أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

صور: 770 ألف يورو من إيطاليا وقلعة شمع تنتظر الترميم

السبت 23 تشرين الأول , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,756 زائر

صور: 770 ألف يورو من إيطاليا وقلعة شمع تنتظر الترميم
 وما يخشاه المسؤولون عن القلعة، التي تعود إلى الحقبة البيزنطية، استمرار الانهيارات المتتالية مع فصل الشتاء من كل عام، متسببة بزيادة كلفة الترميم والتأهيل، التي كانت تكفلت بها الحكومة الايطالية بعيد انتهاء الحرب بتقديم سبعمئة ألف يورو لترميمها، باتت في عهدة «مجلس الإنماء والإعمار».
ويلفت رئيس بلدية شمع عبد القادر صفي الدين إلى أن «القلعة مهددة بالانهيار الكامل إذا لم تتم عملية تسريع إطلاق مشروع ترميمها المقرر منذ أكثر من ثلاث سنوات»، مشيراً إلى «أن الحكومة الإيطالية خصصت في مؤتمر «ستوكهولم» مبلغ سبعمئة وسبعين ألف يورو لترميم القلعة التي دمرت أجزاء كبيرة منها بواسطة الطائرات الاسرائيلية، ورغم انقضاء سنوات عديدة وتحويل الأموال إلى مجلس الإنماء والإعمار لم تبدأ الأعمال». ويؤكد أن «التمويل الحالي المتوفر لا يغطي عملية الترميم إذا استمرت الانهيارات التي تحصل في كل شتاء».
من جهته، يؤكد مسؤول المواقع الأثرية في الجنوب علي بدوي لـ«السفير» أن «مجلس الإنماء والإعمار المكلف بهذا الملف، قد بدأ بتأهيل استشاريين لكي يقوموا بدراسة استراتيجية لترميم القلعة ليصار بعدها إلى تلزيم الأشغال المقررة والتي تشمل رفع الحجارة المتناثرة وترقيمها وإعادة بناء الجدران الرئيسة والقاعات التي دمرت خلال عدوان تموز»، مشيراً إلى أن «تمويل ترميم القلعة من جانب الحكومة الايطالية جاء وفق ملف شامل أعدته وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار». ولفت بدوي إلى أن «القلعة تحتاج إلى جهود وتمويل كبيرين من أجل الحفاظ على قيمتها الأثرية والتاريخية».
وتعتبر القلعة التي تداخلت فيها منازل قرية شمع وعاجلتها المقاتلات الإسرائيلية على أساس أنها امتداد للمقاومة، واحدة من أهم القلاع نظراً لموقعها المطل على بحر صور من جهة والساحل الفلسطيني من جهة ثانية إضافة إلى امتدادها الجغرافي وتحصيناتها وقاعاتها الرحبة وأبراجها العالية. وتكتسب اسمها من اسم «المقام» الموجود داخل أسوارها المعروف بـ«مقام النبي شمع أو شمعون الصفا»، ويرجع بناؤها وتشييدها إلى القرن الثاني عشر أي الحقبة الصليبية، وقد استعادها المماليك في القرن الثالث عشر، وفقدت بعد ذلك أهميتها العسكرية. وفي القرن الثامن عشر صارت من أملاك آل الصغير الذين كانوا يحكمون جبل عامل.
تنقسم القلعة إلى أربعة أقسام رئيسية، وهي الحصن والمقام والمعصرة والقرية. ويحتل الحصن الجزء الشمالي الشرقي ضمن أسوار القلعة، وهو كان مقرا لحاكمها، ويتألف من طبقات، خصص السفلي منها للمخزن والإسطبل، وإلى جانبها معصرة زيتون ونقوش وزخارف على الجدران الداخلية. وكانت الطبقة العليا مسكناً للحاكم. أما المقام الذي قامت بتأهيله وترميمه دولة قطر بعد عدوان تمــوز، فيعتبر أكثر أقــسام القلعة حيوية حيث يزوره آلاف المؤمنين سنوياً مقدمين نذورهم.

Script executed in 0.16501808166504