أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

معركة اللافتات تحتدم في صيدا.. ومطالبة بتحييد المدينة

السبت 22 كانون الثاني , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,960 زائر

معركة اللافتات تحتدم في صيدا.. ومطالبة بتحييد المدينة
هشاشة الوضع في المدينة التي تبين أنها تعيش في أجواء تنذر بحصول توترات في أي لحظة في الشارع المنقسم على نفسه، بين مكونات المدينة وقواها السياسية. وحذرت مصادر صيداوية متابعة من أن «أي انزلاق إلى ما هو أبعد من ذلك، قد يطيح بالتهدئة وبالمساكنة التي تعيشها المدينة في ظل غياب أي مرجعية صيداوية محايدة دينية أو مدنية مقبولة وموثوقة من الجميع، تؤدي دوراً وسطياً بين أبنائها».
وتلفت المصادر إلى أن «الوضع العام في صيدا بحاجة إلى أكثر من «عناية فائقة»، نظراً لحساسية موقع صيدا الجغرافي، إضافة إلى تواجد الموالاة والمعارضة من أبنائها في البيت والمبنى والمكتب والشارع والمدرسة نفسها، ناهيك عن كون طرقها وساحاتها ممراً إجبارياً في كل لحظة لأهل الجنوب».
وقد اجتاحت المدينة خلال الساعات الماضية اللافتات السياسية الحمراء والبيضاء التي رفعها «التنظيم الشعبي الناصري» و«اللقاء الوطني الديموقراطي»، معلنة، باسم أهالي صيدا، رفض عودة «الرئيس الذي يأخذ أوامره من الغرب، ويتحالف مع من قتل رئيس حكومة لبنان رشيد كرامي». في المقابل، رفع أنصار «المستقبل» وباسم أهل المدينة أيضاً، لافتات تطالب بعودة الحريري إلى الرئاسة الثالثة. وقد انتشرت لافتات «التنظيم» في ساحة النجمة ووسط صيدا التجاري وفي ساحة الشهداء وعلى مستديرات صيدا كافة وعند مداخلها.
ونبهت مصادر صيداوية مطلعة إلى أن مضامين وعناوين اللافتات التي رفعها «التنظيم» في مواجهة لافتات «المستقبل» تستدعي استنفار الهيئات الأهلية في المدينة لرفع الصوت لتحييد صيدا عن تداعيات الوضع السائد في لبنان. وأعلنت البلدية أنها، وبعد التشاور مع محافظ الجنوب بالوكالة نقولا أبوضاهر وانسجاماً مع مقررات مجلس الأمن الفرعي في الجنوب، ستعمد إلى نزع أي لافتة لا يتناسب مضمونها مع مقررات المجلس.
الى ذلك، تبقى النائبة بهية الحريري غائبة عن اي تصاريح أو مواقف في صيدا، ومنذ تأزم الأوضاع السياسية في لبنان، حيث سجلت المصادر صمتاً اعلامياً مطبقاً من جانب الحريري، وابتعادها عن أي نشاط سياسي في المدينة، وحتى أنها غابت عن الصورة خلال إلقاء الرئيس الحريري لكلمته، ولم تظهر في الصف الأمامي إلى جانب الرئيس فؤاد السنيورة وأعضاء كتلة المسقبل النيابية في «بيت الوسط» أمس الأول.
وتؤكد مصادر «التنظيم الشعبي الناصري» أنه «لن يسمح بتغيير وجه صيدا الوطني العروبي المقاوم مهما كانت التضحيات» «وكي لا يعيد التاريخ نفسه فإننا نرفض عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اثبت فشله في المجالات الوطنية والسياسية والاقتصادسة والمعيشية كافة».
في المقابل، يؤكّد رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري انه «كان قد أجرى اتصالاتٍ عدة لإزالة اللافتات المُسيّسة والمحرّضة من مدينة صيدا تجنباً لتوتير الأجواء الداخلية فيها وحفاظاً على استقرارها». يضيف البزري «إلاّ أن البعض وللأسف أصرّ على استفزاز المدينة وأهلها فأعطى الحرية والأحقية لجميع القوى لتعبر عن رأيها بأساليب مماثلة».
وحمًل البزري الرئيس الحريري مسؤولية إضاعة فرصة الحل الذي كان ينشده اللبنانيون مبدياً أسفه لما وصلت إليه الأمور. وقال: «نحن نحمل مسؤولية أفشال السين - سين إلى سعد الحريري ومسؤولية الأوضاع الدقيقة والخطيرة التي آلت إليها البلاد ونقلتها الى مرحلةٍ أكثر خطورة ودقة»، معتبراً أن «مرحلة جديدة قد بدأت فعلاً»، مشدداً على أن «الحريري ما زال وللأسف يراهن على المحافل الدولية وآلياتها المعروفة بانحيازها ضارباً بعرض الحائط مصلحة اللبنانيين ووحدتهم وسلامتهم».
من جهته، أعلن المسؤول السياسي لـ «الجماعة الاسلامية» في الجنوب بسام حمود أن «اشد ما نخافه، هو أن تنعكس تلك الأزمة على الوضع الأمني وعلى الاستقرار والهدوء»، مشيراً إلى أننا «شهدنا في صيدا خلال الساعات الماضية تطورات عدّة تعكس مدى خوف المواطنين من أي تحرك يقوم به هذا الطرف أو ذاك». وأبدى خشيته «من استغلال ردات الفعل من أجل تشويه حقيقة الخلاف السياسي». وشدد حمود على دور المرجعيات السياسية في المدينة ودور المؤسسة الأمنية الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني وبالقوى الأمنية لأخذ دورها لإشاعة جو الاطمئنان عند المواطنين بشكل عام.

Script executed in 0.20097303390503