أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حفل غداء للفعاليات المسيحية في الطيري لمناسبة عيد الميلاد

الأحد 26 كانون الأول , 2010 11:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,475 زائر

حفل غداء للفعاليات المسيحية في الطيري لمناسبة عيد الميلاد

النائب فضل الله ألقى كلمة في المناسبة تطرق فيها إلى آخر التطورات السياسية في البلاد، فرأى أن الهدف من تهوين البعض من شأن ملف الخروق الإسرائيلية لقطاع الاتصالات، هو إبعاد الاتهام عن إسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وذلك في الوقت الذي يراد فيه للبنان الذي يحقق الإنجازات ضد العدو، أن يعلق ويرهن لضمير المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار الذي قال إنه سيصدر قراره بما يمليه عليه ضميره، وقال: "لقد رأينا بعض هذا الضمير فيما نشرته وثائق ويكيليكس عن لقاءاته مع السفارة الأمريكية، وكيف أنه كان يطلب المساعدة في أدق التفاصيل، وكيف كان يضع السفارة الأميركية في أدق التفاصيل، فهل يعقل أننا في لبنان، دولة وحكومة ومؤسسات وشعباً ومجتمعاً وقوى سياسية، أن نرهن هذا البلد بأسره لضمير شخص لا نعرفه، ولا نعرف ماذا يمكن أن يفعل، ولا نعرف ما هي ارتباطاته، وقد رأينا بعض هذه الارتباطات؟ ونحن نعرف أن مثل هذا القرار هو مفبرك ومضلل، وأنه إذا ما وُجه إلى فئة من اللبنانيين، فقد يثير الكثير في البلد؟"‬    
وأشار إلى أن "أحد وجوه الاستهداف التجسسي الإسرائيلي البشري والتقني الذي يطال بالدرجة الأولى قطاع الاتصالات، وهو ما رأيناه في الباروك وصنين، وفي التحكم والسيطرة على فضائنا والتجسس على خصوصياتنا وأمننا، هو إثارة الفتنة وضرب الاستقرار والوحدة وزعزعة الأمن".
وأضاف فضل الله: "لكن على الرغم من هذه الوقائع والحقائق الدامغة والتي تبينها الاكتشافات الأمنية الرسمية ويعترف بها المتورطون في الانتماء إلى حزب العمالة، فإن هناك من يحاول التهوين والاستخفاف بهذه الخروق الإسرائيلية الخطيرة، بهدف تبرئة إسرائيل من إرتكاباتها ومن إمكانية أن تكون متورطة في الجرائم التي ارتكبت في لبنان، وبدل أن نسمع كلاماً رسمياً نجده لا يكتفي حتى بالإشارة إلى إنجاز الجيش وإدانة الخروق، بل يضع ما يجري أمام الرأي العام الدولي، فإن ما سمعناه هو محاولة تبرئة إسرائيل مما ترتكبه في لبنان"، ورأى أنه في الوقت الذي تشعر فيه إسرائيل بالإرباك والحرج مما تم اكتشافه من الباروك إلى مصر، فإن هناك من حاول التخفيف عنها والدفاع عن خروقها لأمننا، وأضاف: "إذا كانوا يقولون ذلك في مواجهة ما تكتشفه الأجهزة الأمنية في لبنان، فهل نحن من أعلن عن شبكة التجسس على الاتصالات في مصر؟ وألم تكن هذه الشبكة تستهدف سوريا ولبنان أيضاً؟".
ولفت النائب فضل الله إلى أن المعارضة، وانطلاقاً من حرصها على البلد، دعت إلى إيجاد حل مشيراً إلى المسعى السعودي - السوري الذي أمل أن يصل إلى خاتمة سعيدة، وقال: "نحن في مرحلة انتظار وترقب لما سيحمله هذا المسعى في وقت هناك من يعمل لتعطيله وإفشاله، وهذا المسعى يحتاج إلى ملاقاة لبنانية وإلى إرادة وطنية تؤدي إلى الحل الذي يقوم على تحصين البلد في مواجهة الاستهداف الأمريكي الإسرائيلي".
ومن وحي المناسبة، أكد النائب فضل الله على ما تشكله قيم السيد المسيح عليه السلام وهي‬  المحبة وفضائل الأخلاق ورفض الظلم وإقامة العدل، من قواسم مشتركة بين كل الأنبياء والرسل الذين جاهدوا لهداية الناس إلى طريق الحق والخير والصواب. ولفت إلى أن "بلدنا لبنان يشكل مختبراً لتفاعل هذه المنظومة القيمية، إذ إن ثروته الإنسانية بتنوع طوائفه وعيش أبنائه سوياً تشكل ميزته وفرادته، وهو ما علينا المحافظة عليه بكل الوسائل والسبل". وأضاف: "إننا من موقعنا السياسي والثقافي من أكثر الحريصين على صيغة لبنان الفريدة أي العيش الواحد بحرية مسؤولة، إن هذه الصيغة – أي العيش الواحد – تشكل نقيضا للعنصرية التي يقوم عليها كيان العدو،  لذلك فإن لبنان هدف دائم للعدوانية الإسرائيلية، وإثارة النعرات والانقسامات وبث الفتن هي سياسة إسرائيلية دائمة ضد بلدنا".‬
بدوره، ألقى رئيس دير سيدة البشارة في رميش الأب باسيل ناصيف كلمة دعا فيها الجميع إلى التكاتف في هذا العيد "لأننا أبناء وطن واحد، وكلنا نضحي لهذا الوطن ونبذل كل غال ونفيس في سبيل هذا الوطن حتى يبقى لنا سيداً حراً مستقلاً".
من جهته، كاهن رعية يارون وعين إبل للروم الملكيين الكاثوليك الأب ماريوس الياس خير الله شكر حزب الله قيادة وكوادر على تنظيم حفل الغداء، مبدياً التقدير  للتضحيات الجمة التي قدمها الحزب "والتي لولاها لكانت أرضنا العزيزة التي نقف عليها اليوم، ما زالت مدنسة من قبل الاحتلال، ولما استطعنا الاحتفال معا بعيدنا المجيد وبكل أعيادنا المباركة". كما عبر عن "الامتنان لكل المساعدات التي قدمها ويقدمها حزب الله لأهالي الجنوب، ما يخفف عنهم الحرمان ويساعدهم في تثبيت وجودهم على أرض الجنوب، أرض العيش الواحد، وحيث لا تفرقة بين دين ودين وإنسان وآخر، إلا بقدر إيمانه ومحبته لوطنه واستعداده للدفاع عنه وعن أبنائه الصامدين".
وأبدى سروره بهذا اللقاء "مسلمين ومسيحيين في جنوبنا الحبيب، لنحتفل ونتبارك ونصلي ونتأمل، موحدين محبين، أهل خير وبر، وما تعودنا إلا على التلاقي وحسن الجوار، وما عرفنا إلا التعاون الصادق والوحدة الأخوية التي كرستها أدياننا السماوية وقيمنا الإنسانية وتاريخنا المشترك، وإن فرقتنا غيوم سوداء في لحظات ضائعة من الحياة، فالغيم ولّى والشمس أشرقت في القلوب وعلى الوجوه النيرة وستبقى بإذن الله سماء وضاءة لا تأفل ولا تغيب" ‬.

8

7

6

5

4

2

1

9

Script executed in 0.19275188446045