أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عودة «الجمهور الضال» إلى كامل الأسعد

الثلاثاء 30 تشرين الثاني , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,658 زائر

عودة «الجمهور الضال» إلى كامل الأسعد

 وفي الخلاصة، سيتوصلون إلى إعلان قرارهم الانسحاب من التيّار بعد عرض الأسباب من جهة، وعودتهم إلى صفوف الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي أسسه والد الأسعد الرئيس الراحل كامل الأسعد قبل ثلاثين عاماً، من جهة أخرى.
بالنسبة إلى أحد قادة المنشقين، أمين السر السابق لمنطقة صور في التيار علي عيد، فإن القرار «متخذ منذ نحو تسعة أشهر، ولا سيما بعد الانتخابات النيابيّة الأخيرة التي مُني فيها الأسعد وتيّاره بالخسارة في الجنوب». وإذا كان القرار حديثاً، فإن الخلاف داخل التيار مزمن، وخاصة بعدما «غالى رئيسه في انتقاد المقاومة ومطالبته بنزع سلاحها وطرحه مواقف نافرة بالمقارنة مع المحيط الجنوبي، فضلاً عن تبنّيه لمشروع مشبوه أراد أن يمرره بالمال الخارجي»، يضيف عيد. وفي هذا الإطار، يشير عدد من المنشقين إلى أن الأسعد تلقّى عشرات الملايين من الدولارات من دول عربيّة وغربيّة بهدف مواجهة حزب الله.
حتى الآن، بحسب عيد، فقد حزم نحو مئتي منتسب إلى التيار في صور من أصل ستمئة أمتعتهم لتركه، فيما انسحب 300 منتسب من منطقة النبطية من أصل 700. أمّا في منطقة مرجعيون، فلا يزال صامداً في إطار التيار خمسون منتسباً من أصل 300. وفي بلدات بنت جبيل، بقي مئة منتسب وانسحب مئة آخرون. ويظن عيد أن المؤتمر المقرر «سيؤثر في من لم يتخذ قراره بعد بالانسحاب، باستثناء أولئك الذين لا يتركون الأسعد طمعاً بالمعاش الشهري والسيارة التي يوفرها لهم»، وخصوصاً أن الأسعد لا يزال يملك بعض الأموال.

يقول المنشقّون إن سبب ابتعادهم عن التيار هو موقف أحمد الأسعد من المقاومة

واللافت أن المنشقين قد حجزوا أمكنتهم البديلة في حزب الراحل كامل الأسعد، حتى قبل إشهار انشقاقهم رسمياً. ويرى عيد أن انضمامهم إلى الحزب الديموقراطي الاشتراكي هو «نوع من التكفير عن الخطأ الذي ارتكبوه بمماشاة الابن في طروحاته الخاطئة»، مبرراً وقوعهم في الخطأ ذاته بأنه عائد إلى «غياب حضور الأسعد الأب سياسيّاً وصحيّاً». حينها، احتاج مناصروه إلى البديل «الذي ظنّوه ابنه الذي سيكمل نهج والده، وخصوصاً في معارضة الإقطاع السياسي في الجنوب، لكن مع التمسّك بالمقاومة، دون علمنا بالخلاف بينهما»، يقول عيد.
ورغم أن الخطوة التي تتزامن مع استعار الهجوم على المقاومة تلاقي ترحيباً في الجنوب من الكثيرين ممن امتعضوا من المشروع الذي طرحه أحمد الأسعد في مقابل موقف والده الحاسم بالنسبة إلى التمسك بالمقاومة، إلى درجة جزمه بُعيد عدوان تموز برفض «تسليم سلاح المقاومة حتى لو لم تحتل إسرائيل أرضنا»، إلا أن «الحركة التصحيحيّة» لن يسلم أصحابها من الانتقادات لأسباب عدة برأي الكثيرين، منها أنهم «تأخروا في الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه، برغم أن كامل الأسعد كان قد أعلن منذ أكثر من سبعة عشر عاماً أنه لا يتحمّل مواقف ابنه بل يرفضها، وصولاً إلى لجوئه إلى التبرّؤ من عمله السياسي قبل عامين، إثر الجولة الأميركيّة التي قام بها». سبب آخر لتشكيك البعض في غايات المنشقين وهو قطع أحمد الأسعد حنفية المال عن مناصريه بعد صدمته من نتائج الانتخابات النيابية، والتي طلب إثرها إعداد استطلاع رأي شعبي عن أسباب خسارته فيها.
إلا أن كل ذلك لا يثني عيد ورفاقه عن خطوتهم التي «هزّها» وفاة الرئيس الأسعد قبل خمسة أشهر. لكن إلى أين هم ذاهبون؟
يعبّر قيادي في الحزب الديموقراطي الاشتراكي عن ترحيبه بالمنشقين للانضمام إلى صفوفه تحت شعار «عودة الفرع إلى الأصل». فالعائدون كانوا إما قياديين في الحزب وإما منتسبين إليه، قبل التحاقهم بالأسعد الابن، من دون أن يستقيلوا أو ينشقوا صراحة. ويشدّد على أن الأسعد الأب فضّل أن «يعتكف في السنوات الأخيرة بعد مصادرة الإرادة السياسية وتحكّم المال في السياسة». لكنه في المقابل كان يرفض رفضاً قاطعاً منطق التوريث السياسي، مكرراً مقولة «مش بالضرورة ابن السياسي يصبح سياسياً، وخصوصاً إذا لم يثبت جدارته».
من هنا، فإن وفاة المؤسس لم تنه الحزب، بحسب بعض مناصريه، بل أحدثت دفعاً لإعادة تفعيل دوره جنوباً وفي مختلف المناطق، من دون أن يرث رئاسته أسعدي آخر. فاللجنة المركزية تستعد للمّ الصفوف وشحذ الهمم قبل نهاية العام لانتخاب هيئة قيادية لتيار ينتظر مناصروه التاريخيون «أن يحيا من جديد، ليضفي حراكاً إضافياً على القالب السياسي الجنوبي، ولا يقتصر وجوده على الاستحقاقات الانتخابية»، يقول عيد.


Script executed in 0.19574594497681