أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

في بنت جبيل: العواصف على الابواب وجيوب خاوية وايادي على القلوب

الأربعاء 09 آذار , 2011 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,691 زائر

في بنت جبيل: العواصف على الابواب وجيوب خاوية وايادي على القلوب

لذلك تشكل اخبار كل عاصفة قادمة هاجسا للاهالي للبدء بتأمين حاجتهم من مواد التدفئة لايام قليلة وان كان ذلك على حساب الاستغناء عن ضروريات اخرى.
واذا كان للبعض اجتهاداته فيما خص وسائل التدفئة من جفت الزيتون او الغاز او التدفئة الكهربائية او حتى "جبل" زيت السيارات المحروق مع مواد اخرى قابلة للاشتعال كنشارة الخشب او الاوراق وغيرها، الا انه يبقى كل من المازوت والحطب الوسيلتان الاكثر شعبية لناحية الفعالية وان كانا لا يعتبران الارخص من حيث الاسعار.
فيشير احمد حمود الى ان هناك ترابط بين اسعار السلعتين فيرتفعان سوية وكذلك الامر عند الانخفاض وبالتالي بات سعر قنطار الحطب مرتبط بسعر صفيحة المازوت.
فقد وصلت سعر نقلة الحطب الى حدود 250 دولارا مع الارتفاع الكبير الذي اصاب برميل النفط الا انها انخفضت حاليا الى حوالي 250 الف ليرة، وتمنى حمود لو شمل خفض سعر صفيحة البنزين مادة الماوت ايضا لانه الاكثر تأثيرا على يوميات المواطن في هذه المناطق حيث نستهلك اكثر من 10 ليترات من المازوت يوميا في الايام الباردة بينا لا نستهلك نصف هذه الكمية من البنزين هنا اذا كانا نملك السيارات اصلا.
وتعود اسعار الحطب لتلعب مع تقلب احوال الطقس، فعندما يخف السوق وتبتعد الرياح الباردة، تنخفض الاسعار، فيما تعود لتشتعل مع بدء خبريات العواصف، كما هو العمل تماما بقانون العرض والطلب.
ويشرح احد اصحاب الكار، ترتبط الاسعار الى حد كبير بنوعيات الخشب المعروضة او المتوفرة في الاسواق، فالسنديان وانواعه من الاشجار الصنوبرية مثلا تعتبر من الانواع الملوكية التي لا يشتريها الا الميسورين الذين يفضلونها "للشمينيه"، فسعرها يختلف عن باقي الاشجار كالليمون التي يأتي في ذيل التصنيف، وبينهما يأتي الزيتون واللوز وانواع الاشجار المثمرة، متابعا بأن التدفئة على الحطب هي افضل من الناحية العملية والصحية لذلك فهناك قسم كبير من العائلات يفضل الحطب مهما كان سعر المازوت.
ومما زاد الطلب على الحطب وجود انواع مغشوشة من المازوت جرى خلطها بمواد بترولية ارخص كمادة "التنر" او البنزين في فترة ما مما ادى الى وقوع العديد من الاصابات نتيجة تحولها الى مادة اشتعال سريعة، وقد انتشرت هذه الطريق بالغش بشكل رئيس في المازوت المهرب نتيجة عدم خضوعه لاي مراقبة رسمية.
اما مصادر الحطب فهي على نوعين بحسب الخبير، اولها وهو المصدر الرئيسي ويأتي من الاحراج لاسيما المحترقة منها بشكل طبيعي او عن عمد وهذا المصدر بمعظمه يتأمن عن طريق التهرب من اعين الاجهزة الرسمية وهو نادر في منطقة بنت جبيل لذلك نلجأ الى مناطق اخرى لاسيما المناطق الجبلية، واما المصدر الثانية فهي عبر الاملاك الخاصة لاسيما الاشجار المثمرة وهي تأتي بمعظمها من المناطق الساحلية لاسيما اشجار الليمون التي يجري استبدالها بانواع اخرى وخاصة الموز الاكثر ربحا.
اما من لا يملك القدرة على الشراء فان عليه ان يعود بضعة عقود الى الوراء لاسيما الى زمن "التحطيب" ليلملم ما تقع عليه يداه من انواع الاخشاب اليابسة والخضراء، فيشير عادل دياب الى "اننا نبحث عن اي شيء يمكن اشعاله من الاخشاب والحطب وبقايا الاثاث القديم وجفت الزيتون"، والا فان تكلفة شراء الحطب لا تختلف كثيرا عن المازوت ومن يبحث عن التوفير او لا يملك القدرة على الشراء فليس له سوى "صحة بدنه ويديه لتدبر امره" يختم المواطن الجنوبي الخمسيني. 

Script executed in 0.19087386131287