وكان القيمون على الفيلم قد اختاروا تحويل مبنى الثانوية إلى ثكنة عسكرية وملاعبها إلى مرأب للآليات العسكرية الإسرائيلية. هكذا، لم يتحمل عدد من الشبان المشهد فعمدوا قبل ليلتين إلى التسلل إلى موقع التصوير وتمزيق أحد الأعلام الضخمة التي كانت تتدلى على واجهات أحد المباني. كذلك سيّرت قوات «اليونيفيل» دورياتها على طول الطريق الرئيسية الواقعة بمحاذاة مبنى الثانوية للتحقق مما يحدث. ويؤكد أحد المتابعين لأعمال التصوير أن مروحية أممية جالت فوق موقع التصوير لمراقبة ما يحدث داخل أسوار الثانوية. حتى أن العدو الإسرائيلي نفسه لم يفوّت الحدث، إذ حلّقت طائرات التجسس فوق المكان تحليقاً دائماً منذ إطلاق ورشة الفيلم. وتجنباً لمزيد من الامتعاض، يتجه فريق العمل إلى رفع لافتة كبيرة عند مدخل الثانوية يشرحون فيها أن الأمر لا يتعدى كونه فيلماً ويدعون الأهالي إلى انتظار المعركة التي سيتمكن فيها رجال المقاومة من اقتحام «الثكنة» وإسقاطها في ظل اشتباك قوي وحرب عصابات. يذكر أنّ الفيلم المقرر تسميته «جنوب السماء»، من إنتاج لبناني خاص ومن صناعة إيرانية وتمثيل لبناني وسوري ومصري.