أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

وفد «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» في الخيام ومليتا

الجمعة 17 أيلول , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,410 زائر

وفد «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» في الخيام ومليتا
تسأل ناشطة في وفد «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا» الإيطالي: «أين هو علمهم؟»، وتبحث بعينيها عن علم العدو الإسرائيلي. طرحت سؤالها على طريق المطلة، عند الحدود بين الجنوب اللبناني وفلسطين المحتلة. تجيب كاترينا، وهي ناشطة إيطالية تبلغ من العمر 21 عاماً على السؤال: «هذا هو العلم الوحيد، ولا يوجد غيره». ثم ترفع كاترينا العلم الفلسطيني، تخرجه من نافذة الباص، في محاولة لاستفزاز العدو. وكان في نية كاترينا مخطط تنوي تنفيذه عند الوصول الى أقرب نقطة على الحدود مع فلسطين، وهو التلويح بعلم فلسطيني كبير ورفع شارة النصر، مثلما فعلت خلال زيارتها مع الوفد الى لبنان في العام الماضي. إلا أن عناصر الجيش اللبناني والقوات الدولية أفسدوا عليها مشروعها، حين طلبوا من الوفد عدم التوقف أمام البوابة والتقاط الصور.
كان برنامج اليوم الرابع لزيارة الوفد الى لبنان، بهدف إحيائه ذكرى مجزرة «صبرا وشاتيلا» التي تُصادف اليوم، جنوبياً بامتياز، حيث زار الوفد أمس معتقل الخيام، ومعلم مليتا العسكري. وكان قد استهلّ برنامجه في صور بلقاء مسؤول «حزب الله» في منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق. وشرحت المتحدثة باسم الوفد الأوروبي ستيفانا ليميتي أن «أهمية زيارة الوفد الى لبنان تكمن في لقاء أهالي المجزرة ولقاء ممثلين عن المقاومة الإسلامية التي حققت الانتصار للبنان». وبنظر ليميتي، «يستحضر اللقاء الاول التعسف الاسرائيلي ومعنى الاحتلال، بينما يعلّمنا اللقاء الثاني كيف نواجه هذا الاحتلال».
بدوره، اعتبر قاووق ان «هذا اليوم الحزين الذي ارتكبت فيه ابشع مجزرة في تاريخ الانسانية هو اصبع ادانة في وجه المجتمع الدولي وجرح في قلب وجبين الانسانية»، محملاً الادارة الاميركية «المسؤولية المباشرة في التهيئة والاعداد والتنفيذ لهذه المجزرة الكبرى التي وقعت بحق المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين».
بعد صور، اتجه الوفد الى معتقل الخيام.
على الطريق، يسأل كلّ من أسد (من الهند) وعائشة (من باكستان)، وهما متزوجان ويعيشان في بريطانيا، عن سبب تواجد علمي «حزب الله» و«حركة أمل» على طريق الجنوب. يعرف الناشطان أسماء الأحزاب اللبنانية. يريدان أن يعرفا أكثر عن الأوضاع اللبنانية، وتؤكد عائشة التي تزور لبنان برفقة زوجها للمرة الأولى، أنها أصيبت بالصدمة بعدما زارت المخيمات الفلسطينية ورصدت حال اللاجئين فيه. بدوره، يكثر أسد من الأسئلة حول أمور عديدة تتعلّق بسياسة لبنان واقتصاده. ويعود سبب الإكثار في الأسئلة الى المشروع الذي يعملان ضمنه، ويتضمن تقديم محاضرات في بريطانيا لرفع الوعي حول القضية الفلسطينية.
في معتقل الخيام، يسلّط الناشطون عدسات كاميراتهم باتجاه المكان الشاهد على الظلم، وقد تحوّل الى معلم سياحي. فكان في استقبال الوفد رئيس الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين الشيخ عطا الله حمود وعدد من الاسرى المحررين الذين قدموا شرحاً مفصلاً عن مراحل الاعتقال التي مروا بها في الخيام وأساليب التعذيب التي كان يمارسها العدو الاسرائيلي.
يدخل الناشط الإيطالي غوستافو الى محلّ لبيع الأشياء التذكارية. يختار كمية كبيرة من اعلام «حزب الله»، وفلسطين، بالإضافة الى أزرار تحمل علمي لبنان وفلسطين. يعزو غوستافو السبب في حمله هذه الكمية الكبيرة معه الى إيطاليا، الى انه يستعملها خلال التظاهرات التي تٌقام تضامناً مع غزة او المقاومة الإسلامية. كما أنه يعمل على مشروع لجمع مبلغ 40 الف يورو لتجهيز مستشفى في غزة.
وفي ختام الجولة في الخيام، استضافت الجمعية الوفد على مأدبة غداء في قاعة المعتقل، قدم خلالها حمّود درعاً تذكارية لمؤسس لجنة «كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا» الناشط الإيطالي الراحل ستيفانو كياريني، تسلمته عنه شقيقته انطونيتا التي بدورها قدمت درعاً باسم كياريني الى حمّود.
وبعد الخيام، لم يحظ الوفد بفرصة التوقف عند بوابة فاطمة، فانتقل قبل عودته الى بيروت، الى منطقة إقليم التفاح حيث قام بجولة برفقة مرشد سياحي في معلم مليتا. هناك، عاش أعضاء الوفد لمدة ساعة ومضات من حياة المقاومين، وعاينوا بعضاً من عتادهم. كما شاهدوا فيلماً بعنوان «مليتا حكاية الأرض للسماء»، وهو الشعار الذي يعتمده المعلم. يدخل أعضاء الوفد الى الصالة لمشاهدة الفيلم، على إيقاع اناشيد دينية. ترفع الناشطة الاميركية هيلين قبضتها ما أن تسمع كلمة «حزب الله»، وتدندن مع الأنشودة بانتظار بداية الفيلم.
على طريق العودة من الجنوب، يتجهز الوفد لبرنامج اليوم. فاليوم، يحيي الوفد الذكرى الثامنة والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا، فيشارك بالمسيرة التي ستنطلق عند العاشرة والنصف صباحاً من امام المركز الثقافي لبلدية الغبيري، باتجاه مثوى شهداء المجزرتين.
وللمناسبة ذاتها، استقبل مسؤول وحدة العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ علي دعموش وفداً أوروبياً من مجموعة «كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا» ضم المناضلة والمخرجة السينمائية الشهيرة مونيكا ماور، الصحافي ساندرو كازاليني، والصحافية ستيفانيا بافوني. وقد قدّم الوفد موقفاً تضامنياً مع لبنان ومع القضية الفلسطينية لإحياء الذكرى.

Script executed in 0.17879700660706