أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تفاح الحاصباني ضحية المبيدات الفاسدة وموجة الحرارة

السبت 02 تشرين الأول , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,706 زائر

تفاح الحاصباني ضحية المبيدات الفاسدة وموجة الحرارة

ويشبّه مزارعو التفاح ما أصاب بساتينهم بكارثة كبدتهم خسائر كبيرة يعجزون عن تجاوزها، مؤكّدين أن ما تبقّى من الموسم يكاد لا يغطي قسما من أتعابهم ومصاريفهم في الحراثة والريّ بالإضافة إلى ثمن الأدوية التي استعملوها، والتي تبين لاحقا أن أكثرها كان فاسدا بشهادة وزارة الزراعة.
يقدّر المزارع جميل الحمرا خسارته للموسم الحالي بألف صندوق تفّاح شارحا أن أقلّ من ربع الموسم فقط نجا من التلف.
أما المفارقة فتكمن في أنّه عندما بدأت الثمار تتساقط أرضا «بشكل لم نشهد له مثيلا من قبل» حاول المزارعون إنقاذ ما أمكن عبر ... «تكثيف رش المبيدات» والتي تبيّن لاحقا أنها فاسدة وأنها السبب الرئيسي للتلف الذي تفاقم مع استخدامها المضاعف.
يضاف إلى ذلك لهيب الصيف الذي يؤكّد الحمرا «أننا نعجز منفردين عن تجاوز نتائجه، مشددا على جودة التفاح الحاصباني معتبرا أنه «الأكثر جودة في لبنان» .
ويقدّر الحمرا إنتاج حوض الحاصباني من التفاح بنحو عشرين ألف صندوق معتبرا أن «ما تبقّى منه لا يتجاوز ربع أو ثلث الكمية، والمشكلة تجاوزت مسألة الثمار المتساقطة إلى تيبّس بذور الكثير من الأشجار، في حين ذبلت أخرى، وقد بدأنا فعلا باقتلاع وتحطيب مئات الأشجار التي سنستغلها للتدفئة في الشتاء».
أما المزارع فايز بدوي فيشرح أنه «تبيّن لنا مع بداية الموسم أن مكافحة السوس ومرض رمد التفاح لم تكن ناجعة، فلجأنا إلى تكثيف عملية الرش، حتى صارت تتّم مرة كل خمسة أو سبعة أيّام، بدلا من كل عشرة أيّام كما هو المتبع، إلا أننا لم نلق النتيجة المرجوة، واستمر تساقط الثمار».
يضيف أن المزارعين قرروا، بناء على ذلك، تغيير مصادر شراء الأدوية فقصدوا أكثر من تاجر وغيروا أنواع الأدوية، لكن فعاليتها كانت محدودة جدا، موضحا أنهم لم يخبروا وضعا مماثلا منذ سنوات طويلة.
ويؤكّد بدوي أن النتيجة كانت «خسارة معظم الموسم بالإضافة إلى خسارة الأشجار التي يبدو أنها هي أيضا في طريقها إلى التيبّس بعدما بدت عليها معالم الذبول».
من جهته، يحمّل الشيخ شميس الحمرا تبدل الأحوال الجوية مسؤولية ما أصاب بساتين التفاح شارحا أن «الطقس الحار لم تشهده المنطقة منذ عهود، وشجرة التفاح تأثرت به سلبا كما بقيّة المزروعات، فجاءت موجة تساقط الثمار بصورة غير عادية والتي يصعب على المزارع مواجهتها منفردا».
ويشير رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في عين قنيا وشويا فايز خفاجة إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها مزارعو التفاح هذا العام، معتبرا أنه يتعيّن على الدولة ان تتحمل جانبا من المسؤولية «فالمزارع عمل وحيدا متكلا على خبرته في مواجهة الأمراض التي ضربت موسمه، في ظل غياب شبه تام للجهات المعنية فلا توجيه ولا إرشاد زراعيا ولا متابعة».
يضيف خفاجة «لقد شاهدنا عبر الشاشات تقارير حول أدوية زراعية فاسدة في متاجر وداخل مخازن، وتابعنا ملاحقة معالي وزير الزراعة للملف الذي يعني الزراعة في كل لبنان. لكن في هذه المناطق النائية، لم تكن هناك أي مبادرة للكشف عما إذا كانت المبيدات والأدوية فاسدة أم لا. ولا يمكن للمزارع تأكيد أو نفي الأمر، لكن النتيجة في البساتين أكّدت أن هناك خللا في الأدوية والمبيدات التي استعملت هذا العام.
وبالمناسبة، عقد مزارعو التفاح في المنطقة اجتماعا خصص للبحث في القضية موجّهين نداء إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة، طالبين مد يد المساعدة عبر مقاضاة تجار الأدوية الزراعية الفاسدة من مستوردين وموزعين، ودفع قيمة أضرارهم، في ظل «الوضع المعيشي الصعب والضائقة المالية التي يتخبطون بها».

Script executed in 0.20152807235718