أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

احياء ذكرى الاستشهادي صلاح غندور

الإثنين 25 نيسان , 2011 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,739 زائر

احياء ذكرى الاستشهادي صلاح  غندور

النائب فضل الله وضع إكليلا من الورد في مكان العملية الاستشهادية قرب صورة عملاقة للاستشهادي غندور، على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج) فيما كانت ثلة من المجاهدين تؤدي القسم والعهد بالمضي على خط الشهداء، كما قام رئيس بلدية المدينة بوضع إكليل باسم المجلس البلدي والأهالي.
وألقى النائب فضل الله كلمة بالمناسبة أكد فيها أنه من خلال هذه الدماء والروح الطاهرة، تمّ تحرير الأرض واستعادة الكرامة ورفع رايتنا خفاقة فوق كل قرية وبلدة جنوبية وصولاً إلى تخوم فلسطين مشيراً إلى أنه ما كانت المقاومة لتحقق هذه الإنجازات وتتوجها في حرب تموز 2006 لولا تضحيات هذه الدماء الطاهرة التي زرعناها في هذه الأرض مع أغلى رجال من الشهداء والاستشهاديين الذين احتضنهم أهلهم من عوائل الشهداء ومن أبناء هذا الجنوب وهذا الوطن لتكون حياتنا هنا حياة عزيزة كريمة.
وشدد النائب فضل الله على أن المقاومة التي انتمى إليها الإستشهاديون والشهداء وجاهدوا في خطها وقاتلوا تحت رايتها هي المقاومة التي تستمر وتبقى وتواجه كل التحديات والصعاب، وأن سلاح هذه المقاومة سيبقى ثابتاً ومشرعاً في مواجهة العدو الإسرائيلي ليحمي البلاد والوطن بأسره مهما كانت التحديات والمؤامرات والمعوقات، ومهما علا الصراخ، سواء كان صراخاً أممياً يستهدف هذا السلاح خدمة للكيان الإسرائيلي، أو صراخاً من هنا وهناك لا يمكن أن يؤثر على عزيمة هذه المقاومة وإرادتها.
وأضاف: في ذكرى هذا الاستشهادي الكبير، نتطلع دائماً إلى شعبنا ومقاومتنا لنكون ثابتين في الأرض، وثابتين على العزيمة والإرادة أياً تكن التحديات والصعوبات، ونرى أن هناك هجمة خارجية وأمريكية بالتحديد على خياراتنا الوطنية والقومية، وهي هجمة تريد أن تحرف مسارات الشعوب في هذه المنطقة التي رفعت لواء الممانعة والتحدي، وأن تقدم للكيان الإسرائيلي خدمات جديدة من خلال استهداف خيار المقاومة والممانعة في لبنان والمنطقة.
وأكد النائب فضل الله أننا كما واجهنا في الماضي، فإننا سنواجه اليوم بالعزيمة والإرادة التي امتلكناها انطلاقاً من روحية هؤلاء الاستشهاديين العظام، وأننا كما تجاوزنا الصعاب والتحديات وقد كانت قاسية وصعبة في الماضي، نستطيع أن نتجاوز ما يحاك لنا في لبنان والمنطقة بالعزيمة والإرادة ووحدة الموقف، مشيراً إلى أنه لذلك سيظل خيار المقاومة هو الخيار الذي ننتهجه والذي يوصلنا إلى تحقيق الأهداف، وستظل المقاومة العنوان الأساسي والرئيسي الذي يحرر ويحمي بلدنا ويدافع عنه، معتبراً أن هذا الكيان الإسرائيلي الذي تجتمع الكثير من دول العالم من أجل تحقيق أهدافه، لن يكون قادراً لا اليوم ولا في المستقبل بأي شكل وأي صيغة وأي وسيلة كانت أن يهزم هذه الإرادة وهذا الخيار.
وفي ما يتعلق بالتحديات الداخلية، أكد النائب فضل الله أن هناك جهداً كبيراً يبذل في الداخل من أجل معالجة المعوقات الأخيرة أمام ولادة الحكومة والتي باتت معروفة وتتمثل في تجاوز حقيبة الداخلية، بما يؤدي إلى تفاهم وتوافق بين المعنيين في تشكيل هذه الحكومة من أجل أن تنطلق لمعالجة الكثير من المشكلات والتحديات التي تواجهها سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني أو ما شابه، وأضاف: لكن تلوح في الأفق محاولات مكشوفة من أجل زرع الألغام ونصب الأفخاخ قبل أن تولد هذه الحكومة، وذلك من أجل القول إن البلد يعيش في فوضى وفي أزمات اجتماعية وأمنية واقتصادية، وإن الأكثرية الجديدة التي وصلت إلى الحكومة من خلال عملية دستورية ديمقراطية، غير قادرة على مواجهة هذه التحديات ليتم بالتالي تحميلها مسؤولية الفوضى المبرمجة التي حاكتها بعض الجهات وتورطت فيها بعض الأجهزة التي يفترض أن يتم فتح ملفها لمعرفة من المسؤول عن الكثير مما يحدث في لبنان، سواء في ما يتعلق بفوضى المخالفات القانونية أو ببعض الحوادث الأمنية أو ببعض الإشاعات التي تثار من هنا وهناك من أجل تثبيط عزيمة الأكثرية الجديدة وتشويه وتضليل الصورة أمام الرأي العام.
نبذة عن الشهيد صلاح غندور والعملية الاستشهادية التي نفذها:
  اقتحم صلاح غندور بسيارته المفخخة في 25 نيسان 1995 قافلتين للصهاينة، عند مدخل بنت جبيل، كانتا تستعدان لتبديل مواقعهما، وسقط عناصرهما بين قتيل وجريح، في مشهد التقطته كاميرا المقاومة الإسلامية، حيث طالت ألسنة اللهب غيوم السماء.
صلاح في أقوالهم القادة الصهاينة:
نقل التلفزيون الإسرائيلي ان رئيس الأركان  أكد في اجتماع لجنة الخارجية والأمن أن هناك تصعيدا حادا في العمليات التي يقوم بها حزب الله في جنوب لبنان وبات إصبعه رخوا على الزناد.
قائد المنطقة الشمالية عميرام ليفين قال أن عمليات بواسطة سيارات ملغومة يقودها انتحاري هي استمرار مباشر لخطة القتال المتبع في لبنان والتي ينبغي علينا معالجتها.
صلاح في سطور:
في 20 أيار 1968، رُزق الحاج محمد علي غندور بابنه صلاح، وبعد أن أمضى السنوات الخمس الأولى من عمره في ضيعته كفر ملكي، انتقل مع والديه إلى الإمارات العربية، حيث كان يعمل والده، وهناك أمضى صلاح عدّة سنوات، درس فيها المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، حيث ظهرت عليه أمارات الوعي والإيمان، الذي تشكّل عنده من خلال البحث والمطالعة.
    وفي مطلع العام 1984، عادت العائلة إلى لبنان في ظلّ الاحتلال الصهيوني، بدأ الشهيد يتردّد إلى المسجد، ليشارك في الدروس الثقافية والمحاضرات الدينية، لينخرط بعد ذلك في صفوف المقاومة الإسلامية، ولتبدأ مسيرته الجهادية الطويلة.
   أثناء تواجد صلاح في بيروت خلال مهمة كلف بها، سكن في شقة لأهله بعد أن تزوج من شريكة حياته، وأنجب منها ثلاثة أولاد، في حين بدأ رفاقه يلتحقون الواحد تلو الآخر بركب الشهداء، الأمر الذي ترك لديه بالغ الأثر، وكان ذلك سبباً في تركه للعاصمة، والتحاقه بمحاور المقاومة في الجنوب.
    وبعد ذلك بشهرين، طلب صلاح الانضمام إلى العمليات، ليكون مقاتلاً في صفوف المجاهدين، وكان له ما أراد أواخر العام 1986، حيث أظهر قوّة تحمل كبيرة، ومثابرة، وشجاعة، إضافة إلى الكفاءة العالية في كافة الأعمال القتاليّة.
    أما في مجال تهذيب النفس، فينقل الكثيرون ممن عرفه، أنه كان من العارفين، يدأب على الفرائض والنوافل، ويقرأ القرآن بتدبّر، ويواظب على قراءة الأدعية، كما أنه كان يطيل سجوده في الليل، ويُكثر من مراقباته، ومحاسبته لنفسه.
    ونال الملاك مبتغاه مهاجراً الى ربه ليلقاه، مجاهداً طاهراً دعاه ربه فاستجاب لدعاه.

 

44

31

Script executed in 0.18118715286255