أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

موسم مبكر للحرائق في حاصبيا والعرقوب وإمكانيات المكافحة محدودة

الأربعاء 30 حزيران , 2010 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,502 زائر

موسم مبكر للحرائق في حاصبيا والعرقوب وإمكانيات المكافحة محدودة
حاصبيا :
اندلعت في حاصبيا والعرقوب خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة حرائق زاد عددها على الـ12حريقا، وزعت على مناطق وادي ابو قمحة وزغلة وبرغز واطراف كفرحمام. وتمكنت الجهات المعنية من دفاع مدني وجيش لبناني ويونفيل اضافة الى الأهالي، من محاصرتها ولجمها قبل ان تستفحل اضرارها، مما جعل المواطن الحاصباني يخشى من موسم حرائق غير مسبوق هذا الصيف، يمكن ان تتجاوز مخاطره كل ما ألحقته نيران السنوات السابقة، بالثروة الحرجية والبساتين والحقول والممتلكات والمنازل.
خوف المواطن الحاصباني من خطر الحرائق العام الحالي، تعززه غزارة الأعشاب البرية اليابسة، التي تغطي الحقول والبساتين وجوانب الطرقات والأراضي البور بشكل عام، والتي كثرت في ظل انحباس الأمطار المبكر والتبدل الحاصل في المناخ والتي ترجمت بغزارة أمطار من جهة، وأكثر من موجة حر غير مسبوقة من جهة أخرى. ويعزز الخوف المتجدد للمواطن الحاصباني، معاناته على مدى السنوات الثلاث الماضية من تنقل الحرائق في أكثر من مكان في منطقته في ظل عجز الجهات المعنية عن اتخاذ التدابير الناجعة لمواجهتها. ومن السبل التي يمكن لها أن تحد من تمدد النيران تعزيز مراكز الدفاع المدني عدة وعددا ورفع جهوزيتها وامكانياتها، علما ان المراكز الموزعة في المنطقة، تعاني ومنذ افتتاحها، من نقص حاد في الكادر البشري والمعدات وسيارات الإطفاء والآليات الضرورية المجهزة، والمخصصة لمكافحة الحرائق او الكوارث الطبيعية في مختلف الظروف.
ويعبر المزارع علي حمدان من خشية المزارعين من حرائق كثيرة خلال الصيف الحالي، وهو ينظر بقلق الى الأعشاب اليابسة في كل مكان من حوله. ويتجاوز طول بعض الأعشاب اليابسة المتر او المتر ونصف. يقول حمدان أن هذه الأعشاب نمت بسرعة وبكثافة هذا العام، نتيجة لمياه الأمطار الغزيرة التي تساقطت ومن ثم ما تبعها من موجات الحر، ونحن في حاصبيا ومنطقتها لم نشهد غزارة هذه الأعشاب منذ اكثر من ربع قرن،. وعجز الكثير من المزارعين وعلى الرغم من لجوئهم الى مبيدات الأعشاب للتخلص منها، فذهبت جهودهم ادراج الرياح، وان كان العديد قد نجح في القضاء على القليل منها داخل حقوله الخاصة والمحروثة، فكيف يمكن مواجهة خطرها في الأراضي البور والمناطق النائية والأحراج وجوانب الطرقات الرئيسية والفرعية.
في المقابل اعطى قائمقام حاصبيا وليد الغفير تعليماته لمختلف الأجهزة المعنية والمخولة مواجهة الحرائق، للبقاء في حال الاستنفار القصوى، مشيرا الى انه سيعقد قريبا اجتماعا للبلديات المنتخبة حديثا، لحثها على التعاون مع الدفاع المدني في اخماد الحرائق، وتقديم كل ما يلزم من دعم في سبيل ذلك، مع ضرورة المراقبة على مدار الساعة والإبلاغ فورا عن اي حريق يحدث مهما كان حجمه، والعمل على اتخاذ تدابير وقائية واحترازية في خراج كل بلدية، وخاصة حول مكبات النفايات العائدة لكل منها، والتي تتسبب كل عام بعشرات الحرائق. ويشير الغفير إلى انه دعا الأجهزة العسكرية المعنية بضرورة التشدد في مراقبة المواطنين الذين يفتعلون الحرائق عن قصد او غير قصد، والقيام بحملات توعية تنبه الأهالي وتحثهم على التنبه عند إشعال نيران المواقد خلال النزهات في الطبيعة، أو خلال قيامهم بحرق اغصان اشجارهم، والإمتناع عن رمي اعقاب السجائر في كل اتجاه، وعدم ترك الزجاجات الفارغة تحت اشعة الشمس. ويؤكد القائمقام تشدده في ضبط الأمور وتحميل البلديات جانبا من المسؤولية، طالبا اليها ضرورة التنسيق مع الأجهزة الطبية والأمنية والدفاع المدني في هذه الفترة، لمواجهة أي حوادث يمكن أن تسببها الحرائق. كما وحث البلديات على إلزامية رفع سواتر ترابية في محيط المكبات، والإبقاء على مدخل واحد للوصول الى كل مكب، مع ضرورة ازالة الحشائش من حوله وفي دائرة بقطر عشرين مترا على الأقل، وتحديد مناهل مياه لتعبئة الصهاريج بسرعة وسهولة خلال مكافحة الحرائق، كما وطلب من قوى الأمن الداخلي اتخاذ كل التدابير الضرورية والقاسية بحق المخالفين.
الدفاع المدني
تنتشر في المنطقة أربعة مراكز للدفاع المدني في كل من شبعا – حاصبيا - الخلوات – راشيا الفخار، يعمل فيها اربعة اجراء و50 متطوعا، وكل مركز مزود بسيارة اطفاء واحدة، في حين ينعم مركز حاصبيا وحده بسيارة إسعاف. تنفذ مراكز الدفاع المدني في حاصبيا حوالي 400 مهمة صيفا شتاء سنوياً، وهي منسية منذ افتتاحها، على الرغم من حاجتها لتفعيل عملها والى المزيد من المعدات والآليات ومنها سيارات الإطفاء، اضافة الى سيارات اطفاء صغيرة تعمل على الدفع الرباعي. كما هناك ضرورة لاستقدام «جرافة» صغيرة لشق ممرات في الأحراج في حالات الضرورة لتأمين وصول سيارات الإطفاء الى الحرائق ، حيث لا يوجد طرقات أو ممرات. ويعتبر تعزيز الكادر البشري للمراكز وتزويدها بعناصر إضافية أولوية مهمة، كما تثبيت عشرات المتطوعين الذين أمضى معظمهم أكثر من 15 عاما في الخدمة المجانية.
مساع بلدية
وعلى صعيد الجهود البلدية، أطلق رئيس بلدية حاصبيا غسان خير الدين ورشة لإزالة الحشائش اليابسة المنتشرة على جانبي الطرقات الرئيسية والفرعية وعند مداخل المنطقة، على أن يتم لاحقا شق طرقات تصل الى داخل الأحراج لتسهيل وصول سيارات الإطفاء في حال الضرورة. كما وضعت بلدية حاصبيا الإمكانيات المتوفرة بخدمة الدفاع المدني، وتم البحث بالخطوات الواجب اتخاذها لمكافحة الحرائق المحتملة، مع كيفية التنسيق بين البلدية والمركز.
ويشير النائب قاسم هاشم إلى انه تقدم مع عدد من زملائه النواب، قبل أربع سنوات باقتراح قانون من مجلس النواب بخصوص تثبيت متطوعي الدفاع المدني من جهة (صدر المرسوم المتعلق بالتثبيت) والطلب من وزارة الداخلية ومديرية الدفاع المدني تجهيز مراكز الدفاع المدني في حاصبيا بالآليات والأجهزة، وخاصة بسيارات الإطفاء الصغيرة والمزودة بشفرات لإزالة الثلوج، وأخرى صغيرة الحجم مع بوكلين لشق الطرقات في المناطق النائية. ولفت قاسم إلى وصول عشرات الآليات الحــديثة إلى مديرية الدفــــاع المدني خلال السنوات القليلة الماضية، وانه «تم توزيع أكثــــريتها على مراكز الدفاع المدني في جبل لبنان، في حــين ان الأولوية تحتم ان تكون للقرى الحدودية لأكثر من اعتبار».
وتشير مسؤولة جمعية حماية الثروة الحرجية والتنمية في المنطقة فيروز ابو العز، إلى أن جمعيتها وضعت في حالة استنفار لمواجهة اي طارئ على صعيد الحرائق، وانها على استعداد لتزويد بلديات حاصبيا والعرقوب ، بما تحتاجه من نصوب، وخاصة الصنوبر، لزرعها في المساحات التي كـانت عرضة للحرائق، كما أجرت دورات لمتطوعين في إخماد النيران.
وينبه نائب رئيس الجمعية التعاونية للزراعات البعلية وتربية النحل نهاد ابو حمدان من مخاطر القنابل العنقودية التي خلفها جيش الإحتلال في الأحراج، والتي تهدد اعمال اخماد الحرائق، داعيا الى ايلاء هذه القنابل الأولوية حفاظا على ارواح المواطنين اللبنانيين.
من جهتها تواكب الكتيبة الهندية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية، بشكل دائم الجهات اللبنانية المعنية في مكافحة الحرائق داخل منطقة عملها، وذلك عبر ارسالها عناصر عسكرية مزودة بصهاريج للمياه وسيارة اسعاف الى أي منطقة تندلع فيها الحرائق. وكانت الكتيبة قد ساهمت خلال السنوات الماضية في اطفاء اكثر من 37 حريقا في منطقة العرقوب بالتنسيق مع الدفاع المدني وقوى الأمن الداخلي واخطر هذه الحرائق كان في احراج ابو قمحة وكفرحمام وراشيا الفخار.

Script executed in 0.19329690933228