وإذا كان من نافل القول إن سكان الضاحية يريدون حكومة قوية في مواجهة إسرائيل، فإن اللافت كان تعبير غالبية المستطلعين عن شكوكهم بأن انتقال الحكومة إلى المعارضة سوف يؤدي إلى الاهتمام بقضاياهم الاقتصادية والاجتماعية. كما ظهرت رغبة المواطنين واضحة في تحسين الأمكنة التي يعيشون فيها.
في ظل حياة عامة بالكاد تطاق، يبدو أن الناس يعيشون لحظة سياسية، ينتظرون فيها من حكومة المعارضة الالتفات إليهم، وإلا فإنها سوف توصم بالتخلي عنهم، وتكون مثل باقي الحكومات.
«لا أريد شيئاً من الحكومة، أريد فقط الهدوء لكي نعمل»، يقول حسين عبد الكريم، وهو صاحب محل لبيع الملابس في حي معوض. ويوضح عبد الكريم أنه «منذ بدء الحديث عن معادلة السين سين، والمحل عم يصفّر، أنا عاطل عن العمل تقريباً، لكني مضطر على فتح المحل». ثم يضيف: «أتمنى بصراحة إلغاء الطائفية السياسية لكي ننتهي من صراع الطوائف مع بعضها».
من جهته، يطالب قاسم حيدر، وهو صاحب إحدى المؤسسات التجارية، بـ«تأمين ضمان الشيخوخة، ومدارس بأقساط منخفضة، وبطاقة صحية، وتنظيم النقل العام، على أن تكون حافلات النقل العام مرتبة وبلون واحد، وتابعة لوزارة الأشغال، وليس لأي جهة أخرى. كما أريد توقيف جميع الدراجات المخالفة في الضاحية لأن رؤوســنا تضج منها ليل نهار، بالإضافة إلى توقيف جميع «الــفانات» التي تحمل لوحات عمومية مــزورة ولوحات بيضاء اللون.. ولدي مطــلب يقضي بجعل لبنان دائــرة انتخابية واحدة، لكي يتاح لكل لبناني انتخـاب المرشــح الذي يختاره في أي منطقة من لبنان».
يوضح النقطة الأخيرة صديقه طارق: «أنا مع كلام السيد حسن نصر الله بأن الرئيس سعد الحريري لا يختصر السنّة بشخصه لكي يتولى رئاسة الحكومة، ولكن يجب أن يسري ذلك على مسؤولين آخرين، فالرئيس نبيه بري أيضاً لا يختصر الشيعة بشخصه لكي يتولى وحده رئاسة مجلس النواب، ولا رئيس التيار الوطني الحر يختصر المسيحيين بشخصه».
ويرى أن «المشكلة مع الرئيس الحريري ليست في التمثيل السياسي، بل في عدم قدرته على أن يكون رجل سياسة».
في بئر العبد، يتردد الطالب الجامعي راجي قاسم في البداية في التعبير عما يجول في خاطره، لكنه لا يلبث أن يسأل: «هل قامت أي حكومة حتى الآن بتخفيض سعر البنزين مثلاً؟».
يضيف قاسم: «الوزراء لا يقومون بالواجبات المترتبة عليهم في وزاراتهم، لذلك، ترتفع نسبة البطالة، وترتفع الأسعار، ويزداد الفساد».
من جهته، يفضل صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية في بئر العبد، التريث بانتظار تشكيل الحكومة، قائلاً: «نريد تحسين أوضاعنا، لكن يجب أولاً أن نعطي الحكومة الآتية فرصة قبل الحكم عليها».
في المريجة، تسخر فاطمة زعيتر من موضوع تغيير الحكومات، فهي تعيش في عالمها العائلي الذي لا يترك لها وقتاً للترف السياسي. لدى فاطمة خمسة أولاد، فيما يعمل زوجها موظفاً براتب مليون ومئتي ألف ليرة، وقد توفي زوج إحدى بناتها بعدما ترك لها أيضا خمسة أطفال، انتقلت معهم بعد وفاته إلى منزل أهلها، وتعيش العائلتان من راتب الأب.
تقول فاطمة إنها تتمنى اتفاق جميع السياسيين مع بعضهم من أجل حل المشاكل الاقتصادية: «نريد خفض الأسعار، لو كان راتب زوجي ألفي دولار، لن يكفي لمدة أسبوع، فكيف سيكفي راتبه الحالي لمدة شهر كامل؟».
وتطلب لين شحادة، ابنة الثالثة والعشرين من العمر، وهي متزوجة وأم لطفل، أن يخلي جميع السياسيين كراسيهم ويعودوا إلى منازلهم: «الحياة التي نعيشها لا تعتبر حياة، أدنى الخدمات غير متوفرة، مثل الكهرباء والمياه».
في الشياح، تطالب أم علي الطويل بإلغاء الانتماء الطائفي عن الهوية، وتسأل: «لماذا في الدول الأوروبية تتم محاسبة الوزراء والنواب، في حال استغلالهم لمناصبهم وعندنا لا تتم محاسبتهم؟».
توضح أم علي أنها بعدما شاهدت شحنة القمح الفاسد على شاشة التلفزيون، أصبحت تشتري الخبز بلا نفس، «فما الذي يضمن لي أن يكون الطحين غير فاسد ما دام المسؤول عن شحنة القمح لم يحاسب؟». وتدعو الحكومة إلى الخجل من نفسها «لأنها لم تعمل على تأمين الكهرباء أربعا وعشرين ساعة حتى اليوم، وذلك أقل الإيمان».
وتنهي كلامها بالقول: «لقد أصبحنا بحاجة إلى حذاء منتصر الزيدي في العراق من أجل أن يتخلى الفاسدون عن كراسيهم في لبنان».
في ظل حياة عامة بالكاد تطاق، يبدو أن الناس يعيشون لحظة سياسية، ينتظرون فيها من حكومة المعارضة الالتفات إليهم، وإلا فإنها سوف توصم بالتخلي عنهم، وتكون مثل باقي الحكومات.
«لا أريد شيئاً من الحكومة، أريد فقط الهدوء لكي نعمل»، يقول حسين عبد الكريم، وهو صاحب محل لبيع الملابس في حي معوض. ويوضح عبد الكريم أنه «منذ بدء الحديث عن معادلة السين سين، والمحل عم يصفّر، أنا عاطل عن العمل تقريباً، لكني مضطر على فتح المحل». ثم يضيف: «أتمنى بصراحة إلغاء الطائفية السياسية لكي ننتهي من صراع الطوائف مع بعضها».
من جهته، يطالب قاسم حيدر، وهو صاحب إحدى المؤسسات التجارية، بـ«تأمين ضمان الشيخوخة، ومدارس بأقساط منخفضة، وبطاقة صحية، وتنظيم النقل العام، على أن تكون حافلات النقل العام مرتبة وبلون واحد، وتابعة لوزارة الأشغال، وليس لأي جهة أخرى. كما أريد توقيف جميع الدراجات المخالفة في الضاحية لأن رؤوســنا تضج منها ليل نهار، بالإضافة إلى توقيف جميع «الــفانات» التي تحمل لوحات عمومية مــزورة ولوحات بيضاء اللون.. ولدي مطــلب يقضي بجعل لبنان دائــرة انتخابية واحدة، لكي يتاح لكل لبناني انتخـاب المرشــح الذي يختاره في أي منطقة من لبنان».
يوضح النقطة الأخيرة صديقه طارق: «أنا مع كلام السيد حسن نصر الله بأن الرئيس سعد الحريري لا يختصر السنّة بشخصه لكي يتولى رئاسة الحكومة، ولكن يجب أن يسري ذلك على مسؤولين آخرين، فالرئيس نبيه بري أيضاً لا يختصر الشيعة بشخصه لكي يتولى وحده رئاسة مجلس النواب، ولا رئيس التيار الوطني الحر يختصر المسيحيين بشخصه».
ويرى أن «المشكلة مع الرئيس الحريري ليست في التمثيل السياسي، بل في عدم قدرته على أن يكون رجل سياسة».
في بئر العبد، يتردد الطالب الجامعي راجي قاسم في البداية في التعبير عما يجول في خاطره، لكنه لا يلبث أن يسأل: «هل قامت أي حكومة حتى الآن بتخفيض سعر البنزين مثلاً؟».
يضيف قاسم: «الوزراء لا يقومون بالواجبات المترتبة عليهم في وزاراتهم، لذلك، ترتفع نسبة البطالة، وترتفع الأسعار، ويزداد الفساد».
من جهته، يفضل صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية في بئر العبد، التريث بانتظار تشكيل الحكومة، قائلاً: «نريد تحسين أوضاعنا، لكن يجب أولاً أن نعطي الحكومة الآتية فرصة قبل الحكم عليها».
في المريجة، تسخر فاطمة زعيتر من موضوع تغيير الحكومات، فهي تعيش في عالمها العائلي الذي لا يترك لها وقتاً للترف السياسي. لدى فاطمة خمسة أولاد، فيما يعمل زوجها موظفاً براتب مليون ومئتي ألف ليرة، وقد توفي زوج إحدى بناتها بعدما ترك لها أيضا خمسة أطفال، انتقلت معهم بعد وفاته إلى منزل أهلها، وتعيش العائلتان من راتب الأب.
تقول فاطمة إنها تتمنى اتفاق جميع السياسيين مع بعضهم من أجل حل المشاكل الاقتصادية: «نريد خفض الأسعار، لو كان راتب زوجي ألفي دولار، لن يكفي لمدة أسبوع، فكيف سيكفي راتبه الحالي لمدة شهر كامل؟».
وتطلب لين شحادة، ابنة الثالثة والعشرين من العمر، وهي متزوجة وأم لطفل، أن يخلي جميع السياسيين كراسيهم ويعودوا إلى منازلهم: «الحياة التي نعيشها لا تعتبر حياة، أدنى الخدمات غير متوفرة، مثل الكهرباء والمياه».
في الشياح، تطالب أم علي الطويل بإلغاء الانتماء الطائفي عن الهوية، وتسأل: «لماذا في الدول الأوروبية تتم محاسبة الوزراء والنواب، في حال استغلالهم لمناصبهم وعندنا لا تتم محاسبتهم؟».
توضح أم علي أنها بعدما شاهدت شحنة القمح الفاسد على شاشة التلفزيون، أصبحت تشتري الخبز بلا نفس، «فما الذي يضمن لي أن يكون الطحين غير فاسد ما دام المسؤول عن شحنة القمح لم يحاسب؟». وتدعو الحكومة إلى الخجل من نفسها «لأنها لم تعمل على تأمين الكهرباء أربعا وعشرين ساعة حتى اليوم، وذلك أقل الإيمان».
وتنهي كلامها بالقول: «لقد أصبحنا بحاجة إلى حذاء منتصر الزيدي في العراق من أجل أن يتخلى الفاسدون عن كراسيهم في لبنان».