نتمنى أن تكون عربصاليم رائدة في موضوع الطاقة الشمسية، مثلما كانت رائدة في عملية فرز النفايات الصلبة من المنازل». الكلام لرئيسة جمعية «نداء الأرض» في عربصاليم زينب مقلد، التي كانت أول من أطلق مشروع الفرز المنزلي كتجربة نموذجية حققت نجاحاً لافتاً في بلدتها.
تفاؤل مقلد جاء بعد لقاء أهالي عربصاليم في النادي الحسيني للبلدة، وموافقتهم بالإجماع على تنفيذ مشروع تركيب سخانات المياه الشمسية الذي من المقرر أن يشمل نحو ألف عائلة في البلدة.
«نهتم بمشروع الطاقة البديلة لما له من مفاعيل في التوفير عن كاهل المواطن والتخفيف من الضغوط التي يسببها الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي. لذلك، كان لا بدّ من المشروع الذي أطلقنا عليه اسم السخّان الشمسي في كل بيت». والكلام لرئيس بلدية عربصاليم محمود أمين حسن الذي أوضح أن البلدية «ستكون جزءاً أساسياً في المشروع بعدما تعهّدت بأن تتحمل الدفعة الأولى عن كل بيت وحُددت بمبلغ مئة دولار أميركي».
ينطلق المشروع من مئة بيت في عربصاليم «هي الدفعة الأولى بعدما دعونا الأهالي لملء استمارات وتقديم مستندات وتسجيل أسمائهم في المجلس البلدي، وقد تجاوز العدد السبعين خلال ثلاثة أيام، ومن المقرر أن نبدأ التنفيذ في أول شهر نيسان المقبل». يقول حسن.
اللافت، أن هذا المشروع ينفذ بمعزل عن المبادرة التي أطلقتها وزارة الطاقة والمياه في تشرين الثاني الماضي، بعدما قامت الوزارة بالتعاون مع العديد من المصارف بتسهيلات تمتد إلى خمس سنوات تقسيط مع صفر في المئة فائدة، ومساهمة الوزارة بمبلغ 200 دولار أميركي تحسم من سعر كل سخّان شمسي يشتريه المواطن عبر المصرف. يعلق حسن على هذا الأمر بالقول إن كلفة السخان عبر مشروع الوزارة أغلى، رغم الدعم، إضافة إلى مشقّة انتقال الأهالي إلى بيروت لتقديم الطلبات.
لن يدفع أي منزل في عربصاليم أكثر من مبلغ 400 دولار ثمناً لمشروع السخان الشمسي، إذ إن الشركة التي ستنفذ المشروع، وهي شركة محلية يرأسها صاحب فكرة تعميم الطاقة على كل بيوت عربصاليم، أحمد نور الدين، ستقدم خفضاً بقيمة 100 دولار، مضافة إلى 100 دولار دعم من البلدية، وبإمكان الأهالي تقسيط المبلغ على فترة سنة»، بحسب نور الدين.
نور الدين شرح لأهالي عربصاليم عن أهمية المشروع وردد أمامهم مجموعة من الأرقام عن التكلفة والتوفير ومصروف الطاقة الكهربائية «سيوفر كل بيت في عربصاليم مبلغ 262 دولاراً أميركياً سنوياً إذا ما حسبنا أن ثمن الكيلو واط أمبير الذي يدفعه لشركة الكهرباء 8.3 سنتات».
سيتولى أصحاب البيوت في عربصاليم رفع خزاناتهم المائية نحو مترين قبل تركيب أجهزة السخان المصنّعة في الصين، يعلوها خزان الطاقة من الستانلس أو الحديد الزئبقي الذي يتسع لمئتي ليتر من المياه، مجهز بسخان إيطالي رديف يعمل في الأيام التي تكون فيها الشمس محتجبة بسبب الطقس الغائم. ويقدر نور الدين أن أشهر الاستفادة من الطاقة الشمسية تتجاوز العشرة أشهر «تتوافر فيها المياه الساخنة نهاراً وليلاً، وفي حال الطقس البارد والماطر يلجأ المواطن إلى استخدام الطاقة الكهربائية ساعات محدودة».
وتقول دراسة نور الدين التي أعدّها عن المشروع إن بلدة عربصاليم ستوفر (عن ألف عائلة) نحو 1.5 ميغاوات من الطاقة الكهربائية، أي ما يعادل قوة محرك 15×100 كيلوفولت أمبير. «ولو أن منطقة النبطية التزمت بتعميم هذا المشروع، فإن قيمة التوفير في الطاقة الكهربائية ستوازي ما ينتجه معمل الجيّة الحراري، أي نحو نصف إنتاجيّة لبنان من الطاقة الكهربائية، وسيزيح همّاً كبيراً عن كاهل البيئة من الانبعاثات».
ما يساعد بلدية عربصاليم في مشروعها الذي أطلقته، أن تجربة السخانات الشمسية لم تكن جديدة في البلدة، فهي بدأت منذ نحو خمس سنوات برغم التكلفة الباهضة التي كانت تتجاوز 1500 دولار أميركي لسخانات من صفائح أوروبية وخزانات مصنعة محلياً منفصلة عن الطاقة الكهربائية.
«ركّبنا السخانات الشمسية منذ ثلاث سنوات في بيوتنا أنا وأشقائي الثلاثة» يقول حسن محمود عبد الله من عربصاليم الذي يتحدث مسهباً «عن أهمية هذه السخانات التي توفر علينا في الطاقة الكهربائية والمحروقات والانفعالات جراء الانقطاع المستمر للكهرباء، لذلك أنا متأكد من أن هذا المشروع سينجح في عربصاليم».