أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مستشفى قانا بلا تجهيز وغرفه تحولت أعشاشاً للعصافير

السبت 28 آب , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,096 زائر

مستشفى قانا بلا تجهيز وغرفه تحولت أعشاشاً للعصافير
قانا :


«يحيي» مستشفى قانا الحكومي هذه الأيام الذكرى العاشرة لتدشين مبناه بتبرع من احد أهل «الخير» من آل حيدر، قبل أن يستكمله مجلس الجنوب. والمبنى الذي دشنه رئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى الرابعة لمجزرة قانا الأولى، أي في العام 2000، ما زال يفتقر إلى التجهيز بالمعدات الطبية اللازمة لتشغيله لتلبية حاجات أبناء البلدة وعشرات القرى المحيطة في قضاءي صور وبنت جبيل. وتفتقر المنطقة جمعاء إلى مستشفى حكومي في ظل إقفال مستشفى تبنين الحكومي وضعف قدرات مستشفى صور الحكومي ايضا.


وفيما لم تظهر اي بوادر فعلية حتى الآن لتجهيز المستشفى الذي يتألف من ثلاث طبقات ويتسع لـ75 سريرا رغم اغداق الوعود السنة تلو الأخرى، يستمر العبث والإهمال بالمبنى الذي تسكنه اعشاش العصافير، بعدما تكسَّرت نوافذه الزجاجية مع الوقت وبفعل عدوان تموز 2006.


وبعد كل هذه الفترة الطويلة من الزمن وحدوث مجزرة قانا الثانية التي اودت بحياة العشرات من ابناء البلدة لم يجد المعنيون دافعاً بعد للقيام بخطوات سريعة لتجهيز المستشفى، كما انه لم يتبدل شيء في واقع المستشفى المهجور باستثناء تعيين مجلس ادارة قبل خمس سنوات برئاسة الدكتور محمد الصايغ.


ويلفت رئيس بلدية قانا محمد عطية الى ان «المطلوب تجهيز المستشفى بأقصى سرعة، وبدء العمل فيه، خصوصاً في ظل غياب المستشفيات الحكومية عن المنطقة وعدم تشغيل مستشفى تبنين، بعد إعادة تأهيله وترميمه». وأشار إلى ان وفداً من البلدية قد زار مؤخرا السفير البحريني في سوريا وعرض معه مسألة تجهيز المستشفى بالتنسيق مع مجلس الجنوب ووزراة الصحة.


ووعد السفير البحريني، وفق عطية، بـ«العمل الجاد على المساعدة في تجهيز المستشفى الذي يشكل حاجة ماسة وملحة لابناء المنطقة».


ويوضح رئيس مجلس الإدارة ومدير عام المستشفى المعين الدكتور محمد الصايغ لـ«السفير» ان شيئا ملموسا لم يحصل منذ تعيين مجلس الادارة الذي مضى عليه خمس سنوات، وبعد مرور عشر سنوات على تدشين المبنى.


ويشير الضايغ إلى «أن هناك وعوداً كثيرة نسمع بها لجهة تجهيز المستشفى ولكن كل هذه الوعود لم تر النور»، كاشفا عن انه لم يتلق اي راتب منذ التعيين قبل خمس سنوات بموجب مرسوم حكومي.


ويناشد الصايغ جميع المعنيين وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، بذل كل ما يلزم من اجل تجهيز المستشفى الذي يخفف الاعباء عن كاهل المواطنين الذين يتكبدون مسافات طويلة ودفع المزيد من الاموال للانتقال الى مستشفيات المنطقة الخاصة.


وفي هذا الإطار، أوضحت مصادر في وزارة الصحة اللبنانية لـ«السفير» أن مجلس الجنوب الذي شيد المبنى قد تنازل عنه للوزارة مشيرةً إلى أن الوزارة تسعى لدى عدد من الدول المانحة، من أجل تجهيز المستشفى بكل ما تحتاجه من معدات ولوازم.


ويستغرب أبناء قانا والمناطق المحيطة الذين تبعد قراهم أكثر من 15 كيلومترا عن اقرب المستشفيات الخاصة في صور، إهمال المسؤولين وعدم مبالاتهم بقضايا الناس في المنطقة وعلى رأسها الموضوع الصحي.


وتؤكد زينب بلحص (صديقين) التي تقصد مستشفيات صور وصيدا للعلاج من مشاكل مرضية متعددة أنها تتكبد بدل نقليات للوصول إلى صور ما يوازي كلفة معاينة طبيب اختصاصي.


وتذكَّر بلحص أنه بعد مجزرة قانا التي سقط فيها العشرات من الشهداء والجرحى من أبناء البلدة انهارت الوعود الخدماتية ومن بينها إنشاء مستشفى يلبي احتياجات أهل المنطقة ويداوي جروحهم، ولكن للأسف، هنا نحن، وبعد أربعة عشر عاما، لم نر إلاَّ بناءً يفتقر إلى التجهيزات المطلوبة لاستقبال المرضى.


ويؤكد أبو محمد شلهوب (قانا) على ضرورة إطلاق العمل في المستشفى لأن أي مواطن في قانا يصاب بأي عارض صحي مهما كان حجمه يضطر إلى التوجه إلى صور حيث تترتب عليه تكاليف باهظة في المستشفيات الخاصة. ويسأل ابو محمد «هل يحتاج المسؤولون إلى مجزرة ثالثة لتجهيز المستشفى الذي يستفيد منها أبناء المنطقة كافة».


وتشتكي مريم سويدان (ياطر) من الواقع الصحي في المنطقة في ظل عدم توفر الخدمات الصحية المطلوبة «إذ يبعد أقرب مستشفى مجهز حوالى عشرين كيلومترا عن البلدة سواء في صور أو بنت جبيل».

 

Script executed in 0.21299600601196