هي عاملة كباقي العاملات، وربة اسرة ككثيرات. وهي ملتزمة بتشييد مسكن لها ولولديها مثل عدد كبير منهن، وترابط قبل الثامنة صباحاً من أول كل شهر أمام باب المصرف لتدفع كمبيالة القسط الشهري عن القرض الذي اقترضته في سبيل إتمام أقساط منزلها المنتظر، إضافة إلى قروض شخصية أخرى. لم تخلف يوماً موعدها، لا في العمل ولا في الدفع، ولم تتأخر عنهما. ولم تشاهد مريضة قط، رغم سني عمرها التي زادت عن الخمسين، حتى إنها لم تجد الوقت بعد لإجراء عملية جراحية لأذنها المعطلة منذ أكثر من 15 عاماً، والتي باتت بحاجة لعملية مستعجلة وإلا ستفقد السمع بها إلى الأبد.
تتشابه أم علي مع ملايين العاملات في العالم في معظم ما سلف، إلا أن ما يميز تلك المرأة الجنوبية العاملة، والتي يمتد يومها في الأعمال لساعات وساعات، أنها وجدت بين انشغالاتها الكثيرة وهمومها الأكثر فسحة من وقتها كي تتابع دورة محو أمية.
وكانت نزيهة قد أخذت الأذونات اللازمة من أرباب عملها لتتابع دوامها في تلك الدورة كما لو أنها جزء من عملها، وتتلقى عليه الأجر الوفير. أربع ساعات أسبوعية، مقسمة على يومين، تحمل خلالهما «الطالبة» كراستها وقلمها، وتتوجه إلى مدرستها المفترضة. وقد بدأت بعد حوالى شهرين من مثابرتها الأسبوعية على الدورة بشائر العلم الجديد بالظهور، بتعلمها كتابة بعض الأحرف، بالإضافة إلى اسمها كاملا، كما أنها باتت تستطيع قراءة الأرقام، وأن تميزها على أوراق النقود، بعدما كانت تتعامل بها، وتميزها عبر ألوانها فقط.
تتشابه أم علي مع ملايين العاملات في العالم في معظم ما سلف، إلا أن ما يميز تلك المرأة الجنوبية العاملة، والتي يمتد يومها في الأعمال لساعات وساعات، أنها وجدت بين انشغالاتها الكثيرة وهمومها الأكثر فسحة من وقتها كي تتابع دورة محو أمية.
وكانت نزيهة قد أخذت الأذونات اللازمة من أرباب عملها لتتابع دوامها في تلك الدورة كما لو أنها جزء من عملها، وتتلقى عليه الأجر الوفير. أربع ساعات أسبوعية، مقسمة على يومين، تحمل خلالهما «الطالبة» كراستها وقلمها، وتتوجه إلى مدرستها المفترضة. وقد بدأت بعد حوالى شهرين من مثابرتها الأسبوعية على الدورة بشائر العلم الجديد بالظهور، بتعلمها كتابة بعض الأحرف، بالإضافة إلى اسمها كاملا، كما أنها باتت تستطيع قراءة الأرقام، وأن تميزها على أوراق النقود، بعدما كانت تتعامل بها، وتميزها عبر ألوانها فقط.