فقد مُنع هؤلاء من أداء أي مظهر من مظاهر الترحيب برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي زار المقر لتفقّد جنود بلاده. لا بل إن مستوى «الزعل» في الشعيتية تضاعف بعد أن وصل إلى بلدتهم وغادرها براً من دون علمهم المسبق وبهدوء وتكتم تامّين لدواع أمنية. أما هم فقد قصدوا أول من أمس، وفي مقدمهم رئيس البلدية محمد مسلماني، قائد الكتيبة للتشاور معه في إمكان تنظيم استقبال شعبي حاشد. وقد أراد الأهالي شكر أردوغان «على الدعم التركي لقضايا الجنوبيين». إلا أن القائد تمنّى عليهم، بحسب مسلماني، «ألا يتكبّدوا عناء الأمر، لأن أردوغان سيقوم بزيارة قصيرة وخاصة جداً، وسيصل ويغادر عبر مروحية». لذا، لم توجه الكتيبة الدعوة إلى أيّ من فعاليات المنطقة، للمشاركة في استقبال أردوغان، علماً بأن الرجل كان قد زار المكان ذاته قبل أقل من عامين، ممارساً السيناريو نفسه.
سمع الشعيتيون كلام القائد التركي وامتثلوا لتمنياته، فلم يرفعوا لافتة أو صورة، ولم ينتظروا وصوله، بل تابعوا أعمالهم كالمعتاد، حتى إنهم لم يشعروا بحدوث الزيارة التي بدأت عند الثالثة من بعد ظهر أمس واستمرت نحو ساعة وربع، تخللها غداء مع قيادة الكتيبة وجنودها ولقاء سريع بقائد قوات اليونيفيل الجنرال البرتو اسارتا الذي وصل عبر مروحية أممية. وحدهم الزملاء المصوّرون والصحافيون انتظروا طويلاً وصول الضيف، لكن على سطح منزل مجاور للمقر بعد أن مُنعوا منعاً باتاً من الدخول أو حتى الاقتراب لتغطية الحدث.
ولذلك، لم يلتق أردوغان، خلال مسيرته البرية من منطقة صور وإلىها، بمظاهر احتفالية بقدومه على جانبي الطريق. بل اقتصر الأمر على أعداد من جنود الجيش اللبناني وآلياته وقوى الأمن الداخلي الذين انتشروا على طول الطريق التي سلكها آتياً من مدينة صيدا وعائداً إليها.