وكان سوق الخميس قد نُقل إلى السوق المؤقّت الذي شيّدته الحكومة القطرية، قرب «ساحة البركة»، بعد حرب تموز التي دمرت السوق القديم.
عودة السوق أعادت إلى كبار السنّ في بنت جبيل ذكرى السنوات الخوالي حين كان التجّار يسارعون إلى المدينة قبل حلول موعد «سوق الخميس» بيوم أو يومين، بواسطة الجمال والحمير المحمّلة بالبضائع من فلسطين وسوريا وعدد من المناطق اللبنانية الأخرى. وفي السياق، يقول المؤرّخ مصطفى بزي لـ«الأخبار»: «كان التجار يحضرون من المناطق البعيدة، قبل افتتاح السوق، ليتسنّى لهم حضوره، والبيع والشراء، فمن حضر السوق باع واشترى، والسوق يبدأ من الصباح الباكر، وينتهي عند العصر». ويلفت إلى أنّ القوافل التجارية، المحمّلة بالبضائع والسلع كانت تأتي على ظهور البغال والجمال، إلى سوق بنت جبيل، وذلك من معظم أنحاء فلسطين، وخصوصاً من الشمال وغزة والعريش، ومن حوران».
وبعد التحرير، عاد سوق بنت جبيل إلى سابق عهده وأهميته، حيث أصبح الباعة يقصدونه من المناطق اللبنانية كلها، إلى أن دمّر في حرب تموز، «لكنه اليوم عاد أفضل مما كان»، على حد تعبير بزي. أما تاجر الخضرة في السوق، محمد جمعة فيتحدث عن عودة الحياة إلى المدينة ليل الأربعاء، فما إن يحل الظلام حتى يزداد عدد الزبائن الذين بات يستهويهم الخروج ليلاً طمعاً بالكزدورة أولاً ولشراء حاجاتهم من الخضرة قبل زحمة سوق الخميس ثانياً، وذلك بسبب صعوبة الدخول بسياراتهم يوم السوق، لإحضار مشترياتهم الكثيرة. وهذا يسهم في زيادة الحركة التجارية وخصوصاً بالنسبة إلى أبناء بنت جبيل وتجّارها. وتلفت رنا اسماعيل من بلدة برعشيت إلى أن «أسعار الخضرة في سوق الأربعاء أقل من أسعار الخميس الذي تكثر فيه الزبائن، ما يسهم في ارتفاع الأسعار، حتى أنّ معظم تجار الخضرة الرئيسيين أصبحوا يبيعون كل ما لديهم من خضرة قبل طلوع فجر الخميس». أحد التجار يشكو من عدم توفير الإنارة البديلة من كهرباء الدولة، فإذا انقطعت، يعم الظلام في أنحاء السوق. أما «الموتورات» التي وفرها البعض فلا تغطي المساحة كلها.