب أن يرجع أسامة سعد إلى التوافق حسب طلبي، أو يعطينا 8 أسماء نختار منهم 4».
في المقابل، قال سعد، في مؤتمر صحافي أمس، إنه تحدث مع الرئيس نبيه بري، وأوضح له أن 3 من مرشحيه غير حزبيين على خلاف ما يشاع. ورأى أن «أسباب فشل مبادرة التوافق لتأليف مجلس بلدي يرضي الصيداويين عموماً، تعود إلى النهج التسلطي والاستئثاري لفريق الحريري». وأضاف، في إشارة إلى المؤتمر الصحافي لأحمد الحريري، إن «هناك أوساطاً قالت إن السعودي طلب من أحمد الحريري الترشح»، متسائلاً عمّا «إذا كان المهندس محمد السعودي لا يزال مرشحاً توافقياً أم هو مرشح تيار المستقبل».
الرئيس بري، الذي كان قد نجح في عام 2000 في جمع الراحل مصطفى سعد والنائبة بهية الحريري في لائحة انتخابات نيابية ترأسها هو، وأخرى في انتخابات 2005 عندما جمع أسامة وبهية اللذين فازا يومها بالتزكية، يبدو اليوم غير قادر على إقناع النائبة الحريري بالتوافق، وبتسهيل تأليف لائحة موحّدة. وزاد الأمور حدةً تصريح المرشح السعودي بأنه يفخر بأن تيار المستقبل يدعم لائحته، ما عدّه سعد استفزازاًَ له.
وأنهى سعد أمس تأليف اللائحة التي سيدعمها في الانتخابات، وقد يعلنها اليوم. وعلمت «الأخبار» أن اللائحة ستكون مكتملة (من 21 عضواً) وليس لها رئيس حتى الآن، وتضم أعضاءً حاليين في البلدية وثلاث نساء بينهن شقيقة أسامة، منى معروف سعد، وفيها تمثيل وازن لفئات شعبية ولممثلين عن العمال والحرفيين، وهو ما كان يطالب به سعد من أجل تحسين بنية اللائحة التوافقية. لكنّ اللافت أن المرشحين الاثنين في اللائحة المدعومة من سعد هما اسمان مستقلان

من قال إن المغتربين لن يأتوا؟.. سيأتون لوحدهم من أجل الاحتفال

ولا ينتميان تنظيمياً إلى الثنائي الشيعي، أي أمل وحزب الله، ما فسّر بأنه محاولة لنأي الحزب والحركة عن الاصطفاف، وما قد يسبّبه الدخول المباشر في دعم لائحة على حساب أخرى (علماً بأن هناك معلومات تفيد بإمكان بقاء المرشحين القريبين من الثنائي الشيعي في اللائحة المواجهة للائحة المدعومة من أسامة سعد). أما مسيحياً، فإن اللائحة ضمّت في عدادها أحد الناشطين في التيار الوطني الحر، وهو من عائلة صيداوية معروفة. وكان لافتاً أن التشكيلة ضمّت عدداً من الأسرى المحررين من معتقل أنصار.
في المقابل، أكد أحمد الحريري، في مؤتمر صحافي، أن الأمور تتجه صوب المعركة بنسبة تصل إلى 95 في المئة. وقال إن العرض الأخير الذي أرسله سعد عبر الرئيس بري يتضمّن حصوله على ثلاثة حزبيين في اللائحة بدل أربعة مناصرين. ونفى أن تكون لديه مشكلة مع عبد الرحمن الأنصاري، بل مع يوسف حنيني. كذلك قال الحريري إن هناك ارتباكاً في فريق سعد، حيث هناك وجهتا نظر، واحدة تريد المعركة والثانية ترفضها، لأنها تعرف أنها معركة خاسرة.
ورداً على مقولة أن فارق الأصوات سيكون أقلّ من فارق الأصوات في الانتخابات النيابيّة بسبب عدم إحضار مغتربين، أكد الحريري «من قال إن المغتربين لن يأتوا؟.. سيأتون لوحدهم من أجل الاحتفال».
(الأخبار)

Script executed in 0.19729709625244