أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إبراهيم حبّ الله: نصف قرن من النضال وما زال يحلم بالثورة

الثلاثاء 22 آذار , 2011 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,220 زائر

إبراهيم حبّ الله: نصف قرن من النضال وما زال يحلم بالثورة
صور :
لا مكان شاغراً في صفـحات ذاكرة إبراهيم حب الله، فأعوام أبي عبد الله التي تعدت الثلاثة وثمــانين تحفل بشريط من المحطات، يمتد من منتصف أربعينيات القرن الماضي إلى اليوم من دون انقطاع. وتفيض ذاكرة الرجل الحزبي، والسياسي، والرياضي، والمسرحي، والاسكافي في آن، بأسماء رفاق نضال، ولاعبي كرة قدم، ومصارعين، ومسرحيين على امتداد خارطة لبنان الجنوبي.
لا يعرف أبو عبد الـله التعب، فهو يواضب على المشاركة في الأنشطة السياسية والثقافية في أندية مدينته صور. كما أنه لم يلجأ كآخرين إلى تغيير جلدته، فبقي محافظاً على خصائص يساريته التي استهلها في الخمسينيات عبر الانخراط في صفوف «الحزب الشيوعي اللبناني» إلى جانب المعلم المرحوم رفلة أبو جمرة، وأبي إسماعيل مصطفى قندجي، ومهنّا الصـفدي ورفاقهم.
مسيرة حب الله تشبه مسيرات قليلين لم يجمعوا ثروات من إنجازاتهم التي لا تمحى. تنتشر صور الرجل في كــتب تاريخ صور الرياضي، وفي أطروحات الطلاب والطالبات حول نصف القـرن الأخير من حياة المدينة. ويفخر الثــمانيني الذي يقضي قسماً من نهاره في دكان صغير لتصليح الأحذبة، محاذٍ لـ «نادي التضامن الرياضي»، قرب مدخل حارة صور القديمة، بأنه ســاهم في تدريب المئات من لاعبي كرة القدم، وتأسيس أندية «التضامن» و«الشعلة»، و«السلام» في صور، ومسـاندته عام 1958 «حركة القوميين العرب» في ثورتها، ونقل كميات من الأسلحة بسيارته لهم من منزل القائد الشهيد معروف سعد في صيدا، بالإضافة إلى تأمين عدد من المنح الدراسية لفقراء المدينة وغيرها، يوم كانت دراسة الطب والهندسة محصورة بزعماء وأغنياء الجنوب، وصولاً إلى تأسيسه فرع «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني» في صور.
ولم تمنع السياسة، ولا العمل الحزبي، أبا عبد الله من مثابرته على ممارسة لعبة المصارعة، ثم كرة القدم التي أخذت حوالى نصف قرن من عمره متنقلاً بين «التضامن»، و«السلام»، و«الشعلة» و«الإصلاح البرج الشمالي»، وعدد من أندية القرى المجاورة التي عمل فيها مدرباً.
«عام 1957 سافرت إلى الاتحاد السوفياتي الـسابق للمشاركة في احتفالات يوم الشبيـبة العالمي، التي تجمع ممثلين عن القارات الخمس. وهناك تعرفت مع عدد من زملائي الرياضيين الذين كانوا بصحبتي، على نماذج مهمة من الحياة العامة والفنون الرياضية والموسيقية، حيث شاركنا بتقديم عرض مسرحي تحت عنوان «الله معك يا بيك» وهي مسرحية ساخرة»، كما يقول. ولا ينسى أثناء غوصه في الذاكرة عدداً من الرموز التي عايشها في أواخر أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ومنهم القيادي في «حركة القوميين العرب» محمد الزيات، الذي كان من نجوم لعبة كرة القدم كذلك، والبطل الصوري العالمي في المصارعة يوسف برزا، وفضل عجمي، وحسن جهمي وآخرين. ويتذكر حب الله تغلبه على بطل فلسطين في المصارعة عباس عطايا في منطقة النبي اسماعيل على شاطئ صور الجنوبي قبل نكبة فلسطين، متناولاً رحلاته الرياضية إلى مصر والأردن وقبرص. وعند العودة إلى تلك المراحل الراسخة في ذهن حب الله، يشعرك برغبته الجامحــة إلى ذلك الزمن، ثم ينتقل بتلك المشاعر إلى اليــوم، وهو ما زال يحلم بالثورات، فيفرح لانتصار ثورتي الشباب في تونس و«مصر عبد الناصر»، الذي التقى به في القاهرة حين كان على رأس وفد صوري في أواخر الستينيات. ويعتبر أبو عبد الله أن «زمن الثورات العربية، والانتفاضات في وجه الأنظمة، يجب أن تبقى خبزاً يومياً حتى لا يشيخ العطاء، ولا تذبل الاندفاعة والشجاعة».

Script executed in 0.19060707092285