أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بين قرى بنت جبيل وسماحته فضاءات علم وجهاد

الثلاثاء 06 تموز , 2010 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,659 زائر

بين قرى بنت جبيل وسماحته فضاءات علم وجهاد
للسيد وجبل عامل تاريخ طويل من العلم والتعلم، الجهاد والنضال، الابوة والنصح، وذكريات من الندوات واللقاءات مع أصحاب الرأي الآخر، وهو الذي كان فارس الميدان قبل ان يتجرأ احد على فتح تلك الستائر التي أغلقت على العقول.
منذ ان عاد من النجف، ركز السيد محمد حسين فضل الله جهوده على إخراج أهل الجنوب من ظلام الاقطاع والاحتلال، علّم، ودرّس، وثقف، فكان المدرس، والمرشد والاب الروحي، للشباب الذين أطلقوا حركة المقاومة المسلمة في الجنوب.
بين «السيد» وبنت جبيل وعيناتا علاقة مزدوجة، فهو في بنت جبيل ابن بار للبلدة التي احتضنت والده كما احتضنته واخوته في دروب تنقلهم بين النجف وجبل عامل، وهو في عيناتا ابنها، وهي مسقط رأس الآباء والاجداد ولا يزال ترابها يحتضن رفات جده السيد نجيب فضل الله، ومنزله، والحسينية التي أشرف على بنائها حجراً حجراً.
يشير الشيخ ناصر ابو عليوي، أحد تلاميذه وحاضر مجالسه، الى ان جبل عامل كان الحاضر الدائم في قلب السيد ووجدانه وباله، وقد تجلى هذا الحضور من خلال المؤسسات الخيرية والاجتماعية التي أنشأها. ويستذكر ابو عليوي، انه، منذ عودة السيد من النجف وانطلاق حركته التنويرية والجهادية، كانت له التفاتة خاصة نحو الشباب، خاصة في بنت جبيل وعيناتا، عبر الدروس الدينية والتوعية. وكان يصر على نشر مبادئ الدين والعلم. وهو، وعلى الرغم من قلة زياراته الى المنطقة نتيجة انشغالاته والوضع الامني، إلا أنه كان يحرص على البقاء على تماس مع هموم الناس ومشاكلهم عبر لقاءاته مع الاهالي وزواره، وعبر مقربين منه كانوا ولا يزالون يترددون دائما على البلدة.
ويشير ابو عليوي الى ان زيارته الاولى الى بنت جبيل بعد التحرير مباشرة كانت بمثابة عرس لأهالي المنطقة الذين تقاطروا من مختلف الضيع الجنوبية للقاء السيد في المدرسة الرسمية، مستمعين الى مواعظه وكلماته ونصائحه. يومها، نحرت الخراف ونثر الارز.
لطالما شكل خطاب السيد نهج حياة للمواطنية وهو القائل: «ليس للمسلمين في لبنان إلا المسيحيون، وليس للمسيحيين في لبنان إلا المسلمون، فلا تتحدثوا عن تاريخ الامتيازات في لبنان، إن العالم يتغيّر فابحثوا عن دوركم في رحم هذه المتغيرات، هناك لبنان، علينا أن ننتجه من جديد، لقد تحرّرت الأرض وعلينا أن ندخل في معركة تحرير الإنسان من الحقد، لقد بقيت المعركة ضد الطائفية.. إنّ الدين قيمة والطائفية هي عشائرية متخلّفة لا تملك حتى قيم العشائرية». وتابع: «هناك مسحةٌ حضارية تخدعنا، ولكن هناك عمقاً متخلّفاً يعيش في أعماقنا.. تعالوا عقلاً بعقل وقلباً بقلب، تعالوا البلد الجميل لنغرسه بالمحبة، وأن تكون حركتنا في خطّ الجمال وصنع الجمال في الإنسان».
وقد حرص أن تكون أولى بذور مبراته عبر «مدرسة الاشراق» التي وضع الحجر الاساس لها في العام 2001 بين بنت جبيل وعيناتا، بين البلدتين اللتين ينتمي اليهما بالولادة وتنتميان اليه بالعلم والمعرفة.
ويعتبر رئيس بلدية عيناتا عباس خنافر ان هموم البلدة والمنطقة كانت ضمن أولويات السيد عبر المقربين منه، وهو كان قد أشار اليهم خلال لقائهم الاخير معهم عندما عادوه في المستشفى بأن مشاريع مؤسساته الخيرية في جبل عامل هي لخدمة الاهالي في كل المنطقة وليست لبنت جبيل أو عيناتا فقط. وهي التي تضم الايتام واولاد الشهداء وابناء العائلات الميسورة.
وينقل د. مصطفى بزي الذي كان ضمن الوفد الذي عاد السيد في مستشفى بهمن خلال انتكاسته الصحية الاخيرة، ان السيد ورغم مرضه وتعبه، أكد على حبه لمنطقة بنت جبيل واعتزازه وفخره بهذه المنطقة المعطاءة التي قدمت الشهداء في سبيل القضية، مثمنا وفاء المنطقة لهذا البيت الذي ذخر بالعلماء والمجاهدين.

Script executed in 0.19635200500488