لم يأت «الرئيس» بعد. استعراض لمجريات الأمور على الساحة المحلية، من تشكيل الحكومة المتعذر إلى سجن روميه المتفجر، إلى تلك العجوز التي يعرفها أهل المجلس. تحمل همومها صارخة بوجه كل من يعترض طريقها، قبل أن تنحو جانباً تعبة، كما لو أن مشاكلها حلت دفعة واحدة.
وصلت السيارات المتشابهة، استنفر الجميع. كل مجموعة منها تأخذ طريقاً مختلفاً للتمويه، وفجأة تخرج سيارتان من الموكب الضخم تتجهان إلى الباب الرئيسي مباشرة. ينزل رئيس المجلس من أولاها. يستعرض ثلة من شرطة المجلس، ويدخل إلى المبنى الرئيسي لمجلس النواب، معلناً انتهاء أعمال الترميم والتأهيل التي استمرت لأشهر طويلة.
في البهو المجلسي الداخلي، كان عضو مكتب المجلس النائب انطوان زهرا والأمين العام للمجلس عدنان ضاهر، وعدد من كبار موظفي المجلس والمتعهدون والمهندسون الذين اشرفوا على أعمال الترميم، في استقبال بري. انتقل معهم إلى القاعة العامة متفقداً الأشغال التي أنجزت والتي كانت محل ثناء من قبل كل من دخلها، بما تتضمنه من تجهيزات متطورة «لأحدث وأفضل مبنى لمجلس نيابي»، كما قال زهرا، عضو اللجنة المشرفة على الأعمال، مشيراً إلى أن المجلس أدخل إلى قاعته نظام المحاضر الفورية، أي تحويل الخطابات إلى نصوص بشكل فوري لا تتخطى مدته الثواني المعدودة. وأمل ان يكون ذلك «خطوة محفزة للزملاء النواب ان يستفيدوا من هذه التقنيات والتسهيلات الحديثة لإنتاج اكبر وأسرع لإنجاز القوانين التي ننتظرها».
بعد انتهاء الجولة التي شملت إلى القاعة العامة، عدداً من أقسام ومكاتب المجلس، شكر بري كل من ساهم في إنجاز العمل، قبل أن ينتقل إلى مكتبه، ليبدأ نشاطه الرسمي، مع «لقاء الاربعاء».
وبما يوازي حدث انتهاء أعمال الترميم، أطلق بري موقفاً سياسياً حاسماً، بعد أن ظل في الفترة الماضية مصراً على إشاعة الأجواء الإيجابية. فأكد أن الوقت لم يعد يحتمل الانتظار وأن الثقة يجب أن تحكم كل الجهات المشاركة في تأليف الحكومة. أعلن «ان الذي يحصل هو اكثر من مؤسف، هو مؤلم». وقال: جرى التعاطي مع الملف (الحكومي) كأن هناك جبهات، 8 آذار، وسطية، وجبهة نضال. وأشار إلى أن «كتلة التنمية والتحرير لم تعد في «8 آذار»، لأنه لم يعد هناك برأيي من وجود للثامن من آذار، ولا سيما بعدما أخذ النائب وليد جنبلاط بوصلته إلى قبلتها وأصبحنا في جبهة وطنية تضم كتلا نيابية وكتلا من خارج المجلس النيابي وشخصيات نيابية وشخصيات من خارج المجلس النيابي تؤمن كلها بوحدة لبنان وعروبة لبنان، وتنمية لبنان، وتحرير لبنان».
كما تناول بري في لقاء الاربعاء الوضع في ابيدجان، ونقل عنه النواب «أن السياسة التي ادير بها هذا الملف كانت على درجة عالية من المسؤولية سواء للمغتربين الذين في ابيدجان او خارجها، وأكبر برهان على ذلك عدم وجود خسائر في الارواح بين اللبنانيين حتى هذه اللحظة، اما الخسارة المادية فقد طاولت الجميع من لبنانيين وأجانب وعاجيين، وهذه ضريبة يدفعها المغترب اللبناني دائما مع الأسف، كل الذي نأمله ان يبقى الجميع على تعاطيهم المترفع عن الحساسيات الداخلية بالنسبة للسياسة الاغترابية، خصوصا ممن لا يعرفون حقيقة اوضاع كل قارة لا بل كل بلد».
وشارك في اللقاء النواب: ياسين جابر، حسن فضل الله، ناجي غاريوس، علي عمار، فادي الاعور، مروان فارس، علي خريس، سيمون ابي رميا، زياد اسود، عباس هاشم، نوار الساحلي، نعمة الله ابي نصر، غازي زعيتر، الوليد سكرية، روبير غانم، غسان مخيبر، علي حسن خليل، علي المقداد، ميشال موسى، ابراهيم كنعان، علي بزي، أيوب حميد، قاسم هاشم وعبد اللطيف الزين.
كما التقى بري النائبة بهية الحريري ورئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان.