أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

قلعة الشقيف.. شاهدة على المقاومة

السبت 26 شباط , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 9,230 زائر

قلعة الشقيف.. شاهدة على المقاومة

 إنها قلعة الشقيف.
شيّدت قلعة الشقيف أو قلعة «شقيف أرنون»، كما يطلق عليها الجنوبيون على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر. جدرانها مبنيّة من الصخور المحلية، الأمر الذي جعلها تبدو وكأنها مختبئة بين حنايا الصخور. تُعرف القلعة في المراجع التاريخية باسم قلعة بوفور «Beau fort» أي الحصن الجميل.
عمرها
يعود بناء القلعة إلى ما قبل العصور الوسطى، إذ يُعتَقَد أن المستشرق الفرنسي «كيران»، الذي زار سورية في القرن التاسع عشر، أوّل من كتب عنها وعرّفها، فجاء وصفه تصويرياً دقيقاً.
القلعة
تمتاز القلعة بمدخلها الوحيد من جهة الجنوب، شكلها مثلث الزوايا، طولها 160 متراً، عرضها 100 متر، وتحيط بها من كل الجهات آبار محفورة في الصخر، أما الجهة الشرقية فيحميها مجرى نهر الليطاني الذي تجري مياهه في وادٍ عميق.
خارج القلعة الى جهة الجنوب يوجد حوض محفور في الصخر، أما غرباً فتوجد صهاريج محفورة في الصخر الصلد ومسقوفة بعقود حجرية، وفي الشمال ايضا حوض، جزء منه محفور في الصخر. أما داخل القلعة فتوجد أحواض كثيرة كانت تستعمل‏ ‏لجمع المياه لسد حاجة المحاصرين فيها خلال الحروب.
على الحائط الجنوبي للقلعة ثمة برجان على شكل نصف دائرة.وتمتاز القلعة بأنها مستطيلة البناء وضيقة جداً، ولعل ذلك يعود إلى طبيعة الأرض التي شيدت عليها، ولم يراع التناسب الهندسي بين ‏ الطول والعرض، والأحجار كلها مربعة الزوايا على الرغم من انها ليست كبيرة كتلك الحجارة في قلاع أخرى كما هو الحال في ‏القدس وبعلبك.
في التاريخ
اللافت والمثير للعجب، أن قلعة الشقيف لم يتعرض لها المؤرخون العرب قبل الحروب الصليبية، باستثناء أسقف صور «وليم» عندما تعرض لذكرها قبل هذا التاريخ (الحروب الصليبية) بعشرين سنة، فضلاً عن بعض مؤرخي الافرنج،‏ ‏الذين أعادوا ذكرها إلى أبعد من هذا الزمن بكثير، حيث يقال إنها وقعت في قبضة (فولك) ملك ‏ ‏القدس عام 1139.‏ ‏
محاولة تدميرها
تعرضت القلعة من قبل الصهاينة إبان اجتياح عام 1982 للقصف أكثر من مرة، وذلك بهدف التخريب، فضلاً عن أنهم استعملوها مركزاً عسكرياً في فترة إحتلالهم للجنوب اللبناني.
وعمدت قوات الاحتلال الصهيوني الى تدمير معالم هذه القلعة، فتداعت وتشققت الجدران بسبب تحرّك الآليات العسكرية داخلها، إضافة إلى تغيير شكلها الهندسي، فقد دمرت الغارات والقصف المدفعي البرج الرئيسي والجدران الخارجية خلال سنوات الاحتلال. وتم ردم الخندق المحيط بتلة شقيف أرنون، وهو خندق حفره الصليبيون، بهدف تأمين مركز دفاع عن القلعة، واستعمل الصهاينة في عملية الردم الاسمنت فضلاً عن تشييد تحصينات في داخله.
القلعة اليوم
ما يجدر قوله أنه لولا تدخل «اليونسكو» المباشر والضغط على قوات الإحتلال، لكانت قلعة الشقيف اليوم مجرد ركام، خصوصاً أنهم كانوا ينوون تفجير القلعة قبيل خروجهم مندحرين من لبنان عام 2000.
أما اليوم، فتقوم المديرية العامة للآثار، بالتعاون مع وزارة السياحة اللبنانية بتأهيل القلعة لتصبح من المعالم الأثرية التي تجذب السيّاح.
قلعة الشقيف الأبية كانت وسوف تبقى شاهداً على مرّ الأيام والعصور، الفائتة منها والمقبلة،على مقاومة الشعب ‏ ‏اللبناني للغزاة والمحتلين، وكأنها تردد دوماً: «الأرض لنا».

Script executed in 0.18555593490601