اسمح لي بأن أدعوك «رفيقا» مع كل اعتزاز، بدلا من مناداتك «بالسيد»... على الرغم من غلبة اللقب عليك بين أهل السياسة والأصحاب.
ذلك أنه منذ تفتح صباي على هوى اليسار وكلمة «رفيق» لا تغادرني أبدا.. مع الذين جمعتني معهم أواصر العمل التنظيمي والسياسي، في سياق النضال الموجه ضد كل ما هو ظالم وعدواني وطبقي..
كنا، أنا وثلة من الشباب والصبايا، نفتش أيام المد اليساري الذي أعقب هزيمة حزيران عام ,1967 عما هو مجد وصادق في العلاقات السياسية المتوارثة، ونصب أعيننا ذلك الوهج الثوري المنبثق من التجربة البلشفية، بكل تجلياتها الناصعة وكل أخطائها وعثراتها المميتة. كنا نفتش، بوجه خاص، عن المضامين التنظيمية والسلوكية في النظرية الثورية، أي تلك المرتبطة بما تعلمناه من دروس في العلاقة بين الطليعة والجماهير، بين القيادة والقاعدة.. أي ما تطلق عليه أنت، وان بصيغة مختلفة لغويا، العلاقة بين النخب السياسية والأمة.
كانت دوافعنا منطلقة من هاجس البحث عن برنامج للنضال الوطني. يأخذ في الحسبان كل التجربة المريرة التي خاضتها شعوب أمتنا للتحرر من السيطرة الامبريالية والصهيونية. هذا التحرر الذي أثبت التاريخ عدم جدواه، اذا لم يرتبط ببرنامج سياسي اجتماعي داخلي بوجه الانظمة العربية ذاتها التي تحمي تلك السيطرة وتمثلها. الانظمة العربية نفسها التي لا تزال قائمة في محيط الكيان الصهيوني، وتشكل بيضة القبان لصالح هذا العدو عندما يصبح مصيره مهددا...
وجميعنا يدرك، أيها السيد الرفيق، ان الطبقات الحاكمة في المنطقة العربية، عندما تشعر بتبعات «التضحية» عند اشتداد الصراع مع العدو الصهيوني لا يمكنها الا ان تختار التضحية بشعوبها وبطليعة شعوبها. ولنا خير مثال سلوك الانظمة العربية إبان عدوان تموز الماضي بتوجيه مباشر من الراعي الاميركي وكيف هرعت الأجهزة الأمنية العربية للعمل على مواجهة المد الوطني والقومي الذي أشاعته مقاومتكم الباسلة وصمودكم التاريخي..
وكلنا يعرف في لبنان وفي المنطقة العربية كيف عملت وتعمل أجهزة المخابرات وتقاريرها ووسائل اعلامها في التصدي «لعدوى» المقاومة من اجل حرف هذه العدوى عن مسارها الطبيعي، وذلك باللجوء الى بث سموم الطائفية والمذهبية لتصوير دوافعكم القومية والوطنية على انها دوافع مذهبية او شوفينية، في محاولة لمنع هذا الوهج المقاوم من ان يفعل فعله ويتجذر.
في الذكرى الاولى لحرب تموز، وما خلفته من تصدع في المفهوم الأمني للكيان الصهيوني وما أنعشته من ذاكرة قومية، أتوجه اليك ايها السيد المقاوم، بتحية مقاوم قديم ذي قناعة بأن برنامج التحرر الوطني له وجهان مترابطان: فما هو مطروح على هذه الأمة من مهمات التحرر من السيطرة الامبريالية والصهيونية متلازم موضوعيا مع المهام الداخلية السياسية والاجتماعية التي سوف تدفع باتجاه تأسيس مجتمعات مقاومة حول الكيان الغاصب بالتضافر مع انتزاع مكتسبات اجتماعية هي التي تؤطر هذه الشعوب وفق مصالحها الحقيقية وتدفعها بعيدا عن التشرذم الطائفي والنزاعات المذهبية. لا بل ان هذا النضال الاجتماعي ـ الطبقي هو الاسلوب الأنجع والأفضل لاعادة الاعتبار الى اللحمة الوطنية الداخلية.
ايها الرفيق المناضل،
لقد زرعتَ في وجدان هذه الامة ثقافة مقاومة وطنية، لم يعرفها تاريخ أمتنا المعاصر، وهي ثقافة جديرة بأن تستمر وتتوسع وتتعمق... فإلى الأمام... سننتصر!!.
ذلك أنه منذ تفتح صباي على هوى اليسار وكلمة «رفيق» لا تغادرني أبدا.. مع الذين جمعتني معهم أواصر العمل التنظيمي والسياسي، في سياق النضال الموجه ضد كل ما هو ظالم وعدواني وطبقي..
كنا، أنا وثلة من الشباب والصبايا، نفتش أيام المد اليساري الذي أعقب هزيمة حزيران عام ,1967 عما هو مجد وصادق في العلاقات السياسية المتوارثة، ونصب أعيننا ذلك الوهج الثوري المنبثق من التجربة البلشفية، بكل تجلياتها الناصعة وكل أخطائها وعثراتها المميتة. كنا نفتش، بوجه خاص، عن المضامين التنظيمية والسلوكية في النظرية الثورية، أي تلك المرتبطة بما تعلمناه من دروس في العلاقة بين الطليعة والجماهير، بين القيادة والقاعدة.. أي ما تطلق عليه أنت، وان بصيغة مختلفة لغويا، العلاقة بين النخب السياسية والأمة.
كانت دوافعنا منطلقة من هاجس البحث عن برنامج للنضال الوطني. يأخذ في الحسبان كل التجربة المريرة التي خاضتها شعوب أمتنا للتحرر من السيطرة الامبريالية والصهيونية. هذا التحرر الذي أثبت التاريخ عدم جدواه، اذا لم يرتبط ببرنامج سياسي اجتماعي داخلي بوجه الانظمة العربية ذاتها التي تحمي تلك السيطرة وتمثلها. الانظمة العربية نفسها التي لا تزال قائمة في محيط الكيان الصهيوني، وتشكل بيضة القبان لصالح هذا العدو عندما يصبح مصيره مهددا...
وجميعنا يدرك، أيها السيد الرفيق، ان الطبقات الحاكمة في المنطقة العربية، عندما تشعر بتبعات «التضحية» عند اشتداد الصراع مع العدو الصهيوني لا يمكنها الا ان تختار التضحية بشعوبها وبطليعة شعوبها. ولنا خير مثال سلوك الانظمة العربية إبان عدوان تموز الماضي بتوجيه مباشر من الراعي الاميركي وكيف هرعت الأجهزة الأمنية العربية للعمل على مواجهة المد الوطني والقومي الذي أشاعته مقاومتكم الباسلة وصمودكم التاريخي..
وكلنا يعرف في لبنان وفي المنطقة العربية كيف عملت وتعمل أجهزة المخابرات وتقاريرها ووسائل اعلامها في التصدي «لعدوى» المقاومة من اجل حرف هذه العدوى عن مسارها الطبيعي، وذلك باللجوء الى بث سموم الطائفية والمذهبية لتصوير دوافعكم القومية والوطنية على انها دوافع مذهبية او شوفينية، في محاولة لمنع هذا الوهج المقاوم من ان يفعل فعله ويتجذر.
في الذكرى الاولى لحرب تموز، وما خلفته من تصدع في المفهوم الأمني للكيان الصهيوني وما أنعشته من ذاكرة قومية، أتوجه اليك ايها السيد المقاوم، بتحية مقاوم قديم ذي قناعة بأن برنامج التحرر الوطني له وجهان مترابطان: فما هو مطروح على هذه الأمة من مهمات التحرر من السيطرة الامبريالية والصهيونية متلازم موضوعيا مع المهام الداخلية السياسية والاجتماعية التي سوف تدفع باتجاه تأسيس مجتمعات مقاومة حول الكيان الغاصب بالتضافر مع انتزاع مكتسبات اجتماعية هي التي تؤطر هذه الشعوب وفق مصالحها الحقيقية وتدفعها بعيدا عن التشرذم الطائفي والنزاعات المذهبية. لا بل ان هذا النضال الاجتماعي ـ الطبقي هو الاسلوب الأنجع والأفضل لاعادة الاعتبار الى اللحمة الوطنية الداخلية.
ايها الرفيق المناضل،
لقد زرعتَ في وجدان هذه الامة ثقافة مقاومة وطنية، لم يعرفها تاريخ أمتنا المعاصر، وهي ثقافة جديرة بأن تستمر وتتوسع وتتعمق... فإلى الأمام... سننتصر!!.