أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جزّين: جمر تحت الرماد

الخميس 20 أيار , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,690 زائر

جزّين: جمر تحت الرماد


ماكينتان انتخابيّتان هما اللتان تُعدّان للمعركة الانتخابية المقبلة في جزين. يدير الأولى التيار الوطني الحرّ، والثانية ما يعرف بتيار النائب السابق سمير عازار، في ظلّ غياب أي ماكينة انتخابية للقوات اللبنانية أو الكتائب اللبنانية، أو حتى حلفاء الطرفين. أما النائب والوزير السابق إدمون رزق، فقد أقفل بوابة دارته الخارجية، وغاب عن المدينة، بعدما أعلن أنه يقف على الحياد.
مصادر مقرّبة من تيار عازار تتمنى أن يقف النائب رزق فعلاً على الحياد، لكنها تبدي مخاوف من أن يصبّ مناصروه أصواتهم لمصلحة لائحة التيار، «إذ إن للنائب السابق رزق حسابات انتخابية مقبلة»، فيما تصف مصادر انتخابية أخرى في جزين رزق بأنه «يؤدي دور حمامة السلام، وقد لا يعطي أصواته هنا أو هناك تصفية لحسابات ماضية، وخصوصاً في ظلّ الانقسام الواضح في قاعدته الانتخابية، التي يُعدّ جزء أساسي منها ذا تربية كتائبية».

يتوقّع العونيّون انقسام مناصري إدمون رزق بين مقاطع ومتضرّر من مواقف عازار

في واحد من مكتبين انتخابيين للتيار الوطني في جزين، تتولى ثلاث صبايا عملية إدارة الإحصاءات والاتصالات لحثّ المرشحين على الاقتراع، و«تأتينا العديد من الاتصالات التي يؤكد أصحابها أنهم سيصوّتون للائحة التيار»، تقول فريدة قطّار. أما منسّق التيار في جزّين ورئيس المكتب الانتخابي مارون قطّار، فيؤكد أن الاستعدادات «اللوجتسية» للمعركة المقبلة تجري على قدم وساق. «قسّمنا أنفسنا مجموعات، واحدة للإحصاء ولوائح الشطب، ومجموعة تعنى بالأقلام والمندوبين، والمجموعة الثالثة الأساسية هي التي ستتولى نقل نحو ألف ناخب من مناطق إقامتهم، فضلاً عن الذين سيأتون بأنفسهم، وسنوفّر لهم وسائل الراحة والضيافة بعدما حجزنا مطعمين، مع التأكيد هنا أننا لن ندفع قرشاً واحداً خارج هذا الإطار، لأننا لسنا بحاجة إلى شراء أصوات، كما يفعل البعض».
ويتوقع قطّار انقسام مناصري «النائب السابق إدمون رزق، بين مقاطع ومتضرّر من المواقف السابقة للنائب عازار، وأقلية قد تنتخب بنفَس عائلي بعدما ترك لهم الخيار في انتخاب من يريدون، مع اعتقادنا أن تنتخب نسبة قليلة منهم، إذا حضرت إلى المدينة، لمصلحتنا»، متوقّعاً أن «تأتي النتائج كلها لمصلحتنا، من بلدية ومختارين».
لا ينفي الطبيب ريمون عون، الذي جنّد نفسه للعمل في مصلحة لائحة التيار، وجود كباش حاد، «لكنّ النتائج شبه محسومة، لأننا نعوّل على فكرة التغيير عند الناس، بعد ليل طويل من التهميش والمحسوبيات فرضه المجلس البلدي القديم طيلة تسع سنوات». ويشير إلى «أن ثمة فرزاً واضحاً في الشارع الجزيني، مع وجود تكتلات عجيبة غريبة تشبه الكوكتيل، نودّ في كل الأحوال أن تبقى ضمن نطاقها الإنمائي وألا تأخذ إطاراً آخر». لكن «إذا اتخذت المعركة طابعاً سياسياً، فنحن حتماً مع الجنرال ميشال عون».
بعد استراحة الغداء، ينفث رئيس لائحة عازار، المحامي سعيد بو عقل، دخان سيجارته، ويعلن رداً على سؤال «ليست المرة الأولى التي نخوض فيها معركة البلدية في جزّين، ونحن جاهزون لها، وأملنا بالربح ليس قليلاً». ويستشهد بمعطيات ترتبط بمواقف النائب زياد أسود «من بعض الملفات المفتعلة في جزين، في الوقت الذي لم يقدّم فيه هو وغيره من نواب التيار أي شيء لافت للمدينة بعد عام على انتخابهم، سوى جرّ بعض الشباب إلى المحاكم بحجة قدح وذم على موقع الفايسبوك، وممارسة القمع وادّعاءات بالجملة، الأمر الذي سبّب تراجع جمهور التيار في المدينة».
ويؤكد بو عقل «أن المعركة قاسية، لكننا مرتاحون إلى أجواء الناس، وسنحصد أكثرية المجلس البلدي والمختارين الخمسة». ويتمنى أن يتنبّه «أبناء جزين المقيمون خارج المدينة إلى عملية التضليل التي يمارسها مناصرو التيار، وعدم الجنوح بجزّين نحو ما يعوق استمرار نموّها وازدهارها».

Script executed in 0.18763709068298