لم يأت رفض طلاب «المهني» من فراغ، فهؤلاء باتوا مجبرين على البقاء ساعة إضافية في غرف صفوفهم، مع ما يترتب على ذلك البقاء من «تضاؤل الساعات الباقية لنا للدراسة في منازلنا، خصوصاً أننا نأتي من مناطق بعيدة»، تقول طالبة الامتياز الفنّي، التي رفضت الكشف عن اسمها خوفاً. وتوضح الشابة أن «معظم الطلاب هم من خارج بنت جبيل، ويأتون في باصات تقلّهم مع طلاب المدارس الأخرى، وبهذا القرار أصبح لزاماً علينا أن نبحث عن سيارات أخرى لأن دوام المدارس أصبح مختلفاً عن دوامنا». مجحف القرار. هكذا يرونه الطلاب، لكن ثمة ما هو أكثر إجحافاً وهو «أن يقدم الوزير على إصدار قراره بنصّ العام الدراسي»، تقول الطالبة هدى أيوب. تتمنى الشابة لو «أنه أصدره قبل البدء، لكنا تدبرنا أمورنا، فنحن الآن مضطرون إلى الاستيقاظ فجراً كي نستعد للذهاب إلى مدارسنا». تحتسب أيوب عدد الساعات التي تمضيها على الطرقات كي تصل إلى مدرستها، وهي الآتية من قرية نائية، فتقول: «أحتاج إلى ساعة أو أكثر كي أصل إلى مدرستي، والآن مع زيادة عدد الحصص بمعدل ساعة، بتّ أصل إلى منزلي عند مغيب الشمس». تسأل الطالبة الوزير بغضب «متى علينا متابعة واجباتنا المدرسية؟». وإن كانت أيوب قد تحمّلت القرار ولو على مضض، إلا أن زملاء لها تركوا المدرسة عندما علموا بصدور القرار، ومنهم رانية، التي فضّلت البقاء في المنزل الذي يبعد أكثر من 20 كلم عن مكان المدرسة. تقول أيوب إن زميلتها «تساعد الآن أهلها في الزراعة».
ولئن كانت إدارة المدرسة قد قررت خفض 10 دقائق من وقت الفرصة اليومية كي يتمكّن الطلاب من الوصول باكراً إلى منازلهم، إلا أنه ليس كافياً. وفي هذا الإطار، يشير أحد طلاب العلوم الفندقية إلى أن «قرار الخفض لا يمكن أن يغير شيئاً، فقد زادت ساعة، وقد يؤدي ذلك بالطلاب الذين يقطنون في أماكن بعيدة لا تتوافر فيها وسائل النقل إلى تراجع مستواهم الأكاديمي أو حتى الرسوب». ويسأل الطالب «لماذا لا تؤمّن الوزارة وسائل نقل للطلاب الآتين من مناطق لا تتوفر فيها وسائل النقل العام؟ وهل يعرف الوزير مدى المشقّة التي يتكبّدها الطلاب للوصول الى المدرسة المهنية في بنت جبيل؟». ويبرر الطالب سبب مطلبه هذا بأن «أهلنا المزارعين والفقراء ليسوا قادرين على استئجار سيارات خاصة لنا لنقلنا إلى المدرسة».