و اذا كان اقتناء هذا العلم من قبل المواطنين امراً عادياً، فإن اقتناءه من قبل هذه القوات قد يكون امراً عجيباً و مثيراً للدهشة لدى الكثير من المواطنين الجنوبيين.
يروي احد اصحاب المحال التجارية الذي افرد عشرات الاعلام الصفراء في واجهة متجره ان " الطلب من قبل اليونيفيل على شراء اعلام حزب الله منذ سنوات و ليس من الآن، و يضيف، ان جنود اليويفيل و خصوصاً افراد الكتيبة الفرنسية يقبلون بشكل دائم ولافت على شراء هذه الاعلام خصوصاً المطرزة ذات القماش الفاخر، بالاضافة الى التيشيرتات " القمصان " التي تحتوي ايضاً على شعار الحزب".
ويعتبر تاجر آخر فضل عدم ذكر اسمه ان "لا خلفيات وراء اقدام هؤلاء الجنود على شراء هذه الاعلام و لو انهم يفضلونها على غيرها، فانها تشكل لهم في بلدانهم نوعاً من الذاكرة لايام قضوها في جنوب لبنان".
يجيبنا احد الجنود في الكتبية الايطالية خلال سؤالنا عن سبب شراء هذا العلم، بانه ليس مسموحا له التحدث الى الصحافة، لكن ابتسامته لدى سؤاله عن سعر كمية من الاعلام تشير الى مدى الرغبة في اقتناء هذا العلم.
جندي آخر من الكتيبة الفرنسية من اصل جزائري يعترف ان شراءه للعلم مع زملاءه من اصول فرنسية، مجرد ذكرى جميلة لفترة 4 اشهر قضوها في لبنان، ويقول الجندي الذي رفض ان نلتقط له صورة انه ربما سيعلق علم حزب الله بمنزله في فرنسا ، و حول سؤالنا عما اذا كان مسموحاً لهم شراء الاعلام الحزبية، يبتسم وينهي كلامه بالعربية " انتم في جنوب لبنان شعب طيب ".
من غير الممكن ان يكون هؤلاء الجنود الدوليين الذين يقضون فترة لا تتجاوز 4 اشهر انهم يشعرون يوماً انهم في جبهة مشتعلة، بل من المؤكد انهم يعتبرون انفسهم سياحاً يقتنون الذكريات في بلد قد اوجد فيه (العلم الاصفر) حالة ردع تؤمن للدوليين الراحة والاستقرار طوال فترة وجودهم ...
