ومنها ما تسبب بحالة إستنفار لدى الجيش اللبناني الذي كان في طور إنتشاره في المنطقة الحدودية، إلى أن حصل الخرق الإسرائيلي في بلدة مارون الراس بتاريخ 7/2/2007 عندما أطلق الجيش اللبناني النار على جرافة إسرائيلية كانت تمارس عملية تجريف بالقرب من الخط الأزرق بحجة أن العمل يتم جنوب الخط بينما أظهر التحقيق خرق العدو لخمسين متراً من الأرض اللبنانية ، الأمر الذي فرض ضرورة تعليم الخط الأزرق من خلال وضع علامات تمكن الجيش اللبناني والمواطنين من التمييز بين السياج الحديدي التقني والخط الأزرق الفعلي، فكان إطلاق مشروع تعليم الخط الأزرق برعاية الأمم المتحدة، وشكل لبنان فريقاً متخصصاً في الجيش اللبناني ليقوم بمتابعة مهمة تعليم هذا الخط.
العملية بدأت من رأس الناقورة مروراً باللبونة وعلما الشعب ويارين ـ الضهيرة ورميش ويارون وصولاً حتى بلدة بليدا، ومن المقرر أن تستمر عملية التعليم حتى الوزاني ، علماً أن التحفظات اللبنانية في رميش والعديسة والمطلة والغجر والعباسية وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا خارج إطار التعليم بسبب التفاهم القائم بمنع قيام أي نشاط يغير معالم المنطقة.
"قيادة الجيش اللبناني تعمل لتشجيع المواطنين لإستثمار أرضهم حتى آخر شبر"
"الإنتقاد" رافقت عضو فريق التعليم في الجيش اللبناني العقيد الركن أنطون مراد على عدد من النقاط التي تم تعليمها بوضع براميل زرقاء، حيث أكد العقيد الركن امراد أن "عملية التعليم تجري بدقة متناهية وهي عصارة جهد كبير يبذله فريق الجيش اللبناني بحيث وضعنا آلية عمل مع "اليونيفيل" تركزت على إعتماد الخط الأزرق الرقمي كمرجع لإختيار النقاط منه ثم يتم الإتفاق على المقطع المراد تعليمه ثم تقوم "اليونيفيل" بإجراء قياسات على كل نقطة إنطلاقاً من إحداثيات موحدة وذلك بعمل مشترك ومنفصل مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وفي مهلة 24 ساعة وقد تصل الى 72 ساعة بنهاية القياسات تصبح لدينا ثلاث علامات (الجيش اللبناني ـ اليونيفل ـ العدو الإسرائيلي). وفي حال كانت الفوارق دون 50 سنتمتراً تتم الموافقة على إعتماد النقطة الوسطية للعلامات الثلاث، ويتم الإنطلاق الى مرحلة البراميل الزرقاء، وبعد وضع البرميل يتم التحقق من جديد وفي حال كان الفرق بين وسطه وبين إحداثيات النقطة دون المتر الواحد، تتم الموافقة وتكون العملية قد أنجزت ام في حال وجود فوارق أكبر تتم إعادة عملية التحقق من السبب لمعالجته"، ويضيف العقيد الركن مراد "بموجب هذه الآلية يكون الفارق الأقسى المسموح به نتيجة مجموعة القياسات هو متر واحد ولكن دقة العمل تصغر هذا الفارق الى الحد الأقسى الممكن وخلال مراحل التعليم الى الآن كانت نسبة الخطأ صفر".
واعتبر العقيد الركن مراد أنه "بفضل عملية تعليم الخط الأزرق ظهرت مساحات كبيرة ما تزال مهجورة وتعمل قيادة الجيش اللبناني على تشجيع المواطنين لإستثمارها حتى آخر شبر والجدول التالي هو نموذج عن هذه الأماكن:
المنطقة المساحة بالأمتار المنطقة المقابلة عند العدو
علما الشعب 1,500,000 إتجاه مستعمرة شلومي
المطمورة 1,600,000 إتجاه مستعمرة إدميت
عيتا الشعب 555,650 قرب خلة وردة
رميش 1,084,200 إتجاه مستعمرتي المنصورة وبرانيت
ولفت العقيد الركن مراد إلى أن "الخط الأزرق ليس هو الحدود الدولية وإنما هو خط وضعته الأمم المتحدة بهدف التحقق من الإنسحاب الإسرائيلي وهو يتطابق مع الحدود بنسبة تسعين بالمئة، وأيضاً السياج الألكتروني الشائك الذي وضعه العدو لا يعبر عن الخط الأزرق، إنما هو سياج يؤمن الإحتياجات الأمنية للعدو ووضع بطريقة يتلائم مع جغرافية الأرض، وحين نرى دورية معادية تخرج خلف السياج لايعني ذلك بالمطلق أنها خرقت الخط الأزرق ولذا كانت خطوة التعليم للتأكد من إمكانية الخرق أولا وهذا يشكل تسهيلاً لدى الجيش اللبناني لمراقبة الخروق الإسرائيلية".
وفي ما يلي جدول بالنقاط التي تم تعليمها منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 بعدما وافق العدو خلال الإجتماع الثلاثي الذي عقد في الناقورة على إعتماد الخط الأزرق الرقمي كمرجع لملية تعليم الخط الأزرق :
الرقم المنطقة طول المقطع بالمتر عدد البراميل المثبتة نقاط مقترحة وموافق عليها
1 رأس الناقورة/ اللبونة/ علما الشعب 6150 21 1
2 رامية/ راميش 9050 26 9
3 يارون/مارون الراس/ عيترون 11350 12 21
4 المطمورة/ الضهيرة/ يارين/ مروحين 9600 ــــــ 42
5 بليدا
التقرير مصور