فمن هذا العام، سيضطر الناجحون في السنة الأولى إلى إكمال دراستهم في مدينة النبطية أو في بيروت. ستتلاشى تدريجاً المكتسبات التي حصلوا عليها جراء افتتاح فرع للعلوم في بنت جبيل. ويذكر الأهالي أن الفرع أسهم في «تخفيف الأعباء المالية عن كاهلهم، نتيجة إقامة الطلاّب في منازل ذويهم»، كما تقول مريم سعد والدة أحد الطلاب. وفي السياق نفسه، تشير سعد إلى أن الأهالي وُعدوا بعكس ذلك في العام فائت، ووُعدوا باستحداث مبنى للجامعة، يكون مستقلاً عن مدرسة سعد الابتدائية الرسمية. لكن المشكلات لم تحل دون زيادة عدد الطلاب. نسبة المسجلين في ارتفاع، وخصوصاً بعدما افتتحت شعب خاصة باللغة الإنكليزية هذا العام. هكذا، تجاوز عدد طلاب الفرع 100 طالب، أي ما يعادل ضعف عدد الطلاّب المسجّلين في العام الماضي. وترى مديرة الفرع، ريما عون، أن سبب هذه الزيادة عائد إلى «تدريس معظم ثانويات المنطقة موادها باللّغة الإنكليزية، إضافة إلى نسبة النجاح العالية التي حقّقها الفرع الجديد في سنته الأولى». وإلى ذلك، أشارت عون إلى أن أحد الطلاّب الناجحين استطاع الفوز في مباراة القبول في كلية الطبّ، ما شجع الطلاب على «الثقة بقدرة الفرع».
وتعقّب الطالبة زينب حجازي على الموضوع، فتوضح أن «نسبة النجاح العالية ناجمة عن قلّة عدد الطلاّب المسجّلين نسبة إلى فروع الجامعة الأخرى في المدن، وهذا من شأنه توفير التواصل المباشر مع الأساتذة، وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية». لكن حجازي، التي تقطن في بلدة قبريخا، تشكو عدم توافر النقل العام الذي يسهّل عملية انتقال الطلاب إلى بنت جبيل. إذا كانت هذه هي الحال بين قبريخا وبنت جبيل، فكيف تكون إذاً مع بيروت؟
ترى عون أن عدم افتتاح شعب للسنة الثانية يعود إلى أن إدارة الجامعة اللبنانية تفضّل افتتاح السنة الثانية في جميع فروع المناطق في وقتٍ واحد، متحدثة عن نقص في التجهيزات اللاّزمة، مشيرةً إلى أن «بلدية بنت جبيل تعمل على تجهيز المبنى الحالي بالمختبرات المطلوبة، وتبرعت كذلك بقطعة أرض لكي يُبنى علىها مبنى مستقلّ للجامعة».