أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

النازحون من جحيم ساحل العاج: هرب من استطاع إلى ذلك سبيلاً.. فتشرذمت عائلاتنا

الإثنين 04 نيسان , 2011 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,427 زائر

النازحون من جحيم ساحل العاج: هرب من استطاع إلى ذلك سبيلاً.. فتشرذمت عائلاتنا

تنفي زهرة فرحات (اللويزة في إقليم التفاح) كلام الخارجية عن «مساعدة المحتاجين، الذين لا يملكون ثمن بطاقة سفر للعودة الى لبنان»، فهي عانت كثيرا، حتى بلغ بها الأمر أن رهنت منزلها للبيع منذ شهرين في أبيدجان، من دون جدوى. الى أن عطف عليها احد المغتربين وقدم لها مساعدة، حتى تمكنت من الخروج ومعها ابنتاها قبل نحو عشرة أيام، فيما بقي ابنها هناك، لاجئا عند جيرانه.
لا معيل لزهرة في لبنان، وهي لا تجد بداً من العودة الى ابيدجان بعد انتهاء المعارك، برغم أن ابنتها الكبرى ذات العشرين عاماً، والتي كانت تعيل المنزل هناك، معرضة للصرف من عملها في معرض المفروشات، بسبب احتراقه.
وتستغرب زهرة كلام الخارجية ومديرية المغتربين، «فهم لم يكلفوا أنفسهم حتى مجرد السؤال، والسفارة لا تجيب على النداءات». وتقول ابنتها فاتن إن سعر بطاقة السفر لم يتغير سواء قبل الأزمة أو بعدها.
ويؤكد إسماعيل شعلان من العباسية، كلام زهرة عن لا مبالاة الخارجية، ويصب جام غضبه على الوزارة مطالبا بإقفالها. ويضيف: «قبل هروبي من هناك كان يوجد أكثر من 60 عائلة غير قادرة على دفع ثمن «التيكت»».
شعلان الذي وصل الى لبنان قبل أسبوع، ترك وراءه بيتاً ومحلين ومستودعين تجاريين، لا يعرف شيئاً عما حل بكل رزقه. ويعتبر أن تخفيض أسعار رحلات «الميدل ايست»، مجرد كذبة، بينما موريتانيا، مثلاً، ارسلت طائرات لإجلاء رعاياها مجاناً.
النكبة التي حلت بشعلان لم تكن الأولى، فقد خرج صفر اليدين من ليبيريا عام 1990 قبل ذلك، ومع ذلك فهو مصر على العودة الى افريقيا ما دام بلده عاجزاً عن تأمين يومه وغده.
قصة عائلة سارة شور، من بلدة جناتا قضاء صور، تختصر حجم ما يقاسيه المغتربون هناك، فالحرب قسمت العائلة، والدها ما زال في ماركوري، اما والدتها فتقبع الآن في ثكنة عسكرية، بعدما اقتحم اللصوص في أبيدجان المبنى الذي تسكن فيه وعملوا على جمع السكان، ثم قاموا بسرقة المبنى بالكامل.
والدتها نجت بفضل مساعدة القوات الدولية التي أجلتها مع جيرانها، بواسطة طوافة عسكرية. سارة التي هربت منذ أسبوع مع أخواتها الأربع من أبيدجان، تعاني صعوبات في التواصل مع والدتها، في حين لم تتواصل مع والدها منذ يومين.
ويبدي اشرف جمعة من أنصار، الذي وصل على آخر طائرة اقلعت من أبيدجان الى لبنان، ملاحظات على طريقة تعامل «ميدل ايست»، مع اللبنانيين، مؤكدا ان الطائرة لم تقل سوى 90 راكبا، بعدها غادرت وأقلت ركابا من غانا ثم نيجيريا، بالرغم من توسل المواطنين.
لا يزال والد اشرف وأخوه في ساحل العاج، وهو يعلق على تصريحات المسؤولين، مشيرا الى انه كلام لا يصرف على ارض الواقع، اذ بمقدورهم أن يضغطوا على الفرنسيين لتأمين الحماية اللازمة للبنانيين، لأن الأفارقة يخافون كثيرا من الفرنسيين.
من جهة ثانية، يقترح رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم احمد ناصر حلاً جزئياً لأزمة اللبنانيين، يقضي بنقل حوالى الف منهم الى غانا. وقال انه «أجرى اتصالات مع المدير العام للمغتربين هيثم جمعة الذي رحب بالاقتراح، والسفير علي العجمي ورئيس المجلس القاري الافريقي في الجامعة رئيس الجالية في ابيدجان نجيب زهر، ورئيس المجلس الوطني في غانا سعيد فخري، على ان تقوم الباخرة بنقل اللبنانيين من مرفأ ابيدجان الى مرفأ اكرا، ومن هناك تنقلهم طائرات الـ«ميدل ايست» الى لبنان». ويقضي الحل الجزئي ايضاً بتعاون الدولة اللبنانية مع الفرنسيين وقوات الامم المتحدة في ساحل العاج، لتأمين خط بحري بين الميناءين، وتأمين نقل اللبنانيين الذين يريدون المغادرة من ابيدجان ومدن عاجية اخرى الى الباخرة، لنقلهم الى ميناء العاصمة الغانية.

Script executed in 0.19027400016785