أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بين أمواج الساحل وثلوج الجبال: خسائر مادية كبيرة حملتها العاصفة.. مع آمال للمزارعين

الإثنين 13 كانون الأول , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,525 زائر

بين أمواج الساحل وثلوج الجبال: خسائر مادية كبيرة حملتها العاصفة.. مع آمال للمزارعين

 أحدثت العديد من الأضرار وبالتحديد في المزروعات والأشجار التي لم تستطع مقاومة الرياح القوية. وأدت سرعة الرياح إلى تكسر أشجار الكينا والكزبرينا المعمرة، التي يزنر بها مزارعو الحمضيات بساتينهم لحماية مواسمهم، على طول الطريق الساحلية وبالتحديد في بلدات تل اندي والعبودية، ما تسبب بانقطاع الطريق الدولية لساعات معدودة قبل أن تعمل فرق الدفاع المدني بالتعاون مع الأهالي على سحب الأغصان. 

وقد استفاق أهالي حي البحر والشيخ زناد على المياه التي دخلت منازلهم نتيجة ارتفاع أمواج البحر، التي بلغت الستة أمتار. وتسببت بحالة من الذعر لدى الأهالي الذين عمدوا طيلة النهار على استخراج المياه من المنازل التي أطاحت كل شيء. ولفت قيصر دنهش، باسم صيادي الأسماك في المنطقة، إلى «ضرورة إقامة ساتر إسمنتي لحماية المنازل من أمواج البحر التي تتدفق إلى المنازل مع كل عاصفة تضرب المنطقة، فتطيح المنازل ومراكب الصيد التي تعد مصدر عيش الوحيد لأهالي هذه المنطقة». 

كما سجل أكثر من 128 عطلاً كهربائياً وفق آخر تقارير شركة كهرباء عكار، وتعمل الورش بطاقتها القصوى لمعالجة الوضع، بينها تسعة مخارج في التوتر المتوسط والعالي بما يعني انقطاع التيار عن بلدات في الجرد وتحديداً فنيدق، حلبا، الشيخ محمد، ذوق حلبا، وادي خالد. كما أدت الرياح إلى اقتلاع لوحات إعلانية عند مفترق «المستشفى الحكومي» في القنطرة، وأخرى على الطريق البحرية العبدة - مفترق حمص. 

وشهدت طريق ببنين ـ العبدة زحمة سير في ساعات الصباح الأولى أمس، بسبب فيضان أقنية مجاري المياه على جوانب الطرق التي لم تستوعب كمية المتساقطات ما أعاق حركة المرور لبعض الوقت، خصوصاً أنها الطريق الوحيدة التي تربط عكار بطرابلس. وأكد رئيس بلدية العبدة ـ ببنين كفاح الكسار «أن القنوات يلزمها ورشة عمل شاملة وإعادة تأهيل بسبب صغرها واهترائها. وتلك مسؤولية وزارة الأشغال العامة وليس البلدية التي قامت، التزاماً ببيان وزارة الداخلية والبلديات بورشة تنظيف لكل المجاري». كما طلبت البلدية قطع قناة الري الآتية من البارد لمنع تدفقها على المنازل. 

وغطت الثلوج في الضنية (عمر إبراهيم) معظم الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 1100 متر عن سطح البحر، وتكللت المرتفعات المطلة على القرى والبلدات الجردية باللون الأبيض. وكانت الرياح قوية وتسببت العاصفة باقتلاع بعض الأشجار الحرجية والمثمرة، التي وقعت وسط الطرق العامة، مثلما حصل في بلدة عاصون حيث سقطت شجرة وسط الطريق الرئيسي، ما تسبب بتعذر وصول المواطنين والموظفين إلى «مستشفى الضنية الحكومي» وبلدات سير وبقاعصفرين وبقرصونا والقطين نحو نصف ساعة تقريباً، قبل أن تباشر ورشة تابعة لبلدية عاصون في قطع أغصان الشجرة وإبعادها من وسط الطريق. 

وكذلك سقطت أشجار نتيجة شدة الرياح على جانبي الطريق الرئيسي الذي يربط الضنية بطرابلس، وتحديداً في بلدات سير وبخعون ومراح السراج وكفرشلان، وفي محلتي البياض والعيرونية، لكن من غير أن تتسبب في قطع الطريق. 

خسائر بشرية ومادية في الشمال 

فعلت العاصفة فعلتها في طرابلس (غسان ريفي)، لتدفع المدينة ثمنا غالياً على الصعيدين البشري والمادي، فقتلت مواطنة تدعى رولا يمق بعد سقوط شجرة نخيل على سيارتها، وشلت حركة المرافق العامة في الميناء من مرفأ ومرفأ الصيادين. وغرقت الشوارع بمياه الأمطار، وأقفل بعضها بفعل اقتلاع الأشجار، حيث سارعت ورش البلدية بتعزيل المصارف والمسبعات ومجاري الأمطار للتخفيف من كميات المياه المتجمعة، ورفع الأضرار من الشوارع والعمل قدر الإمكان على التخفيف من زحمة السير التي نتجت منها. 

فقد سقطت شجرة نخيل معمرة اقتلعتها الرياح الهوجاء على طريق الميناء على سيارة من نوع هوندا «سي آر في» ما أدى إلى مقتل المواطنة رولا محمد طارق يمق التي كانت في داخلها، وهي شقيقة مختار «محلة الحدادين» ربيع يمق، وهي من مواليد العام 1964، متزوجة وأم لأربعة أولاد. وقد نقلت جثتها إلى براد «المستشفى الإسلامي». وفي الميناء، أدت العاصفة إلى إغراق الشوارع لا سيما عند الكورنيش البحري وسكة الحديد وفي شارع نقابة الأطباء بمياه الأمطار ما أدى إلى تعطيل العديد من السيارات وساهم ذلك بزحمة سير خانقة، كما سقط عدد كبير من اللوحات الإعلانية وإشارات المرور واللوحات التي تحمل أسماء الشوارع، فضلا عن بعض الأعمدة الكهربائية. 

وضربت العاصفة كورنيش الميناء فحطمت أكثرية الأكشاك التي تستخدم لبيع القهوة، وتطايرت الطاولات والكراسي العائدة لها. واقتلعت الأسوار الحديدية أمام «جامعة بيروت العربية»، وحطمت الأمواج أجزاء من الكورنيش. وحملت الأمواج الأتربة والوحول والحجارة إليه حتى وصلت إلى الشارع العام الذي شهد عرقلة لحركة السير، فضلا عن سقوط بعض الجدران في «محلة المحجر الصحي». كما شهدت «محلة بيوت التنك» بعض الأضرار في المنازل ما اضطر الأهالي إلى إخلائها لحين حصول أعمال التدعيم، في وقت تعذر فيه العبور في الطرق بفعل الوحول التي غمرت المنطقة. 

وفي بشري، وصلت سماكة الثلوج في منطقة الأرز إلى النصف متر وهي مرشحة للارتفاع بفعل استمرار تساقطها، فيما وصلت السماكة في مدينة بشري إلى العشرة سنتمترات وبقيت كل الطرق مفتوحة أمام سيارات الدفع الرباعي، في وقت عملت فيه جرافات اتحاد بلديات قضاء بشري على فتح الطرق الفرعية في عدد من بلدات القضاء. 

وأدت العاصفة إلى اقتلاع بعض الأشجار المثمرة والى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة التي غطاها الضباب الكثيف.

كما تحولت الطرق إلى بحيرات في مختلف قرى قضاء زغرتا الساحلية (حسناء سعادة)، حيث تعطلت العديد من السيارات وسطها. فيما اقتلعت العاصفة عددا من أشجار الكينا في منطقة سهل الجديدة عمل اتحاد بلديات قضاء زغرتا على رفعها تسهيلا لمرور المواطنين. كما أدت العاصفة إلى انهيار بعض جدران الدعم والى انهيارات خفيفة على الطرق سيدة الجبلية. 

وأوضح رئيس «اتحاد بلديات قضاء زغرتا» طوني سليمان أن «كل إمكانات الاتحاد وضعت لمعالجة أضرار العاصفة، وأنه كانت قد اتخذت إجراءات عديدة سبقتها، وحالت دون الوصول إلى أضرار تذكر في قضاء زغرتا». 

من جهتهم، رحب مزارعو زغرتا بالكمية الكبيرة من الأمطار التي من شأنها إنعاش المزروعات وتوفير الكمية اللازمة من المياه بعدما كانوا يقومون بريّ أراضيهم بالتقطير بفعل انخفاض منسوب مياه الأنهر. 

أما في إهدن، فقد غطت الثلوج البلدة بأكملها بسماكة تراوحت بين عشرة سنتمترات على الميدان وعشرين سنتمترا في جبل سيدة الحصن، فيما بقيت كل الطرق مفتوحة، ولكن فقط أمام سيارات الدفع الرباعي في وقت غطى الضباب الكثيف المنطقة وجعل الرؤية متعذرة إلا أمام السيارات المجهزة بأضواء كاشفة. 

وفي البترون (لميا شديد)، تسببت العاصفة بأضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل السكنية والمنتجعات السياحية ومراكب الصيادين وتحديدا في مرفأ كفرعبيدا ـ فدعوس وعلى الشاطئ الممتد من جسر المدفون وصولا إلى مدينة البترون حيث تجاوز مستوى ارتفاع الأمواج الـ 12 مترا. 

وفي مرفأ الصيادين في البترون أدت العاصفة إلى كارثة حيث تسببت الأمواج العالية بانهيار السنسول المستحدث وتحطمت مراكب الصيادين وتمزقت شباكهم ورزح الصيادون تحت عبء كبير من الخسائر والأضرار. 

واقتلعت الرياح الشديدة اللوحات الإعلانية الضخمة على طول الأوتوستراد الممتد من شكا وصولا جسر المدفون. 

وأمضى الصيادون وسكان المنازل وأصحاب المنتجعات السياحية ليلتهم بسحب المراكب ومحاولة إنقاذ ممتلكاتهم والأدوات المنزلية وأثاث المؤسسات السياحية والمطاعم والمنازل التي اقتحمتها الأمواج. وناشد صيادو الأسماك في مرفأ كفرعبيدا ـ فدعوس وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي الالتفات إلى وضع الميناء الذي يحتاج إلى تأهيل وبناء سنسول طويل وفق المواصفات المطلوبة لحماية ممتلكاتهم والمنازل السكنية والمنتجعات على الشاطئ المذكور. وتسببت الامطار الغزيرة بسيول جرفت الاتربة والحجارة إلى وسط الطرق التي تحولت أيضا إلى بحيرات ومستنقعات مياه وبرك. كما اقتلعت الرياح الشديدة الاشجار وأحدثت أضرارا في المزروعات والبيوت البلاستيكية. 

وانهمر البرد على السواحل وفي الوسط وتساقطت الثلوج في أعالي المنطقة وبقيت كل الطرق السالكة أمام السيارات. 

الثلوج تحاصر القرى في البقاع 

غطت الثلوج المتساقطة على بعلبك (عبد الرحيم شلحة) منذ صباح أمس الطرق والجبال. وارتسمت البسمة على شفاه المزارع أولا والمواطن ثانياً، بعد طول انتظار للمطر. واستمر تساقط الثلوج طيلة يوم أمس حيث بلغ ارتفاعها داخل مدينة بعلبك حوالى الـ40 سنتيمترا عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، فيما بلغت في المرتفعات حوالى المتر في بلدات معربون وعيناتا وجنتا. 

وقد اقفلت الطرق في القرى الجبلية رغم محاولات جرافات وزارة الأشغال، والبلديات، فتحها حيث كانت تعود للإقفال. كما أدى اشتداد الرياح والعاصفة الثلجية إلى قطع العديد من خطوط التوتر في شبكة الكهرباء، ما نتج منه انقطاع الكهرباء عن عشرات القرى، وعن أحياء مدينة بعلبك الشمالية. وبذلت فرق الكهرباء جهودا مضنية لإصلاح الأعطال لكن كثافة الثلوج لم تساعدهم على ذلك. 

وبدت منطقة الهرمل (ركان الفقيه) بمنأى عن أضرار العاصفة، فاقتصرت على اقتلاع إحدى أشجار النخيل المعمرة، وتضرر سيارة كانت متوقفة في المكان، وفق ما أفاد به رئيس بلدية الهرمل صبحي صقر، الذي أكد على أنه لا أضرار تذكر حتى مساء أمس. 

وحوصرت قرى وبلدات البقاع الشرقي (سامر الحسيني) بالثلوج التي وصل ارتفاعها إلى حدود النصف متر، كما أقفلت طريق قاع الريم ـ زحلة بالثلوج وعملت جرافة تابعة للبلدية على فتح الطريق. وأقفلت الحدود اللبنانية ـ السورية عند منطقة المصنع، وتراكمت الثلوج على طول الطريق الدولية بين لبنان وسوريا بدءا من المصنع اللبناني وصولا الى جديدة يابوس عند الحدود السورية. 

وعملت بلدية مجدل عنجر على إعادة فتح الطريق على الخطين وتم سحب عدد من السيارات المحتجزة على طول الطريق وإغاثة أصحابها. 

واقتصرت أضرار العاصفة على قطاع الأشجار المثمرة والحرجية التي تكسرت. وأقفلت الكثير من الطرق الرئيسية والداخلية، لا سيما على طريق أبلح ـ رياق، وطريق كسارة في زحلة. مع تكسر أشجار في تل عمارة ورياق وشتورا وضهر البيدر. 

كما طالت الاضرار الشبكة الكهربائية مع تقطع عدد كبير من الشبكات وخطوط النقل بسبب تراكم الثلوج أو بسبب تساقط الأشجار على الأسلاك. كما أقفلت طريق زحلة - ترشيش ـ ضهور الشوير بالكامل أمام السيارات، فيما بقيت طريق ضهر البيدر ـ بيروت مفتوحة فقط للسيارات ذات الدفع الرباعي والمجهزة بالسلاسل المعدنية، ثم أقفلت بالكامل مع تراكم وتواصل تساقط الثلوج. 

ونشطت حركة بيع السلاسل المعدنية على طول الطريق الرئيسية في شتورا ووصلت سعر المجموعة إلى حدود ثلاثين الف ليرة. 

... وتغمر قرى العرقوب وراشيا 

غطت الثلوج الكثيفة التي تساقطت صباح أمس مرتفعات منطقة العرقوب (طارق أبو حمدان)، والعديد من القرى المحاذية لخط التماس مع مزارع شبعا، في حين جرفت السيول العديد من الطرق الزراعية الرئيسية والفرعية في حاصبيا والعرقوب، وألحقت أضرارا فادحة ببساتين وادي الحاصباني والحقول الزراعية في مناطق سردة الوزاني وادي خنسا. 

وبدأت الثلوج الكثيفة بالتساقط عند ساعات الصباح الأولى أمس، لتغطي مرتفعات جبل الشيخ والهضاب الغربية لمنطقة العرقوب، وخاصة مرتفعات كفرشوبا وشبعا وصولا حتى جبل الوسطاني. كذلك تساقطت الثلوج في قرى شبعا وكفرشوبا بحيث وصلت سماكتها ما بين عشرة وعشرين سنتيمترا، في حين تجاوزت سماكة الثلوج في مرتفعات جبل الشيخ النصف متر وما فوق. وباتت عندها الطريق التي تربط شبعا براشيا الوادي عبر محور جنعم مقطوعة بالاتجاهين، كذلك الطرق التي تربط مرتفعات العرقوب بحاصبيا. 

وأدت السيول إلى ارتفاع منسوب نهر الحاصباني، بحيث اجتاحت المياه البساتين والحقول في وادي الحاصباني، كما ألحقت العاصفة أضرارا جسيمة بالحقول الزراعية في مناطق الماري وعين عرب وحلتا والمجيدية، واقتلعت ومزقت الأغطية البلاستيكية. وعملت الجرافات العائدة لوزارة الأشغال وتلك المستأجرة من البلديات، على جرف الثلوج محاولة إعادة فتح الطرق، خاصة الداخلية في شبعا وكفرشوبا، في حين فشلت في فتح الطرق بين شبعا وكفرشوبا وحاصبيا. 

كما اجتاحت موجة من الصقيع منطقتي البقاع الغربي وراشيا (شوقي الحاج)، بعدما تدنت درجات الحرارة، واشتدت سرعة الرياح، وما لبثت أن تحولت عند ساعات الفجر إلى عاصفة ثلجية ضربت معظم القرى والبلدات والمرتفعات ابتداءً من ارتفاع 900 متر وما فوق، واشتدت مع ساعات نهار أمس. 

وتراوحت سماكة الثلوج في بلدات وقرى دير العشاير، ينطا، بكا، عين عرب، عين عطا، كفرقوق، عيحا، راشيا، مشغرة، السلطان يعقوب، القرعون، لالا، وبعلول بين 30 و40 سنتيمترا، ما أدى إلى قطع طرق تلك القرى، وعزلها عن محيطها. أما سماكة الثلوج في قرى كامد اللوز المنصورة، عيتنيت، صغبين، ضهر الأحمر، كوكبا، كفرمشكي، المحيدثة، العقبة، الرفيد، مذوخا، خربة روحا، كفردينس والبيرة فقد تراوحت بين 20 و30 سنتيمترا. 

وعملت جرافات وزارة الأشغال على فتح الطرق في داخل القرى. فتوجهت فرق باتجاه طريق بكيفا، تنورة، بيت لهيا، عين حرشا، عين عطا، وأخرى باتجاه راشيا، عيحا، كفرقوق، وثالثة باتجاه عيتا الفخار، ينطا، بكا، مدخل دير العشاير، وتمكنت من مساعدة بعض السيارات العالقة وفتح الطرق للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية. 

وأدت العاصفة إلى انقطاع التيار الكهربائي جزئيا وبتقطع ووقف شبكة الهاتف الخلوي والانترنيت لساعات وتعطل بعض المولدات الخاصة في القرى. وأفيد أن المئات من قطعان الماشية في مزارع الفاقعة واليابسة القريبة من مرتفعات جبل الشيخ ومزرعة جعفر قد حوصرت بالثلوج، ولم تتمكن هذه القطعان من الخروج من حظائرها إلى المراعي. كما ألحقت العاصفة بعض الأضرار في البيوت البلاستيكية في المنصورة، وتل الذنوب، وضهر الأحمر، وسهل مشغرة، وجب جنين والحوش وغزة، وفي النصوب الصغيرة كما أدت إلى تكسر بعض أغصان الزيتون والكرز. 

..وتكلل عاليه بالأبيض 

استأثر الأبيض أمس بالمشهد الجبلي، وجاء فارضاً حضوره بقوة، ولكن بقوة. ولامس الثلج مدينة عاليه (أنور عقل ضو) أي على ارتفاع نحو ثمانمئة متر، ليتحول أكثر كثافة صعودا نحو بعلشميه وبحمدون وأكثر حضورا في صوفر، وطاغياً في المديرج وضهر البيدر، حيث قاربت سماكته حتى بعد الظهر العشرين سنتيمترا، وتوقع المسؤولون في «مركز جارفات الثلوج في المديرج» أن تتخطى سماكة الثلوج النصف متر اليوم. 

ورغم شدة الرياح والضباب وكثافة الثلوج بقيت الطريق الدولية بين المديرج وضهر البيدر سالكة على خطين للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، حيث عملت الجرافات منذ الساعة الرابعة فجراً على فتحها ومساعدة السيارات العالقة، فقد قامت عشر جرافات مع «توربينات» (ناسفات ثلج عدد 2)، بالعمل ابتداءً من شتورا حتى مشارف عاليه. 

وتوجهت من مركز جارفات الثلوج في المديرج جرافة باتجاه عين دارة العزونية اغميد مشقيتي الصفا، وجرافة ثانية باتجاه طريق المديرج صوفر، وجرافة ثالثة باتجاه صوفر رويسات صوفر بحمدون، وجرافة باتجاه المديرج حمانا قرنايل كفرسلوان، ومن حمانا باتجاه الشبانية قبيع القرية، كما عملت جرافة على مساعدة اربع سيارات حاصرتها الثلوج على طريق ضهر البيدر عين الصحة فالوغا وعمل عناصر المركز على مساعدتها. 

هذا وكانت الرياح الشديدة قد اقتلعت بعض الأشجار في عاليه والمتن الأعلى، فضلا عن اقتلاع لوحات إعلانية كبيرة على الطريق الدولية بين بحمدون والكحالة مرورا بمدينة عاليه، ما تسبب أمس الأول بازدحام سير خانق، كما تسببت الرياح الشديدة بقطع التيار الكهربائي عن بعض القرى والبلدات، وعملت فرق الصيانة على اعادة اصلاح الخطوط المقطوعة. 

ورغم ان الثلج جاء متأخرا الا ان بعض المواطنين قاموا وسط الجو العاصف بتركيب المدافئ، وكأنهم توقعوا ان لا ثلوج هذا العام! فيما تركز اهتمام المواطنين على تأمين المواد الغذائية ومستلزمات التدفئة من مازوت وحطب. 

... وتدمّر مرفأ الصيادين في الجية 

ضربت العاصفة والأمواج العاتية ليل أمس الأول مرفأ الصيادين في بلدة الجيّة (أحمد منصور)، ودمّرت جميع حواجزه البحرية ودفاعاته الصخرية وأرصفة الصيادين، ومزّقت شباكهم وأغرقت البعض منها. فألحقت أضراراً كبيرة بمراكب الصيادين التي تم إنقاذ عدد منها، فتحوّل المرفأ إلى ما يشبه الأرض المنكوبة، بعدما غيّرت الأمواج معالمه، حيث غطت الصخور التي دفعتها تلك الأمواج والنفايات التي أتى بها البحر من مكبّ النفايات في صيدا، ساحاته وأرضه ومختلف موزعاته. 

وأمضى الصيّادون ليلتهم في المرفأ وهم يعملون على رفع مراكبهم وانتشالها من المياه، بمساعدة عناصر من وحدة الإنقاذ في «الدفاع المدني»، فتمكنوا من رفع 11 مركباً خارج المياه، فيما بقي اثنان منها في المياه بسبب صعوبة سحبهما. وصباح أمس جمع الصيادون ما تبقى لديهم من جنى العمر، وما تركت من بقاياه الأمواج، من شباك ممزقة ومراكب متضررة وغرف وجسور خشبية لم يبق منها شيء. 

وأكد رئيس «جمعية ونقابة صيادي الأسماك على ساحل الشوف» محمد الكجك أن «العاصفة دمرت المرفأ كليا بعدما جرفت الأمواج السنسول الصخري الجنوبي والذي يبلغ طوله 180 مترا وبعرض 18 مترا، والسنسول الشمالي. وألحقت أضراراً فادحة بالسنسول الغربي»، مشيراً إلى أن «غرفة شباك الصيادين دمرت كلياً». 

وكانت العاصفة قد أحدثت أعطالاً عديدة في شبكات الكهرباء في إقليم الخروب، فتسببت بانقطاع في التيار الكهربائي في عدد من قرى وبلدات الإقليم الذي. كما تسببت باقتلاع عدد من الأشجار وتضرر المزروعات، بالإضافة إلى انهيار معظم اللوحات الإعلانية على جوانب طريق الإقليم العام، وعلى جوانب الأوتوستراد الساحلي. وتحولت طرق الإقليم إلى بحيرات ومستنقعات للمياه، بسبب غزارة هطول الأمطار، التي جرفت معها السيول الوحول والصخور إلى وسط الطرق. 

العاصفة وأضرارها جنوباً 

استبشر مزارعو الحمضيات والموز والزراعات البعلية بالأمطار في منطقة النبطية (عدنان طباجة)، وأمل المواطنون بانفراج أزمة مياه الشفة التي عانوا منها الأمرين، جراء شح مياه نبع الطاسة وآبار فخر الدين والعديد من الآبار الإرتوازية الأخرى. وقذفت السيول في منطقة النبطية الأتربة والأحجار والنفايات إلى العديد من الطرق المنحدرة، لا سيما في منطقة إقليم التفاح. وانهار العديد من جدران الدعم، فيما ارتفع منسوب مياه نهري الليطاني وزريقون، وحولت الأمطار الشوارع والساحات إلى برك ومستنقعات أعاقت حركة السير، وأدت إلى تعطل العديد من السيارات. كما أدت العاصفة إلى اقتلاع شجرة معمرة في بلدة حبوش قرب محطة علي عبيد للمحروقات وسقطت على سيارة كانت متوقفة تحتها، وأوقعت فيها أضراراً كبيرة. كما سقط العديد من اللافتات العاشورائية والتجارية في المنطقة وتسببت عواصف البرق والرعد والرياح الشديدة بانقطاع التيار الكهربائي فترات عديدة من الوقت. 

وفي صيدا (محمد صالح) شهدت المدينة «تسونامي صغيراً» بفعل العاصفة والأنواء والأمواج البحرية التي ضربت كورنيش صيدا البحري وجبل النفايات فحملت معها أطنانا من النفايات انتشرت على كورنيش صيدا البحري وخليج إسكندر ـ أباروح، الذي كان الأكثر تضررا، إذ ضربته الأنواء البحرية واقتلعت سوره الحديدي، وبلاط الرصيف البحري وحملته إلى مسافات بعيدة. وقد وصل ارتفاع الأمواج التي ضربت المنطقة إلى أكثر من عشرة أمتار مع سرعة رياح شديدة جدا. 

وعطلت العاصفة حركة الملاحة في مرفأ صيدا التجاري والكورنيش البحري بمحاذاة الجامع العمري الكبير وصولا إلى رصيف ميناء الصيادين، الذين رفعوا مراكبهم إلى اليابسة خشية تعرضها للغرق. 

ولم تصمد اللافتات الإعلانية على اوتوستراد الرميلة - الأولي واوتوستراد صيدا - الزهراني، فتطايرت بالإضافة إلى عدد كبير من الأشجار الحرجية والمثمرة في البلدات والقرى المطلة على الساحل في شرق صيدا. وسقط عدد من الأشجار على طرق عبرا ولبعا والسكسكية والصرفند وعدلون وجزين. وألحقت العاصفة اضرارا كبيرة بالخيم البلاستيكية في ساحل الزهراني وقرى المنطقة وشرق صيدا، وغمرت مياه السيول البساتين وأتلفت مزروعاتها. 

وأدى تساقط الأمطار بغزارة في الزهراني الى تكوين السيول في بعض الأماكن وحولت بعض الطرق والشوارع إلى برك من المياه بسبب عدم قدرة القنوات والمسارب المائية على استيعاب كثافة السيول المتجمعة، ما استدعى تدخل الدفاع المدني والبلديات لإعادة فتحها. كما تسببت العاصفة بأضرار على الشبكة الكهربائية ولا سيما في منطقة الزهراني، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض بلدات وقرى المنطقة. 

وفي صور (حسين سعد)، أحدثت العاصفة أضرارا بالغة في الممتلكات والمزروعات، وعطلت حركة الملاحة في مرفأ صور التجاري ومرفأي صيادي الأسماك في صور والناقورة، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة صور وبلداتها جراء جملة من الأعطال في شبكات التغذية. 

وتسببت العواصف عند الكورنيش الجنوبي لمدينة صور باقتلاع أحد المطاعم، وإلحاق أضرار جسيمة في شرفات عدد من المنازل المجاورة. كما قذفت الأمواج كميات كبيرة من الرمول التي قطعت الطريق لبعض الوقت قبل أن تعمل جرافات البلدية على إزالتها. 

وعلى طريق عام صور - الناقورة في محلة دير قانون - رأس العين، غمرت مياه الأمطار المتدفقة من الأودية والسواقي الشارع الرئيسي، واقتلعت عددا كبيرا من اللوحات الإعلانية، وتضررت البيوت البلاستيكية على طول الساحل والمرتفعات. 

كما قذفت الأمواج العاتية مطعما عائما من حرم مرفأ الصيادين باتجاه شاطئ جل البحر، وتضرر عدد من المراكب في المرفأ. واجتاحت الأمواج البحرية بيوت اللاجئين الفلسطينيين في مخيم جل البحر على مدخل صور الشمالي، ما أدى إلى تشريد أكثر من ثلاثين عائلة من المخيم المذكور بعدما دهمت المياه غرف نوم الأطفال ومحتويات المنازل. 

وفي بنت جبيل (علي الصغير)، أدت العاصفة إلى قطع الأسلاك الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء لأكثر من 36 ساعة عن بعض القرى. كما اقتلعت بعض الأشجار واللوحات الإعلانية المنتشرة على الطرق فسببت أضراراً جسيمة بالممتلكات. وتعطلت بعض السيارات عن العمل نتيجة مستنقعات المياه التي تشكلت في الشوارع، وكان الماء الغزير يتدفق إلى برك المياه العامة وغمرت السيول عددا من الأراضي الزراعية. 

Script executed in 0.18177008628845