أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"سوق بنت جبيل " ظاهرة تراثية عمرها مئات السنين

الثلاثاء 26 تشرين الأول , 2010 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 15,957 زائر

"سوق بنت جبيل " ظاهرة تراثية عمرها مئات السنين

وقد أخذت بنت جبيل أهميتها التجارية منذ القديم ، من خلال علاقاتها التجارية بالجوار العربي ، خاصة السوري الفلسطيني ، ومن خلال سوقها الأسبوعي ، التي تعتبر موعداً دائماً لالتقاء عدد كبير من البائعين والشارين ، من مختلف المناطق المجاورة ، المحيطة ، والبعيدةى .
كان التجار يحضرون من المناطق البعيدة ، قبل يوم أو يومين من انعقاد السوق ، ليتسنّى لهم حضورها ، والبيع والشراء ، لأنّ من حضر السوق باع واشترى ، والسوق يبتدىء من الصباح الباكر ، وينتهي عند العصر ، وكانت القوافل التجارية ، المحمّلة بالبضائع والسلع على ظهور البغال والجمال ، تأتي إلى سوق بنت جبيل ، وذلك من معظم أنحاء فلسطين ، وخاصة من شماليها ، ومن غزة والعريش ، ومن حوران ، ويقول السيد محسن الأمين حول هذه السوق ك " هو نظير سوق النبطية ، وهذان السوقان أعظم أسواق جبل عامل وأهمها ، وإذا دخل الداخل إليها ، يسمع ضجيج الأصوات بشكل هائل ، وهما يقامان من مئات السنين ، ولا يدري مبدأهما ، وفي هذا السوق محلات تجارية ، وأكثر تجارته من الحبوب والمواشي .
وكان يقول أحد الذين عمّروا أكثر من مئة سنة ، أن أباه الذي عمّر تسعين عاماً ، كان يعمل تاجراً في سوق الخميس في بنت جبيل . وما يثبت أقدمية هذا السوق ، وامتداده الاقتصادي نحو العريش وغزة ، وحلب ودمشق وحمص وحوران ، والعارق ومدن وقرى الجليل الأعلى في فلسطين ، ومناطق في الأردن وغيرها ، وجود خانات عديدة في بنت جبيل ، وهي على مقربة من السوق ، وما تزال آثار بعضها موجودة حتّى الآن ، إلاّ أنها توقفت كلها عن العمل بسبب الظروف والأوضاع التي حدثت في المنطقة .
ويعتقد أن هذا السوق هو الذي أعطى بنت جبيل أهميتها التجارية على صعيد جبل عامل في الماضي ويعطيها اليوم هذه الأهمية على صعيد المنطقة المحيطة ، إلاّ أنه يمكن القول كذلك ، أن بنت جبيل بموقعها الجغرافي المهم الواقع على الطريق الأساسي الذي كان يوصل لبنان بفلسطين ، قد أعطت هذا السوق أهميته ، فلولا هذا الموقع الوسط الذي كانت تحتله بنت جبيل قبل سنة 1948 ، ولولا سلوك طريق هذه المنطقة ذهاباً وإياباً إلى فلسطين ، لما كان لبنت جبيل ولسوقها هذه الأهمية البارزة
هذا وكان يؤم سوق البلدة منذ القديم كبار تجار الحبوب من حوران وفلسطين ، وكذلك تجار المواشي من حلب وحمص والبقاع وفلسطين ، وتجار السلع من طرابلس وعكا وبيروت ويافا والقدس ، وتجار الخضار والفاكهة من الزبداني ويبرود في سوريا . ففي كل يوم خميس من كل أسبوع ، كان سوق بنت جبيل يغدو ملتقى القوافل التجارية من أنحاء واسعة من المنطقة وجوارها . ويذكر السيد محسن الأمين " أن عملية البيع والشراء كانت ناشطة جداً في سوق بنت جبيل ، والعملة المتداولة هي الليرة الفلسطينية ، بالاضافة إلى اللبنانية التي كان التعامل بها ضعيفاً ، وذلك حتى الأربعينات من هذا القرن . وبعد النكبة ، أصبحت الليرة اللبنانية تأخذ مكان الأولوية في السوق ، إلى أن أصبحت العملة المتداولة الوحيدة بعد سنة 1950 . كما تؤكد مجلة العرفان بلسان الشيخ سليمان ظاهر على أهمية سوق بنت جبيل حيث يذكر " أن هذا السوق هو أكبر الأسواق العاملية ، كما أنه بمثابة البوابة التجارية من ناحية فلسطين ".
ولأن السوق كان المورد الاقتصادي الرئيسي للبلدة فإنه عندما عمدت السلطات اللبنانية إلى إيقاف العمل فيه لعدة أسابيع سنة 1944 بعد حصول حوادث عائلية في البلدة احتج السكان على إغلاق السوق بارسال برقية إلى المسؤولين يطالبون فيها بفتح السوق وتقول جريدة النهار في هذا الصدد : " بنت جبيل التي كابدت ما لم تكابده غيرها في سبيل الوصول إلى هذا العهد ، تستنكر وتحتج على ما نالها من تعطيل الحياة العامة بإغلاق سوقها وموردها الوحيد " .
كان سوق الخميس في بنت جبيل يقام قديما في محلة " الساحة القديمة " أي في المنطقة الواقعة بين ببور الحاج نجيب شرارة جنوباً وحتى الحسينية القديمة امتداداً نحو أول عين الصغيرة وأول طلعة السوق حيث كانت تتواجد معظم المحلات التجارية في بنت جبيل .
ويذكر الشيخ علي الزين نقلاً عن الركيني " أن السوق نقل في سنة 1234 ه سنة 1819 م من عند البلد إلى الشمال " ولا يعني ذلك أن السوق أصبح يقام في الشمال من الساحة في المكان الذي تقام فيه محلات تجارية وانما أصبح يقام في منطقة عراء لا وجود لمحلات أو دكاكين فيها حيث ينقل أصحاب المحلات التجارية بضاعتهم الى السوق ويبسطون بها على الأرض أو على طاولات أو ضمن عرائش تنصب ليلة الخميس لهذه الغاية ويستمر هذا الوضع حتى عصر الخميس حيث يعود التجار ببضاعتهم إلى محلاتهم في الساحة وغيرها .
ولا شك أن الموقع الذي أصبح يقام في السوق بدأ يؤثر تدريجياً على الموقع الأساسي لهذا السوق فمن الناحية الشمالية للبلدة لم يكن يوجد أ بيت أو أي محل تجاري وكانت الأرض الممتدة من السوق الحالي حتى أول طلعة السوق من الشمال ملكاً لأحد ملاكي بنت جبيل وبدأ الأهالي يشترون هذه الأرض تدريجياً ويبنون عليها منازل ودكاكين ولم تمض فترة من الزمن حتى تغيرت ملكية هذه الأرض تماماً ونظراً لازدياد حركة البناء بشكل مضطرد حول منطقة السوق فقد أتت فترة وجد فيها الأهالي أنفسهم مضطرين لنقل السوق نهائياً إلى مكانه الحالي بعد أن أصبح الموقع الجديد مؤاتياً وأكثر جذباً للبائعين والشارين .
يحتل السوق مساحة واسعة من الأرض في المنطقة التي يقع فيها إذ تتراوح مساحته بين 20 و 30 دونماً وكانت تقع بالقرب منه عدة خانات واسعة ومهيأة لاستقبال أعداد وافرة من الخيول وأنواع أخرى من الحيوانات
يمكن ذكر ملاحظة ان بنت جبيل بحكم أهميتها التجارية تحتكر نهار الخميس لانعقاد سوقها بحيث لا ينعقد سوق في هذا اليوم في أي مكان آخر بعكس الأسواق الأخرى التي تنعقد في أيام مماثلة في أماكن متفرقة .
ظل سوق بنت جبيل عامراص بشكل لا مثيل له حتى سنة 1948 حيث أصبحت المنطقة مركز عمليات عسكرية ودخلتها قوات جيش الانقاد ، وقوات عربية أخرى ، عملت على استرجاع ما كان العدو الصهيوني ، وبمساعدة ومباركة انكليزية في ذلك الوقت ، قد سيطر عليه من الأراضي الفلسطينية ، وحتى من الأراضي اللبنانية .
لكن السياسة فعلت فعلها يومها ، والخيانة لعبت دوراً كبيراً ، وسقطت فلسطين ، كل فلسطين بأيدي العصابات اليهودية ، وأقفلت الطرق بين فلسطين المحتلة ولبنان ، وكان لهذا الأمر تأثير سلبي كبير على سوق بنت جبيل ، وغيره من الأسواق الأخرى ، التي كانت تتغذى أساساً من التبادل التجاري بين لبنان وفلسطين .
واستمر الوضع على هذا النحو من التراجع ، حتى أن بعثة ايرفد التي زارت بنت جبيل والمنطقة في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات ، وصفت بنت جبيل بأنها " بلدة نائمة " ، لا تستيقظ إلا في يوم واحد ، هو يوم الخميس ، حيث يعقد السوق فيها ... " .
إن اندلاع الحرب الأهلية في لبنان ، انعكس في البداية ايجاباً على سوق البلدة ، حيث ان معظم نازحي بنت جبيل في بيروت ، وخاصة ضاحيتها الشرقية ( برج حمود ، النبعة ، كمب طراد ، كمب سيس ، الكرنتينا ، تل الزعتر ... ) عادوا إليها ، وضاقت منازل البلدة بالسكان ، ففتحت المدارس والمؤسسات الرسمية أبوابها لاستيعابهم ، وقدّرت الاحصاءات المختلفة ، عدد سكان البلدة آنذاك ، المقيمين منهم ، بخمسة وعشرين ألفاً ، وقد عادت الذاكرة لدى أبناء البلدة ، بأيام انعقاد السوق عندما كانت حدود فلسطين مفتوحة مع لبنان .
استمر هذا الأمر لحوالي سنة واحدة فقط ، حيث حاول العدو الصهيوني محو ذاكرة أهالي بنت جبيل والمنطقة ، فقصف السوق أثناء انعقاده في منتصف النهار ، فسقط عدد من الشهداء والجرحى ، وكان هذا اليوم بمثابة بدء التراجع لسوق بنت جبيل .
لم يكتف العدو بذلك ، فقد عمد سنة 1978 ، خلال اجتياحه الثاني ، إلى إكمال عملية محو الذاكرة الشعبية ، فقصف وهدّم معظم المباني التراثية في السوق وحوله ، وكان يهدف أيضاً من وراء ذلك ‘ إلى إيقاف عجلة الحركة التجارية في البلدة والمنطقة ، وربطهما باقتصاد السوق الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة .
وان استطاع العدو أن يحقق غاياته خلال فترة معينة ، لكنه لم يستطع أن يتابع هذه السياسة ، حيث أن حركة التطبيع لم تسر كما كان يريد ويشتهي ، ورغم الاحتلال ، فقد بقي سوق بنت جبيل عامراً ، حيث ان الحاجة كانت واضحة إليه ، كمركز أساسي لتبادل السلع والبضائع ، في المنطقة الممتدة من منطقة حاصبيا والعرقوب ومرجعيون شرقاً حتى منطقة عيتا الشعب والناقورة غرباً ، وكان تجار بنت جبيل يستوردون بضائعهم من الداخل اللبناني ، عبر بوابات العبور ، مع ما لذلك من معاناة وصعوبات وضرائب وخوّات ، كانت ترتد بالنهاية على المواطنين المستهلكين .
بعد التحرير ، عاد سوق بنت جبيل إلى سابق عهده واهميته ، حيث أصبح الباعة يقصدونه من المناطق اللبنانية كافة ، وكان يلبي حاجات نسبة مهمة من مواطني القضاء ، وبعض مواطني أقضية مرجعيون وحاصبيا وصور ، وبلغ عدد بسطات السوق في تلك الفترة ، أكثر من 250 بسطة ، يباع فيها شتى أنواع السلع والبضائع ، كما تحركت الحركة التجارية في بنت جبيل ، ونشط تجار الجملة في استيراد البضائع من المناطق اللبنانية كافة ، وتوزيعها على بائعي المفرق وعلى غيرهم .
بقي الوضع على هذا النحو حتى عدوان تموز – آب سنة 2006 ، حيث كانت قمة الحقد الصهيوني ، وتركّز القصف البربري الهمجي على الأحياء القديمة في المدينة ، فدمّرت كلها تقريباً ، وكذلك على السوق وما حوله ، فدمّر أيضاً ، وحاول العدو محو كل أثر للحياة الاقتصادية في بنت جبيل ، التي عصت عليه ، فقال عنها أنّها : " المدينة الملعونة " وانها كانت بالفعل لعنة عليه وعلى جيشه المهزوم .
إنه ما أذهل كل المراقبين والصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب ، هو انعقاد السوق في أول يوم خميس بعد انتهاء العمليات الحربية فوراً ، واندحار العدوّ خائباً إلى الأرض المحتلة ، فقد انعقد السوق على الركام والانقاض ، وكان التحدي الكبير والمذهل ، حيث اثبت أبناء المدينة والجوار ، انهم لا ينامون على ضيم ، ولا يتراجعون ، وان لديهم الاصرار والثبات على متابعة مسيرة الحياة ، والعمل والنشاط الدؤوب ، والنهوض من جديد رغم كل ما حدث .
لقد استفاقت بنت جبيل وسوقها التاريخي من هول الجزرة الرهيبة ، والتدمير التعسفي الهمجي ، وبدأت الروح تعود إلى المدينة التي لم تسقط ولم تستسلم ، ولم تسمح للعدو أن يرفع علمه فوق الملعب الذي ألقى منه الأمين العام لحزب الله ، سماحة السيد حسن نصر الله ، خطاب النصر سنة 2000 ، والذي أهدى خلاله النصر إلى كل اللبنانيين والشرفاء ، والذي وصف فيه الكيان الصهيوني بأنه " أوهن من بيت العنكبوت "
لقد تهدمت معظم المؤسسات التجارية في بنت جبيل ، أي حوالي 70/75 % منها وبمبادرة كريمة ومعطاءة من دولة قطر الشقيقة ، تقرر إعادة بناء السوق من جديد ، وبحلة مميزة ، تعيد إلى بنت جبيل رونقها وتاريخيتها .
وبعمل مواز قررت دولة قطر بناء سوق مؤقت في بنت جبيل ، لاستيعاب تجارتها وتجارها ، وتمّ استئجار قطعتي أرض في محلة البركة ، حيث تمّ تركيب 248 محلاً تجارياً ، وبالتنسيق بين المكتب القطري وبلدية بنت جبيل ، ونقابة التجار فيها ، وبلغت تكلفة هذا السوق المؤقت حوالي مليوني وثلاثماية ألف دولار أميركي ، وتمّ تزويد السوق بطرقات معبدة وبنية تحية كاملة ، وموتورات كهرباء ، وغير ذلك من المتطلبات الأخرى ، ويذكرأن السوق أنجز من قبل شركة " فردان تي " ، التي أخذت بالاعتبار متطلبات السوق الأساسية ، حيث بلغت مساحته 5000 متر مربع ، وبلغت مساحة المحل الواحد بين 20 و 30 متراً مربعاً تقريباً ، وتمّ توزيع المحلات على تجار بنت جبيل ، بعد تصنيفها ، وزوّدت محلات اللحوم ببرادات خاصة ، وتمّ كل ذلك على نفقة جمعية "   UNDP   " التي بذلت جهداً حثيثاً ومميزاً لإنجاح مشروع السوق المؤقت . 
لقد انتقل بعض التجار الى السوق المؤقت ، بينما فضّل البعض الآخر الانتقال إلى أحياء أخرى ، أصبحت عامرة بالمحلات التجارية ، وخاصة في المنطقة الممتدة من صف الهوا باتجاه السوق ، ومن منطقة النبيّة باتجاه مطلّ عيثرون ومن منطقة البركة باتجاه يارون .
لكن يمكن القول بشكل عام ، ان انعقاد السوق في محله المؤقت كان ناجحاً ، لكن إشغال السوق المؤقت لم يكن كذلك ، فقد بقيت محلات كثيرة مقفلة ، لأسباب عديدة ، تتحمل مسؤوليتها أكثر من جهة في المدينة .
المهم أن أهالي بنت جبيل والمنطقة ن ودذعوا في أول خميس من بداية شهر تشرين الأول سنة 2008 آخر " سوق خميس " ، يقام في مكانه المعتاد ، تمهيداً للبدء بهدم السوق القديم ، ومن المقرر أن يستمر غياب هذا المشهد سنة ونصف من بدء الأشغال " وكان التجار والقصابون وأصحاب البسطات ، وما تبقى من مجال نجت من الحرب ، بإخلاء محلاتهم تمهيداً لبدء الشركة الملتزمة بهدم المحلات المتبقية ، مع اقتراب المهلة القصوى التي حددتها بلدية بنت جبيل ، للبدء بإعادة إعمار السوق خلال الأسبوع الأول من تشرين الأول ، حيث أكد رئيس البلدية المهندس عفيف بزي ، بأن الموعد هو نهائي ولا يمكن تأجيله أكثر من ذلك ، بعد أن انطلقت جميع ورش الإعمار في البلدة ، باستثناء السوق التجاري ، الذي يعدّ العصب الأساسي للبلدة ، وكان لافتاً أن العجقة الأخيرة للوافدين إلى سوق الخميس ، تزامنت مع ثاني أيام عيد الفطر السعيد ، حيث شهد زحمة كبيرة " 1
لقد أجريت الدراسات والخرائط على بناء السوق الجديد المدمّر ، ويشار إلى " أن أهم ميزات البناء الجديد هي اضافة خدمات صحية للمحلات ، اضافة إلى " متخت " لكل محل ، مع واجهة حجرية وممر مسقوف للمشاة ، مع واجهة من القناطر والعقد ، مما يضفي الطابع التراثي على السوق ، مع امكتنية رصف بعض الساحات والطرقات بالحجر، استناداً إلى خرائط تمّ وضعها من قبل المكتب الفني في بلدية بنت جبيل ، الذي يشرف عليه المهندس نصر شرف الدين ، هذا وسيتم تخصيص طرقات السوق للسير باتجاه واحد، تخفيفاً للزحمة وافساحاً في المجال لركن سيارات الزبائن "  2

 

1- علي الصغير : " آخر سوق خميس " يضرب موعداً جديداً في سنة 2010
جريدة السفير 4/10/2008
2- نفس المرجع ( لم يتم رصف طريق السوق بالحجر ، واستعيض عن ذلك بالتعبيد فقط)
لقد استمر العمل بالسوق الجديد حوالي سنتين ، أي أكثر من الفترة المتفق عليها بستة أشهر تقريباً والأسباب لذلك عديدة معظمها فني .
ثم بوشر بتعبيد طرقات السوق ، وذلك منذ 25 تموز سنة 2010 ، وتمّ ذلك بشكل نهائي في بعد الانتهاء بشكل كامل من بناء السوق ن كان الموعد مع افتتاحه ، وذلك بحضور أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ،وأركان الدولة ، رئيس الجمهورية ، ورئيس مجلس النواب ، ورئيس الحكومة ، وبعض الوزراء والنواب ، حيث ازدانت بنت جبيل ، وخاصة سوقها بالزينة والاعلام اللبنانية والقطرية ، وصور أمير قطر ، واليافطات المرحبة بالزيارة ، والمعترفة بالجميل الكبير لاركان دولة قطر في مبادرتهم الخيّرة .
وفي صباح الحادي والثلاثين من شهر تموز ، وفي يوم السبت ، كان اللقاء في ساحة السوق ، حيث كان احتفال رسمي وجماهيري حاشد ، واستقبل الرؤساء والأمير وزوجته ومرافقوه بحفاوة بالغة ، وعزفت موسيقى النشيدين الوطنيين اللبناني والقطري ، وأزاح الأمير الستار عن اللوحة التذكارية ، وأبى الشيح إلا أن يسير بين الجموع التي كانت تحييه وتحيي زوجته والرؤساء ، واستمر هذا الاستعراض حتى نهاية السوق الذي يضم 122 محلاً تجارياً ،  ومن هناك انتقل الشيخ والرؤساء والمرافقون إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي لافتتاحه ،بعد ترميمه ، ثم تجهيزه من قبل دولة قطر .
لم يتم الانتقال مباشرة إلى السوق بعد افتتاحه ،  وتمّ ذلك نهار الخميس في الثاني من أيلول سنة 2010 ، وذلك بشكل تدريجي ، ارتبط مع تسويات ينفذها أصحاب المحلات مع بلدية بنت جبيل .
لقد عاد السوق بحلته الجديدة ، والى مكانه التقليدي القديم ، وقد ازدادت عدد البسطات فيه، " وقدرت الزيادة بأربعين بسطة ، وترافق ذلك مع بدء تجار السوق باعادة افتتاح محلاتهم، التي باشروا باستلامها من بلدية بنت جبيل " 2 بعد تسوية أوضاعهم .
ويذكر أن عدد البسطات في السوق حسب رئيس البلدية هو بحدود 250 بسطة .

 

1- علي الصغير : " سوق الخميس " يعود الى " السوق " في بنت جبيل السفير السبت 4 أيلول سنة 2010


للمؤرخ الدكتور د. مصطفى بزي

Script executed in 0.19524908065796