قبل ايام عمدت بلدية بنت جبيل الى تنظيمه وتخطيطه وتوزيعه للباعة و اصحاب البسطات الى اماكن مرقمة ومرخصة ، ونظمت فيه الجباية ، كما قسمته الى مجموعات تراعي الشروط العامة ونشرت شرطة البلدية رغم قلة عددها من اجل تعزيز النظام وتسهيل حاجات المواطنين.
عاد " سوق الخميس" الى مكانه الاصلي، و عاد النشاط اليه، هذا السوق الذي يعتبر اشهر واكثر الاسواق الاسبوعية نشاطا في لبنان، مما يساعد المدينة بدورها كشريان اقتصادي وتجاري في بنت جبيل، ويوفر فرصة للمواطنين للحصول على تنوع اكبر باسعار اقل نتيجة العرض الكثيف...
لسوق الخميس طعم خاص عند الجنوبيين، فهم يتلاقون فيه منذ تأسيسه قبل السلطنة العثمانية سنة 1880، وقد نسج بعضهم علاقات عبر السوق، حتى باتت زيارة السوق تتعدى التسوق لتشمل لقاء الاصدقاء وحتى الترويح عن النفس.
ويمتد السوق على مكان واسع يبدا من مدخله الشمالي وتمتد فيه البسطات على الجانبين، حيث تتعطل حركة مرور السيارات في منطقة السوق الرئيسية، فتقصد السيارات الطرق الفرعية لتعذر مرورها حيث كثافة البسطات والبائعين والمشترين.
ويعد سوق الخميس موردا مهما للتجار والمزارعين ينتظرونه بشوق كبير، اذ تنفق مبيعات التاجر في هذا اليوم ما يوازي مبيعاته في بقية الاسبوع .
كما ان سوق الخميس فرصة جيدة للمستهلكين الذين يشترون حاجاتهم باسعار منخفضة يصعب الحصول عليها في الايام الاخرى، كما انهم يجدون سلعا ومنتوجات لا تعرض الا يوم الخميس يأتي بها المزارعون والتجار من مختلف المناطق و قد اخصصوا مكانا لهم فيما يعرف بالسوق التحتاني.
أكثر ما يعرض في السوق هذه الأيام الملبوسات والأحذية والأقمشة والأواني المنزلية و المنتوجات الزراعية بالاضافة الى الحلويات و الخضار و المواد الغذائية على انواعها. ما زال سوق الخميس تراثاً مهماً في بنت جبيل يستقطب الكثير من الزوار في أوقات الهدوء والمناسبات.
موقع بنت جبيل قام بجولة ميدانية مع بواكير يوم الخميس التقى فيها بالباعة وبعض مرتادي السوق حيث التقى محمد زين الدين الذي كان برفقة عائلته يتنقل بين بسطات الثياب و قال زين الدين انه يبحث سلع الثياب في هذا السوق قبل عيد الفطر لان ثمنها اقل من المحال و اعتبر ان سوق الخميس مقصداً مريحاً لمحدودي الدخل لأن كل شيئ رخيص.
أما الخواتم التي تحوي زمرداً وياقوتاً والسبحات فقد تعددت اشكالها وانواعها وقيمتها على احدى البسطات قرب محل ابراهيم شامي فاخبرنا صاحبها الذي يقصد السوق منذ اكثر من ثلاثين عاماً انه اقدم البائع بهذا السوق و شهد ماضيه و فورة توهجه ومازل متشبثاً لأن لسوق الخميس طعم خاص و تذكرة جميلة، معتبراً ان هذا السوق يعد مرجعية هامة لموروثنا الذي بدأ يندثر بفعل الحضارة والتقدم الذي طال كل شيء.
في وسط السوق التقى موقعنا مع (ابو عاطف) التسعيني الذي كان يبحث عن بسطة الكتب و يسال " كان يبسط هون و ين راح " لا نعلم ما اذا كان ابو عاطف يبحث عن الكتب العاطفية فهو الذي عرفنا عنه منذ فترة انه يبحث عن العروس!. يقول ابو عاطف انه مرتاح الى عودة السوق الى مكانه الطبيعي لم اكن اقدر بالنزول الى السوق في ساحة البركة " لأنو صحتي ما بتسمحلي ".
و في ركن بعيداً عن حرارة الشمس و قرب اللوحة التذكارية الخاصة بامير دولة قطر يجلس المزارع ابو خليل حمود من بلدة تبنين الذي استقبلنا بابتسامة ملؤها العفوية والبساطة وامامه بعذ الخضروات البلدية يقول " ليش بتحبو تصورونا هالقد يا عمي ما نحنا كبرنا ". يعتبر ابو خليل ان عودة السوق الى مكانه يشكل راحة كبيرة لزوار السوق وخصوصاً انه قديم العهد و يقول انه بضاعته بلدية 100 % و سوق الخميس مقصداً مهما بالنسبة له لتسويق البضاعة.
و ضمن جولتنا بهذه السوق صادفنا شخصاً امامه طاولة صغيرة يقوم بالحفر على الخواتم و الصدف و الفضة و كان مقصداً للزبائن الذين اكثرهم من الشبان والفتيات .
يبقى لسوق الخميس نكهة خاصة و فريدة لدى اهالي بنت جبيل ويبقى ملجأً لاشخاص طالما بحثوا الرخيص في زمن الغلاء.. ولا زالت التجارة في خميسنا عامرة !
جولة ميدانية بالصور ..
عجقة و مشتريات و ناس
و على بسطات السمك
السوق من جديد
و موعد للتلاقي بين الاصدقاء
في احدى دكاكين السوق .. عماد و حسن شامي
مرشوشة و نمورة و حلويات على انوعها . رائف العشي " ابو حسين "
ابو حاتم و بيع العصافير
كبير في السن
و الكمون ببلاش
بين ابو ماجد و الحاج محمد زينو داغر قصة جيرة
و ابو ابراهيم يتسوق مونة الاسبوع
و اصدقاء..
ابو حسن راشد سعد ..
ابو علي عاطف سعد
الحفر على القلوب ..
و يبحث عن كتاب
ما قبل العيد
رائحة الكمون تعبق في كل مكان
موسم الرزق
و محارجة
كزدورة و حياة
و الرزق على الله
ابو خليل . يلا عالبلدي
انه الخميس
و جنود دوليين
سبحات و خواتم .. فرب ابراهيم شامي
كبير في السن
ابو عاطف