أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بعد تدخّل«سياسي» لمنع احتفالهم بيوم الشهيد

الخميس 11 تشرين الثاني , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,357 زائر

  بعد تدخّل«سياسي» لمنع احتفالهم بيوم الشهيد

«من أين أدخل الجامعة؟ هل أدخلها من باب الكيدية المذهبية؟ أو أدخلها من الباب الذي يصبح فيه تكريم شهداء الوطن الذين قدموا دماءهم قرابين ليحيا الوطن ممنوعاً عليّ؟ ولاسيما أن معظم الشهداء هم من طلاب الجامعة اللبنانية أو خريجيها»، بهذه العبارة تعلّق فاطمة، الطالبة في كلية الصحة في الجامعة اللبنانية الفرع الخامس في صيدا، عمّا جرى في حرم الكلية صبيحة يوم أمس الأربعاء. بعدما علّقت إدارة الكلية الدروس، وأقفلت الأبواب في وجه طلابها، وحاولت منعهم من إقامة حفل تدشين حديقة داخل حرم الجامعة، نظمه مجلس فرع الطلاب لمناسبة يوم الشهيد، تحت مبرر عدم حصوله على الموافقة المطلوبة. علماً أن مجلس فرع الطلاب كان قد أرسل إلى إدارة الكليّة كتاباً يتضمن طلباً لإقامة هذا النشاط ونال الموافقة.
لكن، وحسب أوساط المنظمّين وعدد من الطلاب، فإن إلغاء ترخيص النشاط قبل يوم واحد من موعده، لم يكن ليحصل، لو لم يُبلّغ مدير الكلية حسين العاكوم قراراً يقضي بضرورة إلغاء النشاط، من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في تيار المستقبل وفريق الرابع عشر من آذار في مدينة صيدا، إنطلاقاً من اعتبارات سياسية بحتة، لتتعداها إلى اعتبارات مذهبية تريد هذه القوى من خلالها، تحويل هذا الصرح التربوي إلى حصن يرضخ لأوامر ذلك اللون السياسي.
وتساءل الطلاب: «هل ممنوع علينا الاحتفاء بيوم الشهيد الذي لم يبخل يوماً على وطنه؟ وهل ممنوع على الطلاب الذين نزفت دماؤهم تحت راية مقاومة العدو الصهيوني، ولاسيما أن للجامعة اللبنانية، وتحديداً الفرع الخامس، رصيداً في سجل الخالدين من شهداء حرب تموز 2006، لا بل هناك بعض الجرحى الذين يكملون دراستهم حتى هذه اللحظة».
واضاف الطلاب: «إذا لم يحتفل الطلاب بيوم الشهيد، فبأي يوم يحق لهم أن يحتفلوا، في إشارة إلى تعليل مدير الكلية الدكتور حسين العاكوم رفضه المتأخر جداً لإقامة هذا النشاط، وتعليق الدراسة في كلية الصحة في اليوم المقرر لتدشين الحديقة «.
بيانات
وكان مدير الكلية الدكتور حسين العاكوم قد أصدر بياناً حول قرار تعليق الدروس قال فيه: «لقد اتخذت ادارة الكلية قراراً بإغلاق الكلية، وتعليق الدروس فيها، رفضاً منها لإقامة الاحتفال دون موافقة الإدارة، والإصرار على إقامته بما يخالف التعاميم الصادرة عن رئيس الجامعة، بعدما كنّا قد وضعنا رئيسها الدكتور زهير شكر في جوّ ما حصل في الكلية».
في المقابل، أصدرت التعبئة التربوية في حزب الله بياناً توضيحياً، ردّت فيه على العاكوم، قائلة: «لمناسبة يوم الشهيد، تقدّم مجلس طلاب الفرع في كلية الصحة العامة، من إدارة الكلية، بطلب إجراء احتفال للمناسبة، يتخلله افتتاح حديقة فيها، وقد وافقت الادارة على إقامة النشاط، وباشر الطلاب العمل في الحديقة من تأهيل وتشجير. وقبيل الاحتفال بيوم اي بتاريخ الثلاثاء 9 تشرين الثاني الجاري، اتصل المدير بمجلس طلاب الفرع طالباً منهم إلغاء الاحتفال، متذرعاً بضغوطات خارجية، غير إن طلاب الكلية أصرّوا على إجراء الاحتفال كما كان مقرراً، وفي الوقت ذاته، رفضاً لأية تدخلات خارجية في قرار الكلية، وقد فوجىء الطلاب بقرار المدير بوقف الدروس، والطلب منهم مغادرة الكلية الى منازلهم. لذلك، يهمّ المجلس أن يوضح أن لا مشكلة بتاتاً بين طلاب الكلية، ويؤكد رفضه التدخلات الخارجية في قرار الكلية التي احرجت الادارة، وفوّتت يوماً دراسياُ على الطلاب».
الاحتفال
وعلى الرغم من البلبلة المقصودة، وقرار المنع وتعليق الدراسة، وإقفال أبواب الكلية، والاتصالات الحزبية التي قام بها فريق الرابع عشر آذار بالطلاب، وحثّهم على مغادرة حرم الجامعة، فقد أصر مجلس فرع الطلاب على موقفه، وإقامة الاحتفال دون اي تعديل في برنامجه، وقد شارك فيه حشد غفير من الطلاب من دون حضور اي فرد من الهيئتين الادارية أو التعليمية. الاحتفال أقيم في باحة الكلية الداخلية، ورفعت لافتة كبيرة كتب عليها «الشهادة في سبيل الله شرف ليس فوقه شرف»، بينما حمل بعض الطلاب ملصقاً عن يوم الشهيد وشعاره «شهداؤنا سر انتصارنا»، فيما ردّد البعض الآخر هتافات «دماؤنا تزهر نصراً» وذلك على وقع الاناشيد الجهادية الحماسية.
وبعد كلمة لمجلس فرع الطلاب، ألقى مسؤول منطقة صيدا في حزب الله الشيخ زيد ضاهر كلمة أثنى فيها على دور الشهداء في «تفجير» المقاومة، وفي مقدمتهم الشهيد أحمد قصير، اول الاستشهاديين، مؤكداً أنه لولا المقاومة لكان كثير من اللبنانيين يتحدثون اليوم «العبرية»، معتبراً أن المقاومة رمز قوة لبنان ومنعته، وأن زمن الانتصارات آتٍ بعدما ولّى زمن الهزائم.
 

Script executed in 0.20068502426147