صيدا:
كانت صيدا على موعد مع التحرك الشعبي الاحتجاجي الأول ضد الغلاء وضد سياسية الحكومة الاقتصادية والمعيشية الذي نظّم في المدينة أمس. وعلى الرغم من حدة الانقسام في صيدا وتغلغل السياسة إلى كل الملفات، بما فيها الملفان الاقتصادي والاجتماعي، وبعد كل حالات التمذهب والضغوطات التي مورست والبيانات التي وزعت في المدينة، وحملت تواقيع مختلــفة طالت القوى المنظمة للتحرك الاحتجــاجي، تحول الاعتصام الجماهيري ضد الغلاء، والذي دعت إليه «لجنة التحرك الشعبي في صيدا» إلى صرخة منددة بسياسات الحكومة، وغصّت ساحة النجمة بمئات المواطنين والعمال والنقابيين الذين توافدوا من أحياء صيدا رافعين لافتات تعبر عن أهداف التحرك.
وعلت أصوات الحشود «بدنا نحطكن بالصورة يا حريري وسنيورة، شعبنا شعب فقير ومش قادر عالفاتورة»، و«خبز وبندورة وبنزين انحرموا منو المساكين، والحريري بيختو قاعد عم بيعد ملايين».
ونجحت صيدا أمس كذلك، في الامتحان الشعبي الأول، فتجلى الاعتصام بالتعبير الحضاري والسلمي عن وجع وآلام الأهالي الذين هتفوا بأعلى الحناجر «يا حكومة حرامية على السرقة مبنية.. فتحوها دكانة وقالوا اسمها حكومة». آباء وأمهات مع أطفالهم خرجوا من بيوتهم، سلاحهم صرخة ضد التجويع غير عابئين بكل الشائعات التي سبقت ورافقت الاعتصام وتحدثت عن أعمال شغب ومشاغبين.
واستهل الاعتصام بصرخة للطفلة زينب الصوص، التي قالت: «أنا زينب بنت عائلة بسيطة من ستة أفراد. بابا عم يشتغل ليعيشنا بكرامة. ما جيت على الاعتصام لاشحد، بس طلبي نعيش مرتاحين، نحصل على قرش بهالحياة، الغذاء، الصحة والمستشفيات. ما قادرين نجيب خضرا وفاكهة ولحمة، جايين نطالب بأبسط حقوقنا». تلتها مرفت البابا، باسم ربات المنازل: «أتينا إلى الاعتصام لمناشدة الحكومة اللبنانية بأن تصحو من غفلتها، وأن ترى الشعب الجائع. فالمواطن لا يستطيع دفع أقســاط المدارس ولا الأكل والشراب. نريد منهــم أن ينزلوا لقد تعبنا منهم، ليتــنازلوا عن كراســيهم ويعطـوها لغيرهم».
وقالت جميلة قشور، ممثلة الشباب: «يا شعبي انهض وناضل لقمة العيش لا تعرف متاريس الطوائف والمناطق والاتجاهات السياسية، لقمة العيش لا تعرف سوى أن على الانسان أن يعيش بكرامة فوق تراب الوطن».
وألقى عاطف الإبريق كلمة «اللجنة التحضــيرية» معتبراً أن «صيدا ليســت للبـيع، لدينا نفوس فيها كرامة وكرامتنــا ليست للبيع، كرامتنا تقــول ان الآلاف في الشوارع لا ترضــى بالــذل والهوان. نحن لسنا للبيع يا أصحاب القصور». ورأى أن «الأزمة الاقتصادية ليست بخطأ تكتيكي، بل هي سياسة مقصودة لهزيمة المواطن».
وفي كلمته، أكد رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد على «دعــم أي تحرك شعبي نقابي حرفي يطالــب بحقوق الناس، وهذا موقف ثابت لنا مهــما كلف الأمر، وأن أي تحرك مطلــبي هــو أولــوية بالنسبة لنا». وخاطب المعتــصمين قائــلاً «أنتــم طلائع التغيير الاجتماعي في هذا البلد، هرعتم إلى الساحة التي شهدت استشهاد المناضل معروف سعد دفاعاً عن لقمة عيش الفقراء». واعتبر أن الاعتصام «دفاع عن كرامة أهلنا ولقمة عيشهم تماماً كما دافع ويدافع المقاومون من أجل حمــاية لبنان من التهديدات والأطماع الإسرائيلية».
وشدد سعد على أن الاعتصام «مقدمة لتحركات لاحقة ستشهدها الساحات هنا في صيدا، وفي غيرها من المناطق، من أجل أن نقول لحكام لبنان إن هذا الشعب حي، وأنه لا يمكن أن يفرط بحقوقه مهما طال الزمن ومهما طغى الظلم». ووعد سعد بمزيد «من التحركات والاحتجاجات، ومزيد من الضغط على حكام لبنان سارقي الاحلام والآمال ولقمة العيش، ومزيد من المواجهة السلمية الديموقراطية حتى نصل الى تحقيق كامل أهداف شعبنا».
كما أصدرت «لجنة التحرك الشعبي» بيانا مساء أمس، شكرت فيه المواطنين في صيدا «على تلبيتهم بكثافة دعوتها للاعتصام الجماهيري وكانوا بالآلاف احتجاجا على ارتفاع الاسعار والغلاء ورفضا للجوع. وثمنت اللجنة «الصرخة المدوية المنددة بسياسات الافقار والاذلال»، التي «لم يستطع حيتان المال، وأصحاب النفوذ السلطوي والنفوس المريضة، التقليل من أهميتها بعدما حاولوا تعطيل الاعتصام عبر بثهم أضاليل وأكاذيب، والحديث عن فوضى وإشكالات أمنية ستصاحب الاعتصام. تلك الأضاليل والافتراءات أقل ما يقال فيها إنها أساليب دنيئة وغير أخلاقية. والرد عليها جاء سريعا، وتمثل في الحــضور الكثيف للمواطنين إلى ساحة الاعتصام».
وخلص البيان إلى اعتبار «ان ما شهدته صيدا اليوم من رفع الصوت عالياً في وجه مصاصي دماء الشعب، يضع اللجنة، كما يضع القوى الاجتماعية الحية في المدينة، أمام مسؤولية كبيرة لحماية هذه الاندفاعة الشعبية وتطويرها على طريق إعادة الاعتبار للملف الاجتماعي المطلبي الذي يهم كل الناس».
كانت صيدا على موعد مع التحرك الشعبي الاحتجاجي الأول ضد الغلاء وضد سياسية الحكومة الاقتصادية والمعيشية الذي نظّم في المدينة أمس. وعلى الرغم من حدة الانقسام في صيدا وتغلغل السياسة إلى كل الملفات، بما فيها الملفان الاقتصادي والاجتماعي، وبعد كل حالات التمذهب والضغوطات التي مورست والبيانات التي وزعت في المدينة، وحملت تواقيع مختلــفة طالت القوى المنظمة للتحرك الاحتجــاجي، تحول الاعتصام الجماهيري ضد الغلاء، والذي دعت إليه «لجنة التحرك الشعبي في صيدا» إلى صرخة منددة بسياسات الحكومة، وغصّت ساحة النجمة بمئات المواطنين والعمال والنقابيين الذين توافدوا من أحياء صيدا رافعين لافتات تعبر عن أهداف التحرك.
وعلت أصوات الحشود «بدنا نحطكن بالصورة يا حريري وسنيورة، شعبنا شعب فقير ومش قادر عالفاتورة»، و«خبز وبندورة وبنزين انحرموا منو المساكين، والحريري بيختو قاعد عم بيعد ملايين».
ونجحت صيدا أمس كذلك، في الامتحان الشعبي الأول، فتجلى الاعتصام بالتعبير الحضاري والسلمي عن وجع وآلام الأهالي الذين هتفوا بأعلى الحناجر «يا حكومة حرامية على السرقة مبنية.. فتحوها دكانة وقالوا اسمها حكومة». آباء وأمهات مع أطفالهم خرجوا من بيوتهم، سلاحهم صرخة ضد التجويع غير عابئين بكل الشائعات التي سبقت ورافقت الاعتصام وتحدثت عن أعمال شغب ومشاغبين.
واستهل الاعتصام بصرخة للطفلة زينب الصوص، التي قالت: «أنا زينب بنت عائلة بسيطة من ستة أفراد. بابا عم يشتغل ليعيشنا بكرامة. ما جيت على الاعتصام لاشحد، بس طلبي نعيش مرتاحين، نحصل على قرش بهالحياة، الغذاء، الصحة والمستشفيات. ما قادرين نجيب خضرا وفاكهة ولحمة، جايين نطالب بأبسط حقوقنا». تلتها مرفت البابا، باسم ربات المنازل: «أتينا إلى الاعتصام لمناشدة الحكومة اللبنانية بأن تصحو من غفلتها، وأن ترى الشعب الجائع. فالمواطن لا يستطيع دفع أقســاط المدارس ولا الأكل والشراب. نريد منهــم أن ينزلوا لقد تعبنا منهم، ليتــنازلوا عن كراســيهم ويعطـوها لغيرهم».
وقالت جميلة قشور، ممثلة الشباب: «يا شعبي انهض وناضل لقمة العيش لا تعرف متاريس الطوائف والمناطق والاتجاهات السياسية، لقمة العيش لا تعرف سوى أن على الانسان أن يعيش بكرامة فوق تراب الوطن».
وألقى عاطف الإبريق كلمة «اللجنة التحضــيرية» معتبراً أن «صيدا ليســت للبـيع، لدينا نفوس فيها كرامة وكرامتنــا ليست للبيع، كرامتنا تقــول ان الآلاف في الشوارع لا ترضــى بالــذل والهوان. نحن لسنا للبيع يا أصحاب القصور». ورأى أن «الأزمة الاقتصادية ليست بخطأ تكتيكي، بل هي سياسة مقصودة لهزيمة المواطن».
وفي كلمته، أكد رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد على «دعــم أي تحرك شعبي نقابي حرفي يطالــب بحقوق الناس، وهذا موقف ثابت لنا مهــما كلف الأمر، وأن أي تحرك مطلــبي هــو أولــوية بالنسبة لنا». وخاطب المعتــصمين قائــلاً «أنتــم طلائع التغيير الاجتماعي في هذا البلد، هرعتم إلى الساحة التي شهدت استشهاد المناضل معروف سعد دفاعاً عن لقمة عيش الفقراء». واعتبر أن الاعتصام «دفاع عن كرامة أهلنا ولقمة عيشهم تماماً كما دافع ويدافع المقاومون من أجل حمــاية لبنان من التهديدات والأطماع الإسرائيلية».
وشدد سعد على أن الاعتصام «مقدمة لتحركات لاحقة ستشهدها الساحات هنا في صيدا، وفي غيرها من المناطق، من أجل أن نقول لحكام لبنان إن هذا الشعب حي، وأنه لا يمكن أن يفرط بحقوقه مهما طال الزمن ومهما طغى الظلم». ووعد سعد بمزيد «من التحركات والاحتجاجات، ومزيد من الضغط على حكام لبنان سارقي الاحلام والآمال ولقمة العيش، ومزيد من المواجهة السلمية الديموقراطية حتى نصل الى تحقيق كامل أهداف شعبنا».
كما أصدرت «لجنة التحرك الشعبي» بيانا مساء أمس، شكرت فيه المواطنين في صيدا «على تلبيتهم بكثافة دعوتها للاعتصام الجماهيري وكانوا بالآلاف احتجاجا على ارتفاع الاسعار والغلاء ورفضا للجوع. وثمنت اللجنة «الصرخة المدوية المنددة بسياسات الافقار والاذلال»، التي «لم يستطع حيتان المال، وأصحاب النفوذ السلطوي والنفوس المريضة، التقليل من أهميتها بعدما حاولوا تعطيل الاعتصام عبر بثهم أضاليل وأكاذيب، والحديث عن فوضى وإشكالات أمنية ستصاحب الاعتصام. تلك الأضاليل والافتراءات أقل ما يقال فيها إنها أساليب دنيئة وغير أخلاقية. والرد عليها جاء سريعا، وتمثل في الحــضور الكثيف للمواطنين إلى ساحة الاعتصام».
وخلص البيان إلى اعتبار «ان ما شهدته صيدا اليوم من رفع الصوت عالياً في وجه مصاصي دماء الشعب، يضع اللجنة، كما يضع القوى الاجتماعية الحية في المدينة، أمام مسؤولية كبيرة لحماية هذه الاندفاعة الشعبية وتطويرها على طريق إعادة الاعتبار للملف الاجتماعي المطلبي الذي يهم كل الناس».