أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حوداث سير وحفر تتحول إلى برك شتاءً: أهالي زوطر الشرقية يطالبون بتحسين طريقها

الإثنين 30 آب , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,527 زائر

حوداث سير وحفر تتحول إلى برك شتاءً: أهالي زوطر الشرقية يطالبون بتحسين طريقها
هي طريق رئيسية تربط قرى شمال نهر الليطاني بجنوبه، بوابة العبور إلى بلدات قضاء بنت جبيل، وباتت خطاً رئيسياً يسلكه أبناء هذه القرى من بيروت.
تنتمي طريق النبطية الفوقا – زوطر الشرقية عقارياً إلى أربع بلدات، النبطية الفوقا، ميفدون، زوطر الشرقية وزوطر الغربية. ولكن المستفيد الرئيسي منها أبناء «الزوطرين». ومع ذلك فالمبادرة الأخيرة لمتابعة ملف الطريق، كانت من رئيس بلدية النبطية الفوقا راشد غندور، الذي تابع إنجازها مع رئيس مصلحة الصيانة في الوزارة أديب دحروج، فيما كان رئيس بلدية زوطر الشرقية السابق رياض إسماعيل يتابع هذا الملف، حين لزّم إلى «شركة الجنوب للمقاولات» منذ عامين، لكن الطريق لم تنفذ في ذاك الوقت نتيجة بعض الظروف السياسية.
أما واقع الطريق الحالي، يجد سالكها بين الحفرة والحفرة حفرة أخرى، ولا مجال للتهرب منها، ما تسبب بالعديد من حوادث السير، وآخرها نتج عنه إصابة امرأة وطفليها بجروح خطيرة، فاعتبرت القشة التي قسمت ظهر البعير. وباشرت الشركة المتعهدة عملها، واستمر العمل في إنجاز هذه الطريق مدة شهر تقريباً، فيما يتحمل أهالي زوطر الشرقية مشقة تحويل سيرهم إلى ميفدون فشوكين فالنبطية.
«رصدت الوزارة لهذه الطريق مبلغ مئتي مليون ليرة لبنانية، متفقة مع الشركة الملتزمة على مواصفات محددة، من ضمنها تزفيت الطريق بعرض ستة أمتار، لكن الشركة الملتزمة وبعد مرور وقت طويل على الاتفاق، اعترضت على التنفيذ، بحجة تغير أسعار المواد الأولية». وهنا عدّل الاتفاق ليصبح خمسة أمتار، بحسب رئيس بلدية زوطر الشرقية مصطفى إسماعيل. وطلب إسماعيل من مدير «شركة الجنوب للمقاولات» مروان غندور، «أن تأخذ بعين الاعتبار المنعطفات الأربعة، وتوسع بعرض ثمانية أمتار، وهذا لم يحصل». في حين مدّ الإسفلت أمام مداخل بعض المنازل بصورة لافتة، إضافة إلى تزفيت الطريق أمام مدينة فرح، بعرض يتجاوز الثمانية أمتار، ما أثار الكثير من التساؤلات، لأن جوانب الزفت القديم ما زالت تظهر على الطريق بقياس عشرين سنتمتراً على جانبيها، وبالتالي فإنه وحسب الاتفاق الذي يقضي بتزفيت الطريق وليس توسيعها، لم تزفت بعرض الطريق القديمة نفسه بل أقل.
تعدى اعتراض أبناء زوطر الشرقية على عرض الطريق، ليشمل أماكن منها تصبح بركاً صغيرة تتجمع فيها مياه الأمطار في فصل الشتاء، وتشكل عائقاً أمام مرور السيارات، وتحديداً قرب بركة «عين السماحية»، ما يطرح ضرورة ملحة لإنشاء عبارة مياه، كان يفترض أن تنشأ بالتزامن مع تزفيت الطريق. إلا أن العقد الموقع مع الشركة المتعهدة لم يشمل هذه الشروط، فطرح رئيس بلدية زوطر الشرقية مصطفى إسماعيل موضوع التكلفة المالية للعبارة، على بلديات ميفدون والنبطية الفوقا للتشارك في نفقته، وتمّت الموافقة، وطرح الموضوع على «شركة الجنوب» لضمه إلى مشروع تزفيت الطريق، فاعترضت، ولم تقبل تنفيذ هذا المطلب، ما يحتم على هذه البلديات العمل على تجهيز العبارة قبل فصل الشتاء كما وعد إسماعيل.
ملاحظات كثيرة يضيفها الأهالي، ومنها تزفيت الطريق حتى أراضي بلدة النبطية الفوقا عقارياً. إضافة إلى القسم المتبقي من الطريق، والذي يدخل ضمن أراضي بلدة ميفدون لم يزفت حتى اليوم، علماً أن سوء وضع الطريق يستمر حتى المدخل الرئيسي لبلدة زوطر الشرقية، فهل كان يفترض أن تقوم كل بلدية بعملية مطالبة فردية لتزفت الطريق بالكامل؟ سؤال تدخل فيه المحسوبيات السياسية لكل رئيس بلدية، حيث وسعت وزفتت في الآونة الأخيرة طرقات بعض البلدات الداخلية، ولم تترك زاوية في البلدة من دون تزفيت.
ولوحظ كذلك، أنه مع حداثة الزفت على الطريق، وجود بعض التفسخات في جوانبها، نتيجة مرور شاحنات كبيرة، لكون الطريق لم تدعّم عند مرورها قرب الأراضي الزراعية، فإن فصل الشتاء ينبئ بتضررها السريع، نتيجة السيول التي تجرف من هذه الأراضي. وأكد مدير «شركة الجنوب» مروان غندور أن «هذه الطريق تحتاج لأكثر بكثير من المبلغ المرصود، وهو 230 مليون ليرة لبنانية، لتكون ضمن المواصفات المعقولة التي يطالب بها أهالي البلدة». وأشار إلى أن «الأهالي كان بإمكانهم الاعتراض لدى رئيس البلدية، الذي كان عليه أن يتابع مع الوزارة هذا الاعتراض، خصوصاً أن العمل على الطريق استمر لشهر كامل لم يقدم فيه أي اعتراض لدى الوزارة على المصوّرات، التي عملت وفقها الشركة، وكان بالإمكان تعديلها قبل إنجاز العمل». أما حول عرض الطريق وظهور الزفت القديم على جانبيها، فأوضح أن «الطريق زراعية، والأنسب أن عرض الزفت الحديث أقل من القديم، كي لا يتشقق الزفت شتاء بعد تشبع التراب على الجانبين بالمياه ودخوله تحت الزفت».
وفي بلدة زوطر الشرقية، كان موظفو «أوجيرو»، يقومون بتصليحات لبعض خطوط الهاتف، التي تقطعت بفعل توسيع جزء من الطريق، التي تربط «الزوطرين» ببعضهما البعض. وكانت المفاجأة أن «شركة الجنوب»، كما يقول إسماعيل: «لم تلحظ الحفر الرئيسية لخطوط الهاتف وقامت بطمرها بالباسكورس، جيد أن عمال الهاتف انتبهوا لذلك قبل تزفيت الطريق، فلو زفتت ولم توضع علامات تشير إلى هذه الحفر، لاضطرت أوجيرو إلى إعادة البحث عنها وحفر الزفت مجدداً».
وعلى امتداد الطريق، يعاني أبناء «حارة البركة» التي تقع عقارياً بين «الزوطرين» إهمالاً كبيراً، فطريقهم التي باتت تشبه «القادومية»، حفرت منذ ثلاث سنوات في أعمال صيانة، وتركت على حالها لتحفرها «مصلحة مياه لبنان الجنوبي» و«أوجيرو» من جديد. ولم تعد أي جهة تزفيت الطريق، التي كانت الهمّ الأكبر لأهالي هذه الحارة في فصل الشتاء، فلا تستطيع السيارات استعمالها، ولا المرور عليها سيراً على الأقدام. أشارت رندة حريبي أن «إهمال الطريق عائد إلى أنها تقع بين بلدتين»، فيما يقول أبو جابر جابر إنه «بعد مطالبة رئيس البلدية بتزفيتها، أجاب بأن ذلك من مهام وزارة الأشغال العامة، لأنها طريق رئيسية تصل بلدة زوطر الغربية بقعقعية الجسر». في حين يعد إسماعيل، الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس اتحاد بلديات الشقيف، بأنها «ستكون على قائمة أعمال الاجتماع المقبل، عسى أن يتحمل اتحاد البلديات حلّ هذه المشكلة إضافة إلى تجهيز الطريق الزراعية التي تربط زوطر الشرقية بمفيدون».

Script executed in 0.20999693870544