أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الصوم يحرّك جمود «سوق الخان» فــي حاصبيــا والعرقــوب

الخميس 12 آب , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,355 زائر

الصوم يحرّك جمود «سوق الخان» فــي حاصبيــا والعرقــوب
أو لجهة المزارعين في محيطه، والذين كانوا يجدون فيه الفرصة الأفضل لتصريف إنتاجهم الزراعي، فالقاسم المشترك لهم جميعا بات الخسائر التي تتضاعف يوماً بعد يوم، على الرغم من لجوئهم إلى إغراءات عدة علّها تجذب الزبائن. ومنها أساسا الحسومات وخفض أسعار معظم السلع لتصل أحيانا إلى حد الكلفة كما يشير العديد منهم.
وكانت بلدية حاصبيا بالتعاون مع مؤسسات دولية مانحة، منها «مؤسسة ميرسي كور»، قد نفذت مشروعاً ضخماً في محاولة لتعزيز السوق ورفع قدرة إنتاجه، فكان أن أعيد ترميم خانه الأثري القديم، ورفعت عشرات الخيم، وبنيت حديقة للأطفال ومواقف للسيارات. مع الإشارة إلى أن هناك مشروعاً آخر، وهو مموّل من دول أوروبية بات في طريقه إلى التنفيذ، ويقضي بإنشاء مراكز بيع حديثة مع حدائق وقاعة محاضرات ومساحات خضراء، ليتحول السوق إلى معلم سياحي إضافة إلى موقعه التجاري.
وشدد رئيس بلدية حاصبيا غسان خير الدين على «أهمية خطوة إعادة ترميم هذا السوق التاريخي، والذي كان قديماً ملتقى القوافل التموينية المتنقلة بين الشام وفلسطين»، متوقعاً، بعد الانتهاء من أشغال الترميم، «أن يتحول إلى معلم سياحي مرموق، ويصبح مركزاً رئيسياً لنشاطات فنية وثقافية ورياضية، ويساهم في تنشيط الوضعين السياحي والتجاري في المنطقة».
يمر سوق الخان اليوم بحالة من الفتور «تعكس الوضع الاقتصادي المتردي والأزمة المعيشية الخانقة، التي تطوق شريحة واسعة من أبناء هذه المنطقة وجوارها، مما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية، وحصرها بالضرورات الملحة خاصة مع انطلاق شهر رمضان»، كما يقول المواطن حسين حمد، الذي يقصد السوق أسبوعيا في هذا شهر، ليشتري «الحاجيات الضرورية، لزوم الإفطارت وبكميات قليلة لأن الجيبة فارغة»، ويضيف: «وان كانت الأسعار مرتفعة نوعا ما، فهنا يمكن أن توفر بنسبة بسيطة».
ويتأسف تاجر الألبسة عدنان العلي على «أيام زمان، حيث كان للقرش قيمة»، ويقول: «الحركة قبل هذا الشهر كانت معدومة، الزبون مفلس كذلك التاجر، لكن مع بداية شهر الخير تحسن الوضع، ولكن بشكل خفيف، فالفقر مسيطر على الجميع والحبل على الجرار، كنا نعتقد أن حركة هذا الشهر الفضيل ستكون أفضل من سابقاتها، لكن الوضع غير المستقر عند الحدود الجنوبية يبدو أنه أثر سلباً حتى في هذا السوق الشعبي الصغير، فبالكاد نستطيع أن نبيع بمئة ألف ليرة، وهذا يعني خسارة تقريباً، فالمشوار من البقاع إلى هنا يلزمه صفيحة بنزين أي ما يعادل الـ 30 ألف ليرة، ناهيك عن بعض المصاريف حتى يمكن وصف الوضع بالشاق والمنهك».
أما علي شقير، بائع سكاكر، فيقصد سوق الخان أسبوعياً، ويتحسر على السنوات البعيدة الماضية، «يوم كان لمثل هذه الأسواق الشعبية عزّها، فهي حقا كانت أم الفقير، واليوم باتت همّاً على التاجر والزبون معا، فبالرغم من تدني أسعار كل الأصناف المعروضة هنا، خلافاً للأسواق الأخرى، فيمكن وصف الوضع بمحلك يا واقف، لقد تحسن الوضع قليلاً مع بداية رمضان، لكن للحقيقة كل شيء إلى الوراء، فأيام العيد تختلف قليلاً عن الأيام العادية وكأن الناس فعلا في ضيقة صعبة وغير ميسورة».
كذلك يتأسف المزارع محمد دربية على المواسم الزراعية التي أتلفتها موجة الحر الأخيرة، و«خاصة الصبير والعنب والتين والمزروعات الصيفية، لقد كانت الخسائر الجسيمة، وما تبقى منها نعرضه في هذا السوق وبأسعار منخفضة، علّنا نتمكن من تقليل الخسائر، لكن هذا يبدو من الخيال فالحركة خفيفة، وعند المساء نعيد كميات كبيرة من الإنتاج إلى المنزل ونرمي نسبة كبيرة منه في الزبالة».
ويفرح البائع طلال السمرا، كما يقول، «بوصول العديد من عناصر «اليونيفيل» إلى السوق، علهم يخففون القليل من حالة الكساد، لكن يبدو أن هؤلاء العناصر، وخاصة جنود الكتيبة الهندية والماليزية في حالة تقشف أيضاً، ويفاصلونك في الأسعار حتى على السنت، ولكن ماشي الحال الكحل أحسن من العمى والمهم أن يكثف هؤلاء ترددهم إلى هذا السوق وربما كان في حركتهم بركة».

Script executed in 0.17293190956116