العباسية :
يتساءل أهالي بلدة العباسية الحدودية عن الأسباب والخفايا التي حالت ولا تزال، دون إقدام فرق نزع الألغام المحلية والدولية المتعددة الجنسيات، والمتنوّعة الأسماء، عن تنظيف حقل الألغام المحاذي للبلدة، والذي يحرم عدداً منهم من استغلال أراضيه، في منطقة تعتمد دورة حياتها وصمود أهاليها على الزراعة. ويرد «المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام»، التأخير في تنظيف الحقل إلى تراجع التمويل الدولي، وانخفاض عدد الفرق العاملة في نزع الألغام، مبشراً بانطلاقة جديدة في العمل على تنظيف المناطق من الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة خلال فترة قريبة.
وكان عدد من حملات نزع الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة قد أطلق بعيد التحرير في العام 2000. واستمرت تلك الجهات بالعمل على مدى الأعوام العشرة الماضية، منجزة تنظيف مساحات واسعة في المنطقة الحدودية من الألغام والقنابل التي خلفها جيش الاحتلال، مستثنية حقل العباسية، الواقع عند الطرف الشرقي للشطر المحرر من البلدة، والذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اندحاره، قبل عقد من الزمن.
ويلاصق حقل الألغام في العباسية السياج الحدودي الشائك. ويحدّه غرباً جامع البلدة الذي دشّن في العام الماضي، وتقع عند طرفيه الشرقي والشمالي حقول زراعية. ويتجاوز طول الحقل الكيلومتر، ويصل في حده الأقصى إلى الكيلومتر ونصف الكيلومتر، فيما يتراوح عرضه بين المئة والخمسمئة متر. وتقدر الجهات المختصة في نزع الألغام احتواءه على أكثر من خمسة آلاف لغم أرضي من مختلف الأنواع والأحجام، معظمها ألغام كبيرة ضد الآليات، كان جيش الاحتلال قد زرعها بعيد احتلاله للمنطقة إبان حرب العام 1967.
وقد وقعت انفجارات عدة في الحقل منذ التحرير حتى اليوم، وأدت إلى استشهاد المواطن بركات الأحمد من عين عرب، وعنصر من سلاح الهندسة في الجيش اللبناني، وجرح ثلاثة مواطنين آخرين، إضافة إلى نفوق عدد كبير من رؤوس الماشية والأبقار وعشرات الخنازير والحيوانات البرية. ويضاف إلى ذلك خسائر غير مباشرة لدى أصحاب الأراضي التي تحتلها الألغام، تتمثل في عدم تمكن أصحاب الأراضي من الوصول إليها واستغلالها منذ ما يقارب الأربعين عاماً.
ويستغرب رئيس «لجنة العودة لأهالي العباسية» محمد شهاب «تجاهل الجهات المعنية لحقل الألغام في البلدة، والذي يهدد الحياة العامة في المنطقة، وخاصة المصلين في المسجد المجاور»، معتبراً أن وجود الحقل «يحدّ من عودة الأهالي، إضافة إلى منعهم من استغلالهم لأراضيهم». ويشير شهاب إلى أنه «بعد سقوط ضحايا مدنية، ونفوق الكثير من الماشية بسبب انفجارالعديد من ألغام الحقل، وبعد سلسلة مراجعات قمنا بها مع الجهات المعنية لنزع ألغامه»، لمس أهالي البلدة تجاوباً محدوداً، فقد «عملت فرق هندسية تابعة للجيش اللبناني وأخرى دولية، على المباشرة بتنظيف الحقل انطلاقاً من طرفه الغربي. لكن العمل توقف بعد إنجاز مساحة بسيطة لم تتجاوز الخمسمئة متر مربع. وقد طالت فترة التوقف عن متابعة أعمال تنظيف الحقل حتى اليوم من دون معرفة الأسباب التي دفعت تلك الجهات إلى ذلك»، وفق شهاب.
ويلفت المواطن شهاب شهاب إلى أن «ملكية الأراضي التي يشغلها حقل الألغام تعود لأهالي العباسية، ومعظمها لورثة المرحوم خليل شهاب. وهناك قسم بسيط في طرفها الشمالي الشرقي لورثة الأمير مجيد ارسلان». ويرى شهاب أنه بعد إنجاز الأشغال في العام الماضي في جامع البلدة «عند أطراف حقل الألغام، وعلى بعد سبعة أمتار منه فقط، بات وجود الألغام يشكل أخطاراً داهمة على حركة المصلين في محيطه»، لافتاً إلى أهمية المنطقة التي تشغلها الألغام زراعياً «ويكفي السكان حرمانهم من استغلالها منذ العام 1967، ولا يزال الحرمان متواصلا بعد التحرير وذلك لا يجوز»، مناشداً «الجهات المعنية العمل سريعاً على تنظيف الحقل، الذي بات شوكة قاتلة في خاصرة بلدتنا وجوارها».
وتفقد رئيس «جمعية الرؤيا للرعاية والتنمية والتأهيل» الدكتور ناصر ابو لطيف، مع وفد من الجمعية، حقل الألغام منبهاً من خطره، متسائلاً عن «الأسباب التي حالت ولا تزال دون تنظيفه، بالرغم من إزالة حقل مماثل كبير مجاور، ينطلق من المدخل الشرقي لبلدة العباسية، باتجاه الطرف الشرقي لبلدة الغجر». وأشار أبو لطيف إلى أن الجمعية «ستقوم بحملة واسعة عبر الجهات المحلية والدولية المعنية، لوضع حقل الألغام في العباسية على سكة الاهتمام، دعماً لسكان البلدة، ومساهمة في عودتهم إلى بلدتهم واستغلالهم اراضيهم الزراعية».
ويردّ مصدر مسؤول في «المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام»، التأخير في تنظيف حقل ألغام العباسية، وغيره من المواقع التي لم تنظف بعد، إلى «تراجع التمويل الدولي، وانخفاض عدد الفرق العاملة في نزع الألغام»، مشيراً إلى انطلاقة جديدة في العمل على تنظيف المناطق من الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة خلال فترة قريبة.
يتساءل أهالي بلدة العباسية الحدودية عن الأسباب والخفايا التي حالت ولا تزال، دون إقدام فرق نزع الألغام المحلية والدولية المتعددة الجنسيات، والمتنوّعة الأسماء، عن تنظيف حقل الألغام المحاذي للبلدة، والذي يحرم عدداً منهم من استغلال أراضيه، في منطقة تعتمد دورة حياتها وصمود أهاليها على الزراعة. ويرد «المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام»، التأخير في تنظيف الحقل إلى تراجع التمويل الدولي، وانخفاض عدد الفرق العاملة في نزع الألغام، مبشراً بانطلاقة جديدة في العمل على تنظيف المناطق من الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة خلال فترة قريبة.
وكان عدد من حملات نزع الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة قد أطلق بعيد التحرير في العام 2000. واستمرت تلك الجهات بالعمل على مدى الأعوام العشرة الماضية، منجزة تنظيف مساحات واسعة في المنطقة الحدودية من الألغام والقنابل التي خلفها جيش الاحتلال، مستثنية حقل العباسية، الواقع عند الطرف الشرقي للشطر المحرر من البلدة، والذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اندحاره، قبل عقد من الزمن.
ويلاصق حقل الألغام في العباسية السياج الحدودي الشائك. ويحدّه غرباً جامع البلدة الذي دشّن في العام الماضي، وتقع عند طرفيه الشرقي والشمالي حقول زراعية. ويتجاوز طول الحقل الكيلومتر، ويصل في حده الأقصى إلى الكيلومتر ونصف الكيلومتر، فيما يتراوح عرضه بين المئة والخمسمئة متر. وتقدر الجهات المختصة في نزع الألغام احتواءه على أكثر من خمسة آلاف لغم أرضي من مختلف الأنواع والأحجام، معظمها ألغام كبيرة ضد الآليات، كان جيش الاحتلال قد زرعها بعيد احتلاله للمنطقة إبان حرب العام 1967.
وقد وقعت انفجارات عدة في الحقل منذ التحرير حتى اليوم، وأدت إلى استشهاد المواطن بركات الأحمد من عين عرب، وعنصر من سلاح الهندسة في الجيش اللبناني، وجرح ثلاثة مواطنين آخرين، إضافة إلى نفوق عدد كبير من رؤوس الماشية والأبقار وعشرات الخنازير والحيوانات البرية. ويضاف إلى ذلك خسائر غير مباشرة لدى أصحاب الأراضي التي تحتلها الألغام، تتمثل في عدم تمكن أصحاب الأراضي من الوصول إليها واستغلالها منذ ما يقارب الأربعين عاماً.
ويستغرب رئيس «لجنة العودة لأهالي العباسية» محمد شهاب «تجاهل الجهات المعنية لحقل الألغام في البلدة، والذي يهدد الحياة العامة في المنطقة، وخاصة المصلين في المسجد المجاور»، معتبراً أن وجود الحقل «يحدّ من عودة الأهالي، إضافة إلى منعهم من استغلالهم لأراضيهم». ويشير شهاب إلى أنه «بعد سقوط ضحايا مدنية، ونفوق الكثير من الماشية بسبب انفجارالعديد من ألغام الحقل، وبعد سلسلة مراجعات قمنا بها مع الجهات المعنية لنزع ألغامه»، لمس أهالي البلدة تجاوباً محدوداً، فقد «عملت فرق هندسية تابعة للجيش اللبناني وأخرى دولية، على المباشرة بتنظيف الحقل انطلاقاً من طرفه الغربي. لكن العمل توقف بعد إنجاز مساحة بسيطة لم تتجاوز الخمسمئة متر مربع. وقد طالت فترة التوقف عن متابعة أعمال تنظيف الحقل حتى اليوم من دون معرفة الأسباب التي دفعت تلك الجهات إلى ذلك»، وفق شهاب.
ويلفت المواطن شهاب شهاب إلى أن «ملكية الأراضي التي يشغلها حقل الألغام تعود لأهالي العباسية، ومعظمها لورثة المرحوم خليل شهاب. وهناك قسم بسيط في طرفها الشمالي الشرقي لورثة الأمير مجيد ارسلان». ويرى شهاب أنه بعد إنجاز الأشغال في العام الماضي في جامع البلدة «عند أطراف حقل الألغام، وعلى بعد سبعة أمتار منه فقط، بات وجود الألغام يشكل أخطاراً داهمة على حركة المصلين في محيطه»، لافتاً إلى أهمية المنطقة التي تشغلها الألغام زراعياً «ويكفي السكان حرمانهم من استغلالها منذ العام 1967، ولا يزال الحرمان متواصلا بعد التحرير وذلك لا يجوز»، مناشداً «الجهات المعنية العمل سريعاً على تنظيف الحقل، الذي بات شوكة قاتلة في خاصرة بلدتنا وجوارها».
وتفقد رئيس «جمعية الرؤيا للرعاية والتنمية والتأهيل» الدكتور ناصر ابو لطيف، مع وفد من الجمعية، حقل الألغام منبهاً من خطره، متسائلاً عن «الأسباب التي حالت ولا تزال دون تنظيفه، بالرغم من إزالة حقل مماثل كبير مجاور، ينطلق من المدخل الشرقي لبلدة العباسية، باتجاه الطرف الشرقي لبلدة الغجر». وأشار أبو لطيف إلى أن الجمعية «ستقوم بحملة واسعة عبر الجهات المحلية والدولية المعنية، لوضع حقل الألغام في العباسية على سكة الاهتمام، دعماً لسكان البلدة، ومساهمة في عودتهم إلى بلدتهم واستغلالهم اراضيهم الزراعية».
ويردّ مصدر مسؤول في «المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام»، التأخير في تنظيف حقل ألغام العباسية، وغيره من المواقع التي لم تنظف بعد، إلى «تراجع التمويل الدولي، وانخفاض عدد الفرق العاملة في نزع الألغام»، مشيراً إلى انطلاقة جديدة في العمل على تنظيف المناطق من الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة خلال فترة قريبة.