أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عساف إلى مثواه الأخير .. وكذلك «شجرة العديسة»

الخميس 05 آب , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,413 زائر

عساف إلى مثواه الأخير .. وكذلك «شجرة العديسة»
، أما الزوجة المفجوعة، سعاد طانيوس فتضع يدها فوق النعش، وتتمتم بصوت خافت «لا قيمة الحياة بلاك يا حبيبي»، وها هو الضابط في الجيش جرجس الذي تخرج بالأمس من المدرسة الحربية، يجثو بعنفوان أمام النعش، يبكي بصمت والده الشهيد، ينتزع من أخيه لمسة حنان، يعتب على القدر قائلا «لقد غزانا الموت، ولكن هنيئا له لقد مات شهيدا، نعم رحل في ذروة العطاء».
والدة عساف العجوز تبكي عمرها وتصرخ «ليتني أنا وليس أنت يا حبيبي». تطبع قبلاتها على صورة الشهيد التي ألصقت بجانب النعش الفضي. ورود بيضاء غطت جثمان عساف تقول الزوجة عاتبة ومتأوهة «ليتهم لم يسمحوا للإسرائيليين بقص شجرة العديسة اليوم، لماذا حصل هذا وماذا تغير اليوم عن الأمس، لقد ذهبت شجرة العديسة».
امس ودعت بلدة الكفير الحاصبانية ابنها البار الزميل الشهيد عساف بو رحال، في مأتم حاشد شارك فيه النائب قاسم هاشم ممثلا رئيس مجلس النواب، الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة على رأس وفد من الحزب، وفد من قيادة حزب الله، وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني، وفد من حركة أمل، ووفد يمثل الوزير وائل أبو فاعور وآخر يمثل النائب أنور الخليل.
وألقيت كلمات في التأبين أبرزها للمطران الياس كفوري الذي أشاد بدور الفقيد الوطني، فيما ثمن خالد حدادة الصفات التي ميزت الشهيد والذي عمل في المقاومة وقارع العدو وكانت له الشهادة، ونبه عبد الله وهاب من خطورة المرحلة وتحدث الزميل سعيد معلاوي باسم نقابة المحررين، دريد كبورة باسم مندوبي وسائل إعلام القطاع الشرقي، كما وردت عشرات برقيات التعزية، ومن بعدها ترأس المطران كفوري الجناز ليوارى الشهيد في الثرى داخل مدافن العائلة.
لم تسمح الآلة العسكرية الإسرائيلية لزميلنا عساف، بإنجاز مهمته الإعلامية كما كان يرغب، بل عاجلته قذيفة الميركافا لترديه والكاميرا بيده، الى جانب الطريق العام عند مدخل بلدة العديسة الحدودية، ليستشهد على بعد أمتار من السياج الشائك الحدودي الذي يعرف أدق تفاصيله، فبات شهيد الكلمة والصورة دون منازع.
وللمناسبة، أصدرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بيانا أبنت فيه بو رحال، واعتبرت أن استشهاده «خسارة للجسم الإعلامي اللبناني وللصحافة التي خاضت معموديات من الدم طوال عقود في سعيها للحقيقة وقول الحق».

Script executed in 0.17159509658813