أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الماكينات اشتغلت في صيدا: النورماندي يُلهب المعركة

الثلاثاء 18 أيار , 2010 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,365 زائر

الماكينات اشتغلت في صيدا: النورماندي يُلهب المعركة

وعملت ماكينة النائب السابق أسامة سعد على جمع لوائح الناخبين وفرزها، وحصر الأسماء. وفي الأثناء، أعلن المرشح الذي سمّته حركة أمل، المحامي أحمد صفي الدين، انسحابه بعدما فقد التوافق، ما يتناسق مع موقف الرئيس نبيه بري الداعي إلى التفاهم بشأن البلدية وعدم دعم طرف مقابل آخر.
يوم الأحد المقبل ستكون المنازلة بين لائحتين، إحداهما يرأسها المهندس محمد السعودي ومدعومة من آل الحريري وتيّار المستقبل وحلفائهما في الجماعة الإسلامية وتضم مرشحَين اثنين محسوبين على الرئيس الحالي للبلديّة عبد الرحمن البزري، وثانية برئاسة عبد الرحمن الأنصاري مدعومة من التنظيم الشعبي الناصري والقوى الوطنية في المدينة. منازلة يرى فيها مراقبون أنها تعطي أرجحيّة التفوّق لتيار المستقبل، ولا سيما مع توافد الأنباء عن وصول مغتربين من كندا وأميركا والخليج، إلا أن المعركة مفتوحة.
وكان لافتاً أمس إعلان رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، في مؤتمر صحافي، ما فُهم منه «موقفاً وسطيّاً» من المعركة. وقال مصدر في التنظيم الشعبي الناصري إن ما يجمعنا مع البزري هو الموقف السياسي، ونحن نعلم أنه وعائلته معنا، سواء سياسيّاً أو ميدانيّاً، ومن ترشّح من طرفه على لائحة السعودي فعل ذلك في ظل التوافق».
وأكد سعد، خلال جولة انتخابية في أسواق المدينة، أنّه على ثقة بأن صيدا ستقف إلى جانب لائحة «الإرادة الشعبية»، كما وقفت دائماً. وقال إن صيدا في الانتخابات النيابية 2009 لم تخذله، بغض النظر عمّن فاز ومن خسر، ولكنّ نفوذ السلطة والمال والتحريض المذهبي ومخالفات الفريق الآخر للقانون هي ما خذلنا. ورفض اعتبار أن معركته البلدية هي لتأكيد حضور تيّاره السياسي، قائلاً: «نحن موجودون ولسنا بحاجة إلى محطة انتخابية لإثبات وجودنا».
ووجّهت الدعاية الانتخابية سهامها نحو السعودي، فذكّرت بأنه تعهد، في أول أيام دخوله على الخط الانتخابي البلدي، بالرحيل إذا لم يوافق فريق من أفرقاء المدينة عليه مرشحاً للكل، ورفض منطق الحصص، ثم عاد ليطرح الحصص ويوافق سعد على أربعة أسماء، ثم رفضها السعودي ليفاوضه مجدداً على لائحة كي يختار منها وآل الحريري أربعة أسماء، قبل أن ينعى التوافق نهائياً. ورأت تلك الدعاية أن السعودي يسعى إلى إعادة صيدا إلى عهد ما قبل عام 2004 حين كانت البلدية مجرد إدارة من إدارات آل الحريري، وإلى نقل مشروعي سوليدير والنورماندي إلى المدينة.
ردّ السعودي على هذه الدعاية بالقول: «نعم مشروعنا هو سوليدير والنورماندي». وقال في حديث إذاعي إنه لن يقحم نفسه في السياسات المحلية، بل سيعمل على تنفيذ المشاريع البلدية.
في مقرّ التنظيم الشعبي الناصري عدد من طلابه قد نال منهم التعب، إذ يعملون على فرز أسماء الناخبين منذ الليل، يسارع أحدهم إلى القول: «انتصرنا وربحنا الموقف بمعزل عن نتائج الانتخابات، ألّفنا لائحة من الفئات الشعبية. إنها لائحة تصلح تسميتها لائحة الشعب ولائحة المقاومة الوطنية».

التنظيم الناصري: ما يجمعنا والبزري هو الموقف السياسي ونحن وعائلته ميدانيّاً

وفي الشارع الصيداوي يؤخذ على لائحة أسامة سعد البلدية أنها شعبية بامتياز، وكان من الممكن تدعيمها بـ«رأسمال وطني»، على حدّ قول أحد تجار المدينة. لكنّ قسماً آخر من الشارع رأى أن اختيار عبد الرحمن الأنصاري، وهو الكاتب العدل السابق، موفّق وأعطى اللائحة دعماً، وخصوصاً أن الأنصاري لا يفوّت مناسبة اجتماعية للصيداويين إلا يكون حاضراً فيها، على عكس المرشح محمد السعودي الذي تعرّف إليه الصيداويون بعد تداول اسمه مرشحاً توافقياً على الرغم من أن صيته في مساعدة عدد من الشبان الصيداويين على الهجرة والعمل سبق التعرف إلى شخصه.
وكان البزري، الذي استقبل في منزله الأنصاري، قد أوضح موقفه بالقول إننا لم نشارك كتيار سياسي في تأليف أيّ من اللائحتين، وتجمعنا بكلا السيّدين، محمد السعودي وعبد الرحمن شريف الأنصاري، صداقة متينة، ولهما عندنا مكانة عالية وتقدير لجهودهما وللسيرة المهنية والشخصية لكلٍّ منهما. وقد أكد البزري العلاقة التحالفية السياسية مع الدكتور أسامة سعد وتياره، وعدّها «ضمانة وطنية للمدينة». وأشار البزري إلى أن «الإنماء مسؤولية الجميع، ويجب أن نشارك فيه، ولا يحقّ لأي طرف أو قوى الاستئثار به».
بدوره، قال الأنصاري إننا نريد بلدية تمثّل كل صيدا. ولائحتنا عبارة عن فريق عمل من المنخرطين في الشأن العام، وأعضاؤها يعيشون وسط الناس، في الأسواق والمدن الصناعية والأحياء الشعبية، ويعانون مثل سائر الناس، منهم مَن كان أسيراً لدى الاحتلال الصهيوني، ومنهم من يعمل في الوسط الاجتماعي والنقابي والأهلي، ومنهم ناشطون في الحفاظ على البيئة، وهم معتادون التضحية من أجل الخدمة العامة. أما اللائحة التي تواجهنا، فهي تمثّل في غالبيّتها رجال مال وأعمال وموظفين عند آل الحريري، بينما تتألّف غالبية أبناء صيدا من العمال والموظفين والحرفيين وأصحاب المهن الحرة وغيرهم».
وكان عددٌ من المرشحين لعضوية المجلس البلدي قد أعلنوا أمس انسحابهم لمصلحة هذه اللائحة أو تلك، ومن بين المنسحبين، إضافة إلى المحامي صفي الدين، المرشح المستقل نبيل الصفاوي، وعُلم أن أحد المرشحين للحلول مكان صفي الدين هو محمود السيد.

Script executed in 0.20393800735474