أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

دعاء لازالت تنتظر الهدية، ويوسف دون فطوره >>>حداثا مفجوعة بفقيدها علي ناصر

الجمعة 22 نيسان , 2011 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 32,489 زائر

دعاء لازالت تنتظر الهدية، ويوسف دون فطوره >>>حداثا مفجوعة بفقيدها علي ناصر

لازالت الطفلة دعاء علي ناصر بعاميها والنصف وحتى ساعات مساء امس تنتظر عودة والدها من عمله ليحمل لها ما اعتاد ان يحمله لها كل يوم، "وينو بابا ليش تأخر"، تهز كتفي جدها الغائب عن عوالم الدنيا بما فجعه به قدره، لا جواب لدعاء كما لولديه موسى ويوسف الذي اودعه مكان عمله في صور وطلب منه الانتظار ليعود له بفطوره الصباحي، وما عاد.

حداثا، القرية الجنوبية لفها السواد على الشاب "الادمي" والجريح المقاوم علي ناصر، هو بالنسبة لهم شهيد وفقيد ومغدور، بعناوين كثيرة، رحل الرجل الثلاثيني عن عائلته واهله واقاربه، رحل على غير علم بسبب الرحيل وهو ما كان من المخالفين ولا حتى من اصحاب البيوت التي نبتت كالفطر على عجل، بل فقط شاءت الاقدار ان يكون في الزمان والمكان الغير مناسبين فقتل بثلاث رصاصات اخترقت احداها خاصرته من جنبيه فيما استقرت الاخريين في صدره.

عاد ناصر الى بلده بعد سنوات من الغربة ليستقر هنا الى جانب زوجته واولاده واهله، عاد الى الوطن الذي غادره بعد ثلاث اصابات تلقاها على مراحل جهاده في المقاومة، عاد ليحتفل بالنصر والتحرير وليسكن في بلدته حداثا التي احب وقاتل لاجلها.

والده مختار البلدة، تائه عن من حوله، كل ما يعرفه بأن من يتحمل المسؤولية هم من شجعوا الناس على ارتكاب المخالفات وتركوهم لمصائرهم، متسائلا هل مخالفة بناء تستحق ان يطلق لاجلها النار عشوائيا، مضيفا بان الشهيد الاخر الذي ركض ليسحب علي عن الارض قتل برصاصة في منتصف رأسه.

ستبقى دعاء منتظرة هدية الاب حتى تعرف ما حدث، وكذلك يوسف سيبقى منتظرا فطوره الى حين، اما اهالي البلدة فهم سينتظرون ما ستحمله لهم نتائج التحقيق في حادثة ليست الاولى علها تكون الاخيرة.

Script executed in 0.19407796859741