أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الأهل و«الأخوة» يودّعون عوض في عين الحلوة... بهدوء

الجمعة 20 آب , 2010 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,851 زائر

الأهل و«الأخوة» يودّعون عوض في عين الحلوة... بهدوء

وبعدما كانت قد سرت معلومات تشير إلى دفنهما خارج المخيم، حيث تردّدت أمس معلومات أشارت إلى حصول تسوية قضت بسماح السلطات اللبنانيّة بالدفن في المخيم، في مقابل تعهد مسؤولين إسلاميين فلسطينيين وعائلة عوض بعدم حصول ردات فعل غاضبة، أو مشاركة أنصاره في تشييعه. وقُضي الأمر على هذا الأساس.
أمام منزل عوض في حي الزيب، كان أفراد عائلته يتقاطرون لإلقاء نظرة الوداع عليه، ومن داخل المنزل كان صوت والدته، أم يوسف، يرتفع مصحوباً بنحيب شديد قائلة: «الله يسهل عليك يا إبني، والله يرضى عليك والله يرحمك». ولدى إخراج الجثة من المنزل، صرخت والدته: «كنت أميراً وستبقى أميراً أميراً أميراً». أما شقيقه حسين، وهو من كوادر حركة «فتح»، فقال: «عبد الرحمن اختار طريقه بنفسه، وما يعزينا أنه لم يُقدم على جرّ المخيم إلى قتال مع الجيش والجوار، ونحن حرصاء على أن يكون تشييع جثمانه هادئاً وطبيعياً، ولن نقبل بأن يحصل أي حادث أو إشكال. فنحن تحت سقف القانون، وعلى هذا الأساس طلبنا من أنصاره عدم المشاركة في تشييع جثمانه».
وصُلّي على جثمان عوض في مسجد النور لقربه من حي الزيب حيث منزل عائلته، بينما صُلّي على مبارك في مسجد الصفصاف. وأَمَّ الصلاة على عوض رئيس الحركة الإسلاميّة المجاهدة الشيخ جمال خطاب بمشاركة المسؤولين في عصبة الأنصار الإسلاميّة أبو طارق السعدي وأبو شريف عقل. وشارك مسؤولون في حركة «فتح»، وهم من أقرباء عوض الذي ينتمي أربعة من أشقائه إلى صفوف هذه الحركة.
وشارك مسؤولو بعض الفصائل، الذين أكّد بعضهم أن حضورهم متصل بعادات أبناء المخيم في مواساة أهل أي فقيد والمشاركة في تشييعه، لا على أساس الانتماء السياسي والفكري لعوض.
تشييع عائلي هادئ ومضبوط الإيقاع، لم تتخلله أي ردة فعل غاضبة ولا هتافات متوعدة بالثأر والانتقام لمقتل «الأمير» الذي طافت به عائلته شوارع المخيم محمولاً على الأكف، بينما كان وجهه مكشوفاً «ليتسنّى للجميع مشاهدته وإلقاء نظرة الوداع»، قال أحد المشاركين.
واستُقطعت من التشييع العائلي مدّة نصف ساعة خصصت للأصوليين والقوى الإسلاميّة، فنقل الجثمان من المسجد بواسطة سيارة «فان» لا تحمل أي لوحات إلى مخيم الطوارئ لكي يتمكن «الإخوة» الذين عايشوه والمنتمون إلى البيئة الأصوليّة وأنصار عوض من إلقاء نظرة أخيرة عليه وتوديعه على طريقتهم، «فطوّفوه» في أزقة مخيم الطوارئ، قبل أن يعاد الجثمان إلى المسجد ويسلّم مجدداً إلى العائلة لينطلق موكب تشييعه الذي جاب شوارع عين الحلوة وأزقتها.
في الطريق إلى المقبرة، كان الجو هادئاً خلافاً للطقس الحار، وساعدت نوعيّة المشاركين ـــــ وجلّهم من أبناء المخيم وعائلاته، وقد غاب عنهم العناصر الأصوليّون أو «الرؤوس الحامية» الموجودون عادة في مناسبات شبيهة ـــــ على الهدوء وضبط الأمور المنضبطة أصلاً. ومع هذا الجوّ، غاب التنديد بمقتل الأمير، فلا حناجر صدحت بالويل والثبور وعظائم الأمور، ولا هتف المشاركون بهتافات مندّدة أو متوعدة بالثأر من الجيش اللبناني. اقتصر الأمر على هتاف بدا يتيماً وموحداً: «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله». وبالقرب من مقبرة المخيم، صرخ أحد المشاركين: «يا جنة افتحي أبواباً والشهيد من روادك».
ووري عوض في الثرى ومعه دفن سرّه أو الأسرار التي كان مفترضاً أنه يملكها أو أنه مفتاح لها، وقريبه محمد عوض أكد «أن الاتهامات التي سيقت لعبد الرحمن كانت مضخّمة جداً لكي لا نقول إنها تهم ملفقة ومختلقة». وقال آخر رفض ذكر اسمه: «لو كان عبد الرحمن عوض، كما قيل، يقف وراء عمليات إرهابيّة وتفجيرات، فمصلحة الجيش اللبناني كانت تقتضي القبض عليه حياً لانتزاع الأسرار منه، لا قتله كما حصل، لكن ذلك يدلّ على أن عوض قد نُفخ كثيراً، ربما من أجل التعمية على أمور أخرى».

إشعال الإطارات مستمر

من جهة أخرى، تجدد إشعال الإطارات في منطقة بشارة الخوري والخندق الغميق مساء أمس، ما أدّى إلى إقفال الطريق الرئيسيّة للبسطة، والطريق المؤدية من بشارة الخوري إلى السوديكو والمتحف، من دون إقفال الطريق إلى وسط بيروت، وذلك في ظلّ انتشارٍ كثيف لعناصر الجيش، لا قوى الأمن، التي تعرّض بعض عناصرها للضرب أول من أمس. وقد تداول المعتصمون كلاماً عن نيّتهم إقفال الطريق المؤدّية إلى وسط بيروت في الأيام المقبلة.
كذلك أُحرقت الدواليب في «النقاط المعتمدة» في طريق المطار القديمة، ما أدّى إلى قطع الطرقات أمام السيّارات.

Script executed in 0.17336702346802