أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إحياء الذكرى السادسة والعشرين للاستشهاد عامر توفيق كلاكش ”أبو زينب”

الأحد 13 آذار , 2011 11:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 9,026 زائر

إحياء الذكرى السادسة والعشرين للاستشهاد عامر توفيق كلاكش ”أبو زينب”

 

   وتخلله وضع إكليل من الزهر على نصب الشهيد ورفع لإعلام لبنان وفلسطين وحزب الله، على وقع عزف موسيقي لكشافة الامام المهدي، وسط استنفار لجنود وآليات العدو في الجهة المقابلة للحدود بالاضافة الى الطائرات الصهيونية التي كانت تجوب سماء المنطقة، فيما شوهد حالة من التأهب والحزر في صفوف الجنود الصهاينة لدى قيام عدد من الفتية بوضع الإعلام قرب الشريط الشائك.

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي اعتبر أن المقاومة الإسلامية لم تعلن اسم الشهيد أبو زينب لما يقارب العقد ونصف من الزمن لان قيادة المقاومة ولأسباب شتى قررت ان تصمت عن هوية هذا الشهيد  وكان صمتها حين صمتت من اجل خدمة القضية التي تعمل لأجلها، وحين تكلمت تكلمت لا لأجل هوى في النفس ولكن لان الكلام هو في خدمة قضيتها، مضيفا ان واحدا من أهم أساليب التي اعتمدناها لتحقيق الانتصار هي ان تكون المبادرة في أيدينا، فطوال مواجهتنا مع العدو الصهيوني لم نسمح له ان يستدرجنا الى رد الفعل الذي يشاءه بل كنا نحن نقرر الفعل، وألزمنا العدو  رد الفعل فهزمناه.

وأشار الموسوي إلى أننا وأمام الأسى الذي يعتري أهلنا  تجاه خطاب متهافت بائس خرج على أصول السياسة وأعرافها بل على القيم الأخلاقية وأدبيات التخاطب الاجتماعي فضلا عن السياسي، أقول لهم لا تسمحوا لأحد ان يستدرجكم الى موقع رد الفعل الغاضب لان القضية كل القضية من وراء الشعارات التي ترفع، القضية هي ان يستدرجوكم الى الموقع الذي يريدون، والذي تفقدون معه الانجازات التي حققتموها أو أنتم في صدد تحقيقها.

وأكد الموسوي أن قرارنا في المقاومة كما كان دائما ان نواصل مسارنا المقاوم دون ان نأبه لحملات سياسية إعلامية او غير ذلك فنحن من 14 آب من العام 2006 لم ندخر لحظة ولا وسعا ولا جهدا إلا وبذلناها واستثمرناها من اجل زيادة القدرات التسليحية والعسكرية والقتالية والتدريبية للمقاومة على النحو الذي صارت معه قادرة على استهداف اي بقعة في الكيان الصهيوني، وفرض حصار بحري على العدو في ما لو اندلعت الحرب، بل وصلت إلى الحد الذي أعلن عنه سماحة الأمين العام لحزب الله مؤخرا أنها باتت جاهزة لتلبية أمره في ما لو دعاها الى السيطرة على الجليل.

 وشدد الموسوي على أننا لن نتوانى عن زيادة قدراتنا الدفاعية والعسكرية والقتالية، ولا نعلن ذلك في مواجهة أصوات او حملات أصلا نحن لن نأبه لها في عزها، بل إننا  نواصل دربنا في زيادة قدراتنا، وستسمعون من وقت لآخر زيادة ملموسة في هذه القدرات، وليتحدث من يشاء ان يتحدث فنحن في بلد ديمقراطي ومن حق كل واحد ان يعبر عن رأيه فليقل ما يشاء، ونحن سنفعل ما نشاء.

وأضاف الموسوي أن الأمر الآخر من الانجازات التي حققناها والمستهدفة بالحملة الحالية، هي في تمكن  فريقنا السياسي الذي يقف على رأسه دولة الرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون وسماحة الأمين العام لحزب الله والرئيس عمر كرامي والمير طلال ارسلان الى كل حلفائنا تمكنا بالتعاون مع نواب شجعان قاوموا التهديدات الأميركية والعربية امنيا وسياسيا وماليا، من تحقيق تغيير حكومي اسقط الاستبداد والفساد في لبنان، مضيفا أننا سنستكمل عملية التغيير الحكومي وسنواصل المسار الذي نحن في صدده، وفي هذا الإطار سنعمل على استئصال الفساد من الإدارات العامة والذي استشرى لاسيما من العام 2005.

وشدد الموسوي على مواصلة العمل من اجل تعزيز الوحدة الوطنية  في مواجهة قرار الفتنة الذي اتخذوه لدفع لبنان الى فتنة مذهبية تدمر ما تم تحقيقه، وكأن في لبنان  مثل من هو في ليبيا  يقف ليقول انا أحكم او أدمر، ومضيفا أن جوابنا على كل ذلك سيكون اننا لن نسمح لهم بتدمير لبنان وبتدمير الوحدة الوطنية عبر استفزازنا طائفيا ومذهبيا بل إن ردنا سيبقى ردا وطنيا.

 

بدوره عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل شدد على أن رسالتنا اليوم لكل العالم  وللإسرائيلي أولا هي ان إرادة هذا الشعب التي أردتم ان تسقطونها في حرب تموز قد انتصرت وها هم أبناء هذه المنطقة على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم يجتمعون هنا لتأكيد اننا باقون ونريد أرضنا وحريتنا

وسيادتنا وسنذود عنها بالدماء والأرواح، مضيفا ان خيارنا كان وسيبقى هو الدفاع عن هذه الأرض مهما كان الثمن غاليا وصعبا،لأن من استطاع ان يدحر العدو عن معظم أرضه ويبني قوته بإرادته وبتضحياته وبتحالفاته الشريفة ويسقط مقولة الجيش الذي لا يقهر وأسطورة إسرائيل، هؤلاء لن يتراجعوا بل سيبقون في نفس الموقع يقبضون على نفس القضية التي حملها الاستشهادي عامر كلاكش، وأرواحهم فداء للأرض وللوطن ولأبناء كل الوطن.

ورأى خليل أن كل الذين يحتشدون اليوم وغيرهم من ابناء هذا الوطن عليهم ان يعرفوا ان حقهم في الاحتشاد وقدرتهم على ان يجتمعوا في وطن ينعم بمثل هذا الاستقرار ما كان ليكون لولا دماء الاستشهادي عامر كلاكش وغيره من الشهداء، معتبرا ان استقرار الوطن والضمان لحرية التعبير السياسي في اولى ركائزها دماء الشهداء الذين سقطوا والذين احيوا فينا القدرة على اعادة

بناء الوطن على الصورة التي نريد، والمتمثلة في لبنان القوي والقادر والمقاوم والمتمسك بكل عناصر القوة التي تحفظ وحدته واستقراره ومناعته.

وأضاف نقول لكل ابناء الوطن الذين يرفعون اليوم الشعارات ويحاولون ان يوظفوها بشكل ملتبس ان معنى الحرية والسيادة والاستقلال في لبنان لا يمكن ان يتحقق الا بالثالوث المقابل وهو الجيش والشعب والمقاومة.

وقال إن رسالة الشعب اللبناني اليوم رسالة الوحدة في مقابل منطق الانقسام، الذين يحاولون ان يسوقوا له، وأن رسالة الشعب اللبناني التمسك بجيشه حاضنا للاستقرار الداخلي والحفاظ على المقاومة التي اعطت لبنان كل لبنان ولم تعمل في أي لحظة من اللحظات على توظيف قوتها من اجل مصلحة سياسية ضيقة، وأن سلاحنا لن يكون الا في وجه العدو الاسرائيلي، ومن يريد سوءا بهذا السلاح انما يخدم بطريقة مباشرة او غير مباشرة هذا العدو الذي نطمأنه  ان ارادة اللبنانيين الصادقة ستبقى منحازة الى جانب المقاومة وسلاحها مهما حاولوا ان يشوهوا وان يعطوا صورة مغايرة تعطي للعدو فرصة ان يعيد مغامرته في لبنان.

 وشدد على  أن رسالتنا ان نحفظ لبنان بحفظ منطق الوحدة فيه ومهما قيل لن نتراجع عن ايماننا الاكيد بلبنان الواحد الموحد البعيد عن منطق الفئوية والمذهبية والطائفية، وسنبتعد عن منطق التحريض وسنرفع شعار مد اليد لكن ليس على قاعدة السماح باي شكل من الاشكال بالمس بقوة لبنان ومناعته التي يبقى اختصارها وحدته ومقاومته.

وتحدث النائب قاسم هاشم معلقا على الشعارات المرفوعة اليوم لمصادرة دماء شهيد من شهداء هذا الوطن بالقول إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان اكبر من تجارتكم وكان رفيق درب المقاومين لكنكم اليوم فعلا تفعلون عكس التاريخ وعكس التوجهات التي سار عليها، وأضاف نقول اليوم لهؤلاء الذين يرفعون الصوت ولبعض الناعقين في شعاراتهم، إن الدولة التي تتبجحون بها وبشعار العبور اليها وترفعون رايتها تلطيا من اجل مكاسبكم الرخيصة ما كانت لتكون لولا هذه الدماء الزكية ولولا الاستشهاديين والشهداء والمقاومين وصمود ابناء هذه الارض.

مشددا على أن هذا هو لبنان الذي نريد، في مقابل ما تريدون من لبنان التبعية والمزرعة والشركة لا لبنان القوي والوطن والسيد المستقل، مضيفا أنكم تريدون هذا الوطن على قياس سياستكم وتبعيتكم ولن تكونوا الا الادوات الرخيصة عند المشروع الامريكي والاسرائيلي، وأن دماء الشهداء وقبضات المقاومين وصمود أهلنا هو من كتب مجد هذا الوطن  وهذا التاريخ الجديد وصنع مستقبله، لا بتجارتكم الرخيصة ولا شعاراتكم الساقطة.

واعتبر أن  ”لأ” التي ترفعونها هي ”لأ” في وجه هذا الوطن والشرفاء فيه لانكم اتباع اقزام صغار، مضيفا أننا مقابل ”لأ”  التي ترفعونها في وجه السلاح نقول نعم هذا السلاح الذي صنع هذه الكرامة و”لأ” لهذه التفاهات والبيانات الساقطة وللعبارات التافهة،وان ”لأ” التي تقولونها هي كانت بالامس نعم لمحكمة لا لأجل عدالة ولا حقيقة بل لأجل تجارة بهذه العدالة والحقيقة.

بدوره مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين العبد الله شدد على أننا كلنا الان في لبنان وفي العالم العربي نحمل رايات العز على رؤوسنا منذ الاستشهادي أبو زينب وبلال  فحص الى الحر العاملي وإلى  الشهداء الذين سقطوا في عيتا الشعب وبنت جبيل ومارون والخيام وفي كل قرى جبل عامل ومن الشهداء الاطفال الذين قتلوا تحت الدمار الاسرائيلي والطائرات الحربية الاسرائيلية الامريكية، مضيفا نقف اليوم  لنؤكد أننا  القمصان البيضاء الناصعة التي تستمد انوار تعاليمها من محمد والمسيح والانبياء، ونقول لا للقلوب السوداء ولا للعقول المنغلقة ولا للألفاظ والخطابات التي تقول ”لا للسلاح”، وأضاف لا للعملاء  الذين يتعاملون مع اسرائيل في الداخل والخارج.

من جهته خطيب الوزاني وعين عرب وحلتا الشيخ خالد المحمد اعتبر أنه  لولا هذه الدماء ولولا هذه الرجال ما كنا الان نقف في هذه الارض التي كانت ما زالت تحت الاحتلال، ولكن بفضل دماء  الشهداء العطرة الذين قضوا من أجل تحرير الوطن فإننا  نقف اليوم على بعد امتار قليلة من فلسطين المحتلة التي ستحرر  انشاء الله من رجس الاحتلال.

 

نبذة عن العملية الاستشهادية

فــــــــي أوج إحكام سـياسة الــقــبـضــة الـحــديـدية الإرهابية التي اعتمدها الصهاينة لتركيع الجنوبيين في المنطقة المحتلة بعيد الاجتياح سنة 1982، وبعد يومين من المجزرة الإرهابية التي ارتكبها الصهاينة بحق المدنيين الآمنين، في بئر العبد، ما أدّى إلى إستشهاد العشرات، أكثرهم من النساء والأطفال. وردّاً على هذا الفعل الشنيع ولكسر  القبضة الحديدية الاسرائيلية، وضعت  المقاومة الإسلامية خطة تقضي بضرب العدو الصهيوني في عمق وجوده، ففي الساعة الثانية من ظهر العاشر من شهر آذار، من العام 1985 م، وعلى بعد مئة متر من شمالي مستوطنة المطلّة في مكان يُطلَق عليه إسم باب التينة، وبينما كانت قافلة عسكرية مؤلفة من سبع قطع، تحمل عشرات الجنود الصهاينة، ظهرت سيارة بيك آب محمّلة بتسعمائة كيلوغرام من المتفجرات، سارت ببطء متوجّهة نحو القافلة، محدثة إنفجاراً هائلاً، هزّ المنطقة بأسرها، وأُحضِرت رافعات ضخمة إلى مكان الإنفجار لرفع قطع السيارات المحترقة وبقاياها.

 الناطق العسكري الإسرائيلي اعترف بالعملية وقال أنها أسفرت عن مقتل 12 جنديا وجرح 14 آخرين، فيما ذكر سكان المنطقة أن العدد أكبر من ذلك بكثير.

 

التعليقات الإسرائيلية على العملية:

اسحق رابين وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، قال: "هذه ليست العملية الأولى التي تنفّذ ضد الجيش الإسرائيلي في لبنان، إلاّ

أن المأساة هذه المرة كانت النجاح في التسبب بخسارة كبيرة”.

نُقل عن أحد الجنود الناجين قوله: " لقد كانت السماء مغطاة بالنار تماماً مثل صور هيروشيما، كل شيء يحترق ودخان كثيف (جريدة السفير/ بتاريخ 11/03/1985).

الرقيب ليفي: فجأة.. رأيت جهنّم بأمّ عيني وقلت أحداً لن يخرج حيًاً (جريدة الشرق/ بتاريخ 27/03/1985).

بقي اسم منفذ العملية طي الكتمان حتى التحرير في العام 2000 عندما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال أحد احتفالات الانتصار في بلدة الخيام القريبة من بلدة الشهيد.

 

نبذة عن الاستشهادي عامر كلاكش:

 وُلد الشهيد عامر كلاكش في بلدة دبّين الجنوبيّة، في السادس والعشرين من شهر آذار من العام 1966 م، وترعرع وسط أسرة واعية، ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

  تميّز عامر بين أشقائه الستة، بجمال الخَلق والخُلق، وقد فرضت شخصيته محبّته واحترامه على الجميع، إضافة إلى فطنته وذكائه الحاد، الذي تميّز بهما أثناء الدراسة، فهو دائماً الأول بامتياز، ومنذ صغره كان ملتزماً بالأحكام الشرعيّة، مؤمناً واعياً، وكان يتنقّل بين شقرا ودبّين، ليلتقي بالإخوة المجاهدين سرّاً، بعيداً عن أعين جيش العميل لحد. وكان إضافة لذلك يعمل في الحدادة ليتمكن من خدمة المقاومين. ولم يكتفِ بذلك بل سعى لعقد الحلقات الدينية في الحسينيات، إلى جانب تواصله المستمرّ مع الشيخ راغب حرب (قدس سره)، ما جعله عرضة للملاحقة الدائمة، من قبل عملاء لحد.

وعندما بلغ السادسة عشرة من العمر، ترك قريته والتحق بصفوف المقاومة الإسلامية، وانتقل إلى بيروت لتكون نقطة انطلاقته، وحتى لا يعرّض أحداً من أهله للأذى بسبب عمله الجهادي، وهكذا بدأت الرحلة الجهادية للشهيد عامر، إلى جانب إخوانه المجاهدين، للتخطيط للعمليات وتنفيذها

 

 

Script executed in 0.19775080680847