عاد ضجيج الحياة إلى شوراع مدينة النبطية، وعادت حركة الناس إلى الازدحام، بعدما أطلقت بلدية النبطية بالتعاون مع جمعية التجار فيها، «مهرجان التسوق في شهر رمضان»، الذي يستمر حتى أواخر أيلول الجاري، حسومات من ثلاثين حتى سبعين بالمئة، التزمت بها كل محال الألبسة والألعاب، ومحال الحلويات والمطاعم. قسائم شرائية تخول المشترك دخول السحب على العديد من الجوائز المقدمة من تجار المدينة، وأبرزها سيارة نيسان موديل 2011.
لم يعتد سكان المدينة هذه الأجواء، فغالبا ما يغادرون مدينتهم للسهر خارجها. هي تجربة جديدة، كانت بحاجة لخطوة واحدة من البلدية، لتصبح النبطية «مدينة لا تنام»، ميزات جميلة أضيفت إلى شهر رمضان، وتجمعات ليلية عند الحادية عشرة ليلاً، لسحب أسماء الرابحين، كل يوم اسم جديد، وجائزة جديدة.
وفي النهار لا يعرف الصندوق الذي وضعته البلدية في ساحة حسن كامل الصباح راحة، فالقسائم كثيرة، وفرحة شراء ثياب العيد تضاف لها فرحة أخرى بجائزة «ليست على البال أو الخاطر». زكي ياسين ربح براداً «واحد وعشرون قدماً». يقول: «ملأت قسيمة ووضعتها في الصندوق، مساء اتصلوا من جمعية التجار، مبروك ربحت برادا، حتى الآن لم أستلمه، لأن تسليم الجوائز سيكون بالحفل الختامي للمهرجان، الذي سيقام في مركز جمعية التجار في النبطية»، مؤكداً على «مصداقية هذا السحب اليومي، الذي يحضره العديد من شخصيات النبطية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والذي يقام في كل ساحات النبطية من دون استثناء».
تخرج زهرة محي الدين وأختها زينب من إحدى المؤسسات التجارية، أكياس كثيرة تحملها، فالعروضات مغرية، والوضع لا يقتصر على شراء ثياب العيد، بل إن المتسوقين استغلوا هذه الفرصة لتجهيز مستلزمات أولادهم المدرسية، من ثياب وقرطاسية. تقول زينب: «الآن شعرنا بأن النبطية مدينة، لم نكن نعرفها ليلاً، سوى سهرات عائلية، حتى البلدية الآن شعرنا بوجودها. عمل متواصل، وتحديداً لعمال النظافة، في ظل هذا الكم الكبير من الناس يوميا». وتترقب زهرة الفوز بالسيارة مثنية على ما تقوم به البلدية وجمعية التجار.
هكذا كان المهرجان متنفسا لكثيرين، وتحديداً لذوي الدخل المحدود، حيث نشطت عملية الاستهلاك بعد تقديم سلع بمواصفات جيدة وأسعار مقبولة. وأضاف المهرجان دواماً جديداً للتجار. يقول عماد ياسين، صاحب مؤسسة تجارية: «هذا المهرجان أعاد الثقة بين التاجر والمستهلك، لأن الحسومات تخضع لرقابة الجمعية، والأسعار مغرية، حتى المؤسسات زادت أرباحها نتيجة البيع الكثير مع الربح القليل وهذا يظهر بمقارنة بسيطة مع الأشهر الماضية».
مبادرة أطلقتها «جمعية تجار النبطية»، لم تكن الأولى من نوعها، بعدما كانت السباقة في شباط عام 2000، بإطلاق مهرجان التسوق، الذي سرعان ما انتقل إلى كل المناطق اللبنانية، وأصبح شباط شهر التسوق في كل لبنان، فكرة مهرجان التسوق في شهر رمضان، كانت الانطلاقة لمجموعة مشاريع تسعى الجمعية لتحقيقها في النبطية. ويؤكد رئيسها على بيطار على نية الجمعية تحديد يومين للتسوق في المدينة، على مدار السنة، «ممكن سبت وأحد، تقدم حسومات كبيرة، إضافة إلى الجوائز العينية، وبالتأكيد هذا سيفعّل الحركة الاقتصادية في المدينة، ويساعد المستهلك الجنوبي، من خلال تقديم سوق يستوعب قدراته الشرائية». يضيف: «ان مبادرة التجار الذين قدموا الجوائز العينية، لم تكن تسعى لتحقيق أي غاية إعلانية، حيث لم يكن المهرجان برعاية أي شركة أو مؤسسة تجارية».
«تسعى البلدية إلى طباعة المزيد من القسائم التي ما نفدت، لأن المهرجان مستمر حتى أواخر أيلول الجاري»، كما يقول رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل، «هذا سيفتح الآفاق للمستقبل، لتجربة تكون ذات عمر أطول، ومبدئيا ننوي أن نعيد هذه التجربة في فصل الربيع مع بداية شهر شباط».